باحثة غربية: الاتفاق الأولي بالحديدة ربما يمنع انهيار "اتفاق ستوكهولم" لكن السلام لازال بعيد المنال

[ دبابة في مدينة الحديدة ]

قالت باحثة بريطانية أن ما أعلنه بيان الامم المتحدة، مؤخرا من اتفاق الاطراف اليمنية على الانسحاب من الحديدة، يبعث امالا تكمن في أنه ذلك بإمكانه منع الانهيار الفعلي لاتفاق ستوكهولم، مشيرة في الوقت ذاته الى ان السلام في اليمن لازال بعيد المنال.
 
وفي لقاءين منفصلين مع قناتي «BBC» و«france24» الناطقتين بالإنجليزية ـ ترجمهما "يمن شباب نت"- أكدت الباحثة البريطانية بجامعة اكسفورد، اليزابيث كيندل "بأن الاتفاق على انسحاب الاطراف من الحديدةـ بإمكانه منع الانهيار الفعلي لاتفاق ستوكهولم".
 
وأضافت "بأن ذلك الانهيار كان وشيكا لحد ما، خصوصا بعد ما بدا جليا من نفاذ صبر التحالف الذي أصدر بيانا في الاسبوع الماضي يشكوا فيه من أن الحوثيين ليسوا مهتمين بالسلام، ويقول بأنه لم يتم تحقيق تقدم كبير لاتفاق ستوكهولم، الامر الذي كان يعتبر بمثابة انذار باستئناف العنف مجددا في الحديدة".
 
وتابعت بالقول "ولذلك يمكننا القول بأن ما حدث، يمثل خبرا سار، يظهر بأن هناك على الاقل مرحلة اولى من اعادة الانتشار داخل وحول الحديدة اضافة الى ميناءين اخرين شمالا، تمضي قدما، وبأن ذلك بات مقبولا، ليس بالنسبة لأولئك الذين اتفقوا على تلك المرحلة فحسب، وانما على مستوى القيادة ايضا. ولذا ينبغي اعتبار ذلك تطورا ايجابيا كبيرا".
 
وذكرت بأن "الاتفاق الحالي يتعلق بالحديدة وحدها، اضافة لميناءين اخرين، وليس كل اليمن. وهناك امل بأنه، في حال نجح في الحديدة، فحينها يمكن توسيعه ليشمل كافة محافظة الحديدة ومن ثم اليمن بأكمله".
 
وأكدت بأنه يتعين على الامم المتحدة ومعها قوى دولية أخرى أن تتمسك بما تم انجازه في ستوكهولم، وذلك بهدف منح اليمنيين بارقة امل بحدوث انفراجه تنبئ بخلاصهم من حرب لا يبدو بأنها على مشارف النهاية"
 
ما الذي سيحدث حال تحقق سلام دائم في اليمن؟ وما الذي ينتظر البلاد كدولة؟
 
الباحثة كيندال أوضحت بأنه "حتى إذا حدث السلام المتصور حاليا، بين الطرفين الرئيسين وهما الحكومة المدعومة من التحالف، والحوثيين المدعومون من إيران، فإن ذلك لن يقود بالضرورة الى سلام على الارض، نظرا لان هنالك العديد من الفصائل المتحاربة في اليمن"
 
وأردفت بالقول "بلا شك، فإن أحد أبرز بواعث القلق الرئيسية الحالية، تتمثل في حقيقة أنه وحتى في حال توصلت الاطراف الرئيسية الى سلام ما، فإن العداوات المشتركة التي كانت تجمع كافة الفصائل المختلفة والمنضوية في إطار الاطراف الرئيسية المتصارعة، ستتمزق، وبالتالي ربما يعني ذلك مزيجا مضاعفا من الصراعات التي قد تندلع على الأرض"
 
ولذلك -ترى الباحثة - فإنه وبالتوازي مع جهود السلام الرئيسية بين الطرفين البارزين، لابد من اجراء محادثات اخرى تضم كافة المعنيين، وتضمن امكانية تحقيق السلام على الارض، وهو ما اكدت الباحثة على الأهمية الخاصة فيه للشباب، نظرا لأن اليمن يحتضن قرابة مليوني طفل بلا تعليم، بالإضافة الى جيل كامل من الشباب الذين لم يعرفوا سوى الحرب خلال الاربع السنين الماضية" - وفق تعبيرها.
 
وشددت الباحثة على "أنه يجب اتخاذ الخطوات تلك بهدف اعداد جيل الشباب القادم للمساعدة في إعادة بناء اليمن" مضيفة "لا يمكننا تحمل الانتظار حتى تنتهي الحرب".

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر