كيف قصمت محافظة "شبوة" ظهر ميليشيا الانتقالي الإماراتي؟

[ مليشيا الانتقالي الإماراتي في جنوب البلاد - القدس العربي ]

قصمت محافظة شبوة، شرقي اليمن، ظهر ميليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي التابعة للإمارات بعد أن فاجأت هذه المحافظة الجميع، ووقفت بقوة واقتدار في وجه هيجان هذه الميليشيات المدعومة بأحدث المعدات العسكرية الثقيلة وغطاء جويا إماراتيا، وحققت القوات الحكومية المدعومة برجال القبائل من أبناء شبوة انتصارات منقطعة النظير.

وذكرت مصادر محلية ان ميليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي، ذو التوجه الانفصالي، خسرت كافة المعسكرات التي كانت تسيطر عليا وتتمركز فيها في مدينة عتق، مركز محافظة شبوة، بما في ذلك خسارتها لمقر المجلس الانتقالي بعتق.

ونقلت صحيفة "القدس العربي" عن مصادر يمنية قولها، إن "صمود قوات جيش الحكومة الشرعية ورجال القبائل المساندة لهم في وجه التمدد الانفصالي عبر الميليشيا الإماراتية التي تعمل تحت غطاء المجلس الانتقالي الجنوبي، فاجأت الجميع، بوقوفها على قلب رجل واحد بجانب قوات السلطة الشرعية والدفاع عن محافظتهم من تغلغل ميليشيا الانفصالي إليها التي حاولت السيطرة عليها كما سيطرت على محافظات عدن وأبين".

وأشارت إلى أن البعض كان يعتقد أن مدينة عتق، مركز محافظة شبوة، ستسقط في غمضة عين، بعد أن يئس الجميع من امكانية وجود أي مقاومة من قوات الجيش الوطني أو السكان قد تقف أمام هذا الزخف الهادر للميليشيا الانفصالية، إثر سقوط محافظة عدن وأبين، رغم أهميتهما، في غضون أيام وعجزت القوات الحكومية عن الصمود في وجه ذلك أو تحقيق أي مكسب عسكري هناك.

وكانت مصادر رسمية من الجانبين الحكومي والانفصالي أكدت أن القوات الحكومية استكملت صباح أمس السبت سيطرتها على كافة المعسكرات والمواقع التي كانت تتمركز فيها ميليشيا المجلس الانتقالي في مدينة عتق ومحيطها، حتى أصبحت بالكامل في قبضة القوات الحكومية، بعد مواجهات مسلحة عنيفة مع الميليشيا الانفصالية التابعة للإمارات.

وذكرت ان الجيش الحكومي أعاد السيطرة بالكامل على معسكر ثماد في أحد ضواحي عتق، بعد أن كانت تسيطر عليه ميليشيا الانتقالي الجنوبي منذ تشرين أول (اكتوبر) الماضي، والذي كان يعد واحدا من أهم معسكرات ميليشيا المجلس الانتقالي في عتق، إضافة إلى سيطرته على معسكري الشهداء ومرة في عتق التابعين للميليشيا الانفصالية، بعد معارك شرسة بين قوات الجيش الحكومي وهذه الميليشيا التي أصبحت قوة ضاربة بفعل الدعم الإماراتي اللامحدود لها ماليا وتقنيا ولوجستيا ورفدها بأحدث المعدات والآليات العسكرية الثقيلة، والتي اعترفت الإمارات بتدريبها نحو 90 ألف مقاتل من الميليشيا التابعة لها في اليمن.

وكانت مدينة عتق شهدت مواجهات مسلحة عنيفة منذ صباح الخميس، بين قوات الجيش الحكومي وميليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي المسماة هناك بـ”النخبة الشبوانية” وكذا ميليشيا “الحزام الأمني” وهما ممولتان من دولة الإمارات، وذلك بعد أن قامت هذه الميليشيات الانفصالية بشن هجمات بشكل متزامن على العديد من مواقع ومعسكرات القوات الحكومية في مدينة عتق ومداخلها وضواحيها، ومحاولة السيطرة على المدينة من جميع الجوانب، ضمن برنامج وخطط المجلس الانتقالي الانفصالي للسيطرة على مدن ومحافظات الجنوب، ولكن قوات الجيش الحكومي تمكنت من صدها من تحقيق حلمها في مدينة عتق والتي كسرت شوكتها وأوقفتها عند حدها.

ووفقا للعديد من المحللين السياسيين الذين تحدثوا لـ”القدس العربي” تعد محافظة شبوة المعقل الأخير الذي تعوّل عليه الحكومة الشرعية في التصدي للتمدد الانفصالي في الجنوب، الذي يتزعمه المجلس الانتقالي بدعم وتمويل إماراتي، وان سقوطها كان سيمثل انكسار وسقوط ما بقي من سلطة الحكومة الشرعية، نظرا للأهمية الكبيرة لمحافظة شبوة، التي قد توازي أو تتجاوز أهمية العاصمة عدن في العديد من الجوانب الاستراتيجية.

وقالوا “لو كانت مدينة عتق سقطت في أيدي الميليشيا الانفصالية فإن هذا يعني سقوط ما تبقى من نفوذ وسلطة الحكومة الشرعية في الجنوب، نظرا للأهمية الجغرافية والاقتصادية والقبلية لمحافظة شبوة، التي تعد خاصرة الجنوب والحزام الحامي له، والتي تحظى ببنية وتماسك قبلي هو الأقوى في محافظات الجنوب، والتي ان سقطت في أيدي الميليشيا الانفصالية فإن ما تبقى من المحافظات الجنوبية الشرقية ستسقط تباعا بدون مقاومة”.

وتكمن أهمية محافظة شبوة الاقتصادية لاحتضانها العديد من حقول النفط الهامة فيها، بالإضافة إلى احتضانها لميناء بلحاف لتصدير الغاز المسال، والذي يعد أكبر وأهم مشروع استثماري للطاقة في اليمن وكذا مرور خط أنبوب تصدير النفط في أراضيها.

ويضاف إلى ذلك وقوع مدينة عتق ومحافظة شبوة عموما في منطقة الوسط بين العاصمة صنعاء، والعاصمة المؤقتة للحكومة عدن، ووقوعها على التخوم مع المحافظات الشمالية مثل محافظة مأرب، والتي تربطها وشائج قبلية قوية، بالإضافة إلى وقوع مساحات واسعة من مناطقها على الشريط الساحلي الرابط بين محافظات عدن وأبين وحضرموت، وهذه المؤهلات جعلت لها أهمية استراتيجية في هذه الحرب بين الحكومة الشرعية والانفصاليين الجنوبيين.

القدس العربي

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر