مساعٍ حوثية لاستكمال حوثنة "المناهج التعليمية" قبيل انطلاق العام الدراسي الجديد

[ طالب يمني داخل قاعة امتحان في صنعاء (رويترز) ]

كشفت مصادر تربوية في العاصمة صنعاء، أن مليشيا الحوثي، تسابق الزمن منذ أسابيع؛ لإنجاز طباعة مئات الألاف من الكتب الطائفية المستمدة من الملازم الخمينية؛ بغرض فرضها على المدارس الحكومية والأهلية خلال العام الدراسي المقبل.

ويأتي هذا السباق، تنفيذا لتوجيهات زعيم المليشيا، عبد الملك الحوثي، وشقيقه يحيى، المنتحل صفة وزير التربية والتعليم في حكومة الانقلاب غير المعترف بها دوليا.

حيث عملت المليشيا الحوثية على تشكيل لجنة من كبار «القيادات الدينية التابعة لهم»؛ لإعادة النظر في المناهج الدراسية اليمنية المعتمدة في مدارس التعليم العام، العام الماضي.

وأقرت اللجنة التي استمرت على مدى 5 أشهر إجراء تغييرات جذرية عليها، خصوصا مناهج التربية الإسلامية، والقرآن الكريم وعلومه، والتربية الوطنية، والتاريخ، وذلك بما يتناسب مع أفكارها الطائفية المستمدة من «الملازم الخمينية».

ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط"، عن المصادر قولها، أن التعديلات الحوثية الجديدة على الكتب الدراسية استكملت ما كانت بدأته في السنوات الثلاث الماضية من مساع لحوثنة المنهج الدراسي ومؤسسات التعليم العام الخاضعة لها، في مسعى لتغيير هوية المجتمع اليمني واستهداف ثقافته المنتمية إلى محيطه العربي وتاريخه الوطني.

وتضمنت المناهج الحوثية المرتقب فرضها على المدارس العامة والخاصة، العام الدراسي المقبل، تعديلات تمجد الجماعة وزعيمها عبد الملك الحوثي وشقيقه المؤسس حسين بدر الدين الحوثي، إضافة إلى كم هائل من المضامين الطائفية ذات المنبع الإيراني.

وتعمدت الجماعة الحوثية في منهجها الجديد، طبقا للمصادر، أن يتضمن تحريفا واسعا للتاريخ اليمني، وتمجيدا للحكم الإمامي، الذي تحاول الجماعة ترسيخه من جديد بعد أكثر من نصف قرن من الثورة عليه عام 1962 والانتقال إلى النظام الجمهوري.

وأفادت المصادر أن الميليشيات الحوثية، أمرت عددا من المطابع العامة والخاصة الواقعة تحت سيطرتها بإنجاز طباعة آلاف الكتب المدرسية المعدلة، وشددت على الانتهاء منها قبيل بدء العام الدراسي الجديد، تمهيدا لتعميمها على المدارس.

وكان زعيم الجماعة الحوثية، شدد في خطاباته الأخيرة، على ضرورة التخلص من المناهج الدراسية الحالية باعتبارها «مناهج أميركية إسرائيلية» على حد زعمه، إلى جانب ادعائه أنها هي السبب في عدم انجراف المجتمع اليمني إلى اعتناق أفكار الجماعة والتماهي مع مشروعها الطائفي.

ولما نصّبت الجماعة يحيى الحوثي، شقيق زعيمها، وزيرا للتربية والتعليم في حكومتها الانقلابية غير المعترف بها، شرع منذ توليه المنصب في التمهيد لإلغاء المناهج الدراسية الرسمية في التعليم العام، كما فرضت الجماعة مقررات طائفية إلزامية على طلبة الجامعات، وألغت مقرر الثقافة الإسلامية.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر