خبير أمريكي يحذر: سحب الولايات المتحدة دعمها للتحالف سيمكن الحوثيين من السيطرة على "باب المندب" (ترجمة خاصة)

[ تيرا دال: الحرب في اليمن سيكون لها تداعيات على الأمن القومي والاقتصادي للولايات المتحدة وأوروبا والعالم ]

حذر خبير أمريكي من أن الحرب في اليمن سيكون لها تداعيات على الأمن القومي والاقتصادي بالنسبة للولايات المتحدة وأوروبا والعالم، وذلك نظرا للأهمية الإستراتيجية لمضيق باب المندب.

وفي مقال بموقع شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية الشهيرة ـ انتقد تيرا دال -وهو زميل بارز في مجموعة الدراسات الأمنية الأمريكية- مجلس الشيوخ الأمريكي، الذي سيصوت اليوم الخميس لإلغاء حق النقض الذي استخدمه الرئيس ترامب ضد قرار الكونجرس سحب الدعم الأمريكي من اليمن..لافتا إلى أن الكونغرس "استخدم علاقة أمريكا مع السعودية كمبرر للقرار" مشددا في الوقت نفسه بأن قضية اليمن" أكبر بكثير" من ذلك .
 
وأشار الكاتب في مقاله الذي ترجمه"يمن شباب نت" إلى أن مضيق باب المندب يعتبر نقطة تفتيش رئيسية للنفط, وحلقة اتصال إستراتيجية بين المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط، وبالتالي فإن أي تعطيل لأمن ومراقبة المضيق يمكن أن يؤدي إلى تحولات دولية كبيرة في أسعار النفط .
 
وحذر من أنه إذا سحبت الولايات المتحدة دعمها للقوى الخليجية في النزاع اليمني، فإن المتمردين الحوثيين الشيعة المدعومين من إيران يمكنهم حينها أن يسيطروا على واحد من أكثر طرق الملاحة ازدحاما في العالم. 
 
ووفقًا لوكالة الاستخبارات الأمريكية، فإن إغلاق باب المندب يمكن أن يمنع الناقلات في الخليج (العربي)من الوصول إلى قناة السويس وخط أنابيب "سوميد"، مما يحرف مسارها باتجاه محيط الطرف الجنوبي لأفريقيا ، وذلك بدوره يضاعف من تكلفة العبور. 

وتقدر إدارة معلومات الطاقة (EIA) أن عام 2016 شهد تدفق 4.8 مليون برميل من المنتجات البترولية والنفطية عبر المضيق يوميًا، حيث يتجه نحو 2.8 مليون إلى الشمال إلى أوروبا، وأيضا هناك مليونان تعبر صوب الاتجاه المعاكس.
 
ويقع مضيق باب المندب على بعد 18 ميل فقط عند أضيق نقطة فيه, حيث يتوجب على الناقلات العابرة المرور عبر قناتين بحريتين تمتد لمسافة ميلين، مما يجعلها عرضة للغاية لأن تتعطل.
 
ومع تزايد التوتر في العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران؛ يرى الكاتب بأن سيطرة إيران على الممرات المائية الدولية، بما في ذلك مضيق هرمز أضحت أكثر أهمية.. محذرا من أن إيران تستخدم، وسوف تستخدم أي  نفوذ لديها ضد الولايات المتحدة، ولذلك فمن الضروري عدم منحها أي ميزات إضافية.
 
وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، حذر مطلع الأسبوع الجاري، من العواقب المحتملة لقرار الإدارة الأمريكية بوقف إصدار إعفاءات للدول المستوردة للنفط الإيراني.
 
ويذكر الكاتب أن مضيق هرمز يعد نقطة إنتاج النفط الرئيسية في العالم، حيث سجل ما يقدر بنحو 18.5 مليون برميل من النفط الذي يمر عبره في عام 2016.

ووفقًا لتقرير إدارة معلومات الطاقة، فإن مضيق هرمز أيضا يمثل نسبة %30في المائة من إجمالي النفط الخام المنقول عن طريق البحر، إضافة للسوائل الأخرى في عام 2015.
 
وبناء على ذلك يرى بأن الخطر الذي يمثله التوسع الإيراني والإجراءات الخبيثة الشاملة في المنطقة تشكل "المعضلة الأكبر" حيث يهدف الإيرانيون إلى الوصول إلى البحر الأحمر والتحكم في الممرات المائية الاقتصادية الحيوية.
 
وتساءل قائلا:" لماذا نمنح إيران الفرصة لتزويد الحوثيين بالصواريخ والأسلحة الأخرى للسيطرة على نقطة نفط رئيسية أخرى في مضيق باب المندب؟
 
الخبير تيرا دال أشاد باستخدام ترامب حق النقض مؤخراً ضد قرار الكونغرس وقف دعم التحالف باليمن معتبرا ذلك " قرارا صائبا" وخطوة -يراها الكاتب- ضرورية نحو مواجهة طموحات الهيمنة الإيرانية في المنطقة.
 
ولفت إلى أنه ومع اقتراب إيران من تأمين ميناء اللاذقية في سوريا، يصبح النزاع في اليمن أكثر أهمية للولايات المتحدة وأوروبا. 
 
ويربط الكاتب القيمة العالمية لمضيق باب المندب أيضًا بالقيمة النسبية لبلد جيبوتي الصغير حيث معسكر ليمونير التابع للقيادة الأمريكية في إفريقيا، وهي قاعدة العمليات الأمريكية الوحيدة لأفريقيا، التي توفر 4000 من القوات المشتركة والقوات المتحالفة مع الولايات المتحدة.
 
وتقع جيبوتي على مضيق باب المندب الذي يفصل اليمن عن إفريقيا.  وهي أيضًا موطن لأول قاعدة عسكرية أجنبية تابعة للصين تم افتتاحها رسميًا في عام 2017.
 
وقال الكاتب أن الصين لديها مصلحة اقتصادية وإستراتيجية في أفريقيا مع تمتعتها باستثمارات في القوة الناعمة تمتد لعقود. حيث استثمرت بكين مليارات الدولارات من خلال مبادرة الحزام والطرق (BRI) في جميع أنحاء إفريقيا والعالم في مشاريع البنية التحتية.

وأشار الى أن المقرضون الصينيون يحتفظون بنسبة سبعة وسبعين في المائة من ديون جيبوتي، مما يمنح الصين سلطة اقتصادية قوية على البلد الصغير.
 
والشهر الماضي، صرح الجنرال توماس فالدهاوسر، قائد قيادة القوات الأمريكية في إفريقيا خلال شهادة أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب بأن الولايات المتحدة تحتاج إلى مستوى أعلى من المشاركة السياسية في إفريقيا "لمواجهة النفوذ المتزايد للصين".

حيث قد يعوق النفوذ الاقتصادي والعسكري للصين في جيبوتي من الوصول إلى الميناء الذي يوفر الدعم العسكري لقاعدة "ليمونير".
 
وفي ديسمبر 2018، سلط مستشار الأمن القومي جون بولتون، في ملاحظاته حول إستراتيجية إفريقيا الجديدة لإدارة ترامب، الضوء على النفوذ المالي والسياسي المتزايد بسرعة للصين وروسيا عبر إفريقيا.

وقال بولتون:"إنهم يهدفون عمدا وبقوة من استثماراتهم في المنطقة، لاكتساب ميزة تنافسية على حساب الولايات المتحدة".
 
ولهذا خلص الكاتب دال الذي شغل منصب نائب رئيس أركان مجلس الأمن القومي في إدارة ترامب، إلى أنه يقع على عاتق الكونجرس واجب حماية الأمن الاقتصادي والوطني للولايات المتحدة. 

وقال:"وبما أن مجلس الشيوخ يعتزم مواجهة فيتو الرئيس ترامب، نأمل أن يدرس أعضاء مجلس الشيوخ الأهمية الإستراتيجية الأكبر للصراع في اليمن، لا أن يركزوا فقط  على المملكة العربية السعودية، وذلك لأن نتائج هذه الحرب يمكن أن يكون لها تداعيات هائلة على الولايات المتحدة والعالم برمته".


* شغل تيرا دال منصب نائب رئيس أركان مجلس الأمن القومي في إدارة ترامب ، وهو زميل أقدم في مجموعة الدراسات الأمنية.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر