العقيلي: اليمن يواجه كارثة إنسانية نتيجة الألغام الحوثية ونحتاج سنوات لنزعها

[ آلاف الألغام في اليمن تم زراعتها من قبل الحوثيين ]

قال المدير التنفيذي للبرنامج الوطني لنزع الألغام في اليمن العميد الركن أمين صالح العقيلي، إن اليمن يواجه كارثة إنسانية نتيجة حقول الألغام العشوائية المنتشرة في مساحات واسعة من البلاد.

وأوضح العقيلي، في مقابلة مع وكالة أنباء (شينخوا)، أن اليمن كان حتى العام 2014 على مشارف الانتهاء من آخر مرحلة نزع الغام في مناطق منخفضة التأثير وهي مناطق بعيدة عن السكان ونائية، وإعلان اليمن رسمياً منطقة خالية من الألغام".

وأضاف: "ما حدث بعد ذلك كارثة إنسانية" حيث اجتاحت جماعة الحوثي المسلحة في 2014، العاصمة صنعاء وسيطرت عقبها على معظم محافظات الشمال اليمني وزحفت نحو المحافظات الجنوبية من البلاد.

وقال العقيلي: "الألغام زرعت بكثافة عالية جداً في جميع المناطق التي وصل إليها جماعة الحوثي، وأصبحت مناطق واسعة في اليمن تندرج ضمن التصنيف مناطق عالية التأثير ، حيث تمت زراعة الالغام في مناطق سكنية بالمدن والأرياف وفي المدارس والطرقات".

وبحسب تقييمات البرنامج، فان "أكثر المناطق المتاثرة بالألغام هي مناطق الساحل الغربي الواقعة على البحر الأحمر ومحافظات تعز وعدن وأبين والجوف ومأرب وشبوة وحجة، ومحافظة الضالع التي تشهد حاليا كارثة إنسانية"، حسبما يقول العقيلي.

ولفت إلى أن الحوثيين زرعوا الألغام بطريقتين، الطريقة الأولى منظمة، حيث تمت عملية الزراعة بموجب خرائط ووفق تعليمات هندسية واضحة وعلى أحداثيات مفصلة نعتقد أنها موجودة لديهم، والطريقة الثانية وهي الزرع بطريقة عشوائية شملت كل المناطق للأسف.

وبحسب التقديرات فإن الحوثيين زرعوا أكثر من مليون لغم، تم نزع أكثر من 500 ألف لغم حتى اليوم، ويتوقع بأن عدد الألغام المزروعة أكثر من ذلك.

وواصل العقيلي قائلاً، الألغام التي زرعها الحوثيون متنوعة منها ألغام مضادة للأليات وألغام مضادة للأفراد، وهي الألغام "الفردية" محرمة بحكم أن اليمن الدولة رقم 34 في التوقيع على اتفاقية "أوتاوا" والتي بموجبها اليمن أصبحت تجرم زراعة واستخدام وخزن ونقل أو صناعة هذه الألغام.

ومضى قائلاً " كما زرع الحوثيون بكثافة عبوات ناسفة تم تحويرها من الألغام وأصبحت تعمل بالريموت كنترول أو بواسطة دوائر كهربائية أو بالاشعة الحمراء، وتعتبر محرمة حالها حال الألغام الأرضية الفردية التي وقعت اليمن على أن استخدامها جريمة حرب".

ويسقط بشكل يومي ضحايا من المدنيين في مناطق عدة باليمن نتيجة الألغام.

وأكد العقيلي، أنه تم تسجيل أكثر من ستة آلاف ضحية من المدنيين بين (قتيل ومصاب ومعاق) منهم نساء وأطفال وطلاب مدارس، وأن الأعداد الحقيقية للضحايا أكثر من ذلك بكثير.

ولفت المسؤول اليمني إلى وجود صعوبات كبيرة تواجه عمل البرنامج، منها عدم المقدرة للوصول إلى جميع المناطق نتيجة استمرار الصراع، إضافة إلى الصعوبات التي تواجه فرق النزع والتطهير في الميدان.

ونوه إلى أن "الألغام المبتكرة التي أدخل الحوثي عملية تحويرية كانت تعمل بالضغط وصمموها لتعمل بالاشعة تحت الحمراء أو بدوائر كهربائية او باستخدام الريموت كنترول، هذه تستدعي منا تطوير مهارات من يعملون في البرنامج".

ويزرع الحوثيون ألغاماً مموهة وبقوالب متنوعة منها بشكل أحجار يصعب التعرف عليها.

وأكد العقيلي أنه يتم التعامل بحذر مع هذه الألغام الكثيرة والمتنوعة والمبتكرة، تعامل ووفق معايير السلامة، وفعلاً فقدنا زملاء من البرنامج وهناك جرحى لا يزالوا يعانون من جراحهم حتى اليوم.

واختتم مدير برنامج نزع الألغام في اليمن حديثه إلى أن اليمن ملوثة بشكل كبير من الألغام بكافة أشكالها وفي حال حدثت تسوية وتوقف الصراع فإن البلاد بحاجة إلى عشرات السنيين لإعلانها منطقة خالية من الألغام.


المصدر: وكالة شنخوا

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر