كاتب سعودي: تشطير اليمن يخدم الإستراتيجية الإيرانية وسيفتح الباب لتجزئة دول أخرى

[ عرض لمليشيات انفصالية مدعومة من الإمارات في عدن جنوبي اليمن ]

اعتبر المحلل السياسي السعودي سليمان العقيلي، أن الميليشيات الانفصالية التابعة لما يسمى بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم من دولة الإمارات تهدد بنسف أهداف عمليات التحالف العربي باليمن.

وقال العقيلي في مقال له بموقع "آراء سعودية": إن "نشوء المليشيات الداعية لانفصال الجنوب عن الشمال وتمدد نفوذها في بعض المحافظات الجنوبية، خطوة خطيرة تهدد بنسف الغاية الكبرى للحرب الهادفة لتطهير اليمن من النفوذ الإيراني".

وأضاف في مقاله الذي حمل عنوان -لماذا ينبغي أن ندعم وحدة اليمن؟-:رغم أن أبناء الجنوب أبلوا بلاء حسنًا في تحقيق ما أنجزته الحرب ليس في طرد الحوثيين من الجنوب فحسب، بل حتى من أجزاء كبيرة من الساحل الغربي والجبهات الشمالية، إلا أن فكرة الانفصال تلقي بظلالها السوداء على مشروع تأمين الأمن القومي العربي جنوب الجزيرة العربية، بما في ذلك صيانة الأمن القومي السعودي.

وأشار إلى أن انفصال الجنوب كان مشروعًا إيرانيًا قبل الحرب، أثناء حكم صالح (...) وقدمت إيران دعمًا ماليًا مباشرًا للحراكيين، في الوقت ذاته هي التي كانت تسلح الحوثيين بالشمال وتعدّهم لليوم الذي يتمكنون فيه من السيطرة على صنعاء وعلى السلطة اليمنية بأكملها.

وقال" جاءت هذه التطورات الخطيرة خلال ما يمكن تسميته بغفوة إستراتيجية خليجية، تنم عن عدم إلمام المدرك السياسي الخليجي بالمخاطر التي تطوقه جنوبًا، فيما كان منشغلًا بمشروع التمدد الإيراني شمال الجزيرة العربية: العراق وسوريا ولبنان.

وبين أن تشطير اليمن إلى دولتين يخدم الاستراتيجية الإيرانية، والتي تهدف إلى وضع السعودية منافس إيران الإقليمي تحت التهديد الأمني، وتكوين حكومة يمنية جنوبية موالية يمكن أن تتيح لطهران فرصة الحضور الاستراتيجي على مضيق باب المندب (....).

وأضاف العقيلي، إن أهم مرتكزات مشروع الهيمنة الإقليمية الإيرانية، هو إضعاف قوة خصوم هذا المشروع وأقواهم الآن وهي القوة السعودية، ولضعضعة هذه القوة لابد من إشغالها بالتهديدات إن لم يكن استنزافها بالحروب المباشرة، ونظرًا لأن اليمن يمثل للأمن القومي السعودي خاصرة رخوة لأسباب تتعلق بطبيعة النظام اليمني والمشكلات البنيوية لهذا النظام، فقد وجدت الإستراتيجية الإيرانية أن هذا البلد هو أفضل ساحة تشكل تهديدًا تاريخيًا للسعودية.

وتابع:"انفراط الوحدة اليمنية وقيام حكومة مستقلة في عدن، سينظر له باعتباره ضربة قاصمة للنظام السياسي العربي وللأمن القومي العربي".

وخلص الكاتب إلى أن تشطير اليمن لن يكون حجرًا في بحيرة راكدة، إنما زلزال سيهز المنطقة، وربما سيفتح الباب لتجزئة دول عربية أخرى خاصة ممن تحكمها سلطات مركزية هشة وهو على كل حال حلم دائم للقوى الأجنبية والإقليمية.

يشار إلى أن دولة الإمارات العضو الثاني في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، عملت خلال الثلاث السنوات الماضية على إنشاء ميليشيات انفصالية المتمثلة بـ"الأحزمة والنخب" وزودتها بالأسلحة، وأخضعت مدينة عدن التي تتخذها الحكومة عاصمة مؤقتة للبلاد، ومحافظات جنوبية أخرى لسيطرة هذه المليشيات التي تحمل طابع عنصري ومناطقي وتتلقى أوامرها من أبو ظبي.

 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر