الأسلاك الكهربائية تهدد اليمنيين

[ أسلاك كهربائية عشوائية باليمن ]

تمثّل أسلاك الكهرباء المكشوفة في الأحياء والشوارع اليمنية والتي تمر بالقرب من نوافذ المنازل وأسطحها، خطراً على اليمنيين وكابوساً يؤرّقهم لا سيّما مع موسم هطول الأمطار في محافظات عدّة. وبمجرّد الدخول إلى الأحياء الشعبية في الحديدة وصنعاء وحضرموت وعدن وغيرها من المحافظات، من الممكن ملاحظة شبكات مُعقّدة من الأسلاك والكابلات الكهربائية المتداخلة مع بعضها البعض، فتأتي نسبة كبيرة منها مكشوفة وقد تعرّضت للقطع أو احترقت.

في حيّ شعبي في مدينة الحديدة، يعيش بسام عبد الخالق، على الرغم من أنّه يعلم مدى خطورة بقائه فيه نظراً إلى شبكة الكهرباء المعقدة التي تحيط ببعض شبابيك منزله، الأمر الذي يعرّض أطفاله إلى الخطر الدائم. يخبر "العربي الجديد": "استأجرت المنزل قبل خمس سنوات نظراً إلى قربه من مقر عملي ولأنّ بدل إيجاره مناسب لي، وحتى اليوم لم أجد البديل المناسب"، مشيراً إلى رغبته في الانتقال من المنزل بسبب الخطر الذي تسببه الأسلاك. يُذكر أنّه والرغم من تقدّمه بشكاوى لمسؤولين عدّة في وزارة الكهرباء والطاقة والمجلس المحلي لحلّ هذه المشكلة، فإنّه تعرّض إلى التجاهل دائماً.

يضيف عبد الخالق أنّ "المخاطر في السابق كانت أكبر لأنّ التيار الكهربائي كان مؤمناً بصورة متواصلة. أمّا اليوم، وسط الحرب ومع انقطاع التيار الكهربائي الرسمي، فإنّ المخاطر باتت نسبية بسبب اشتراك عدد كبير من السكان هنا بخدمة المولدات الكهربائية التي يقدمها تجار الكهرباء في الحارات". ويشير عبد الخالق إلى أنّ "الأسلاك باتت مهترئة وتسقط بصورة دائمة، في حين أنّها لا تتحمل انقطاع التيار وعودته المفاجئَين. لهذا باتت تمثّل خطراً على المارة، لا سيّما من الأطفال في الشوارع. وبالفعل تعرّض عدد من المواطنين إلى صعقات كهربائية".

ولا يختلف الوضع كثيراً في العاصمة صنعاء، فقد تسببت الأسلاك الكهربائية المكشوفة أخيراً في وفاة المواطن يحيى المسوري، بعد تعرّضه إلى صعقة كهربائية في أثناء تفقّده مياه الأمطار التي غمرت سطح منزله. يقول نجل المتوفي كمال يحيى إنّ "الأسلاك الكهربائية المثّبتة بسطح منزلنا تسببت في وفاة والدي بعدما صعد إلى سطح المنزل حافي القدمَين. فتوفي على الفور وبعدما تسببت مياه الأمطار في انتشار التيار الكهربائي". يضيف يحيى لـ"العربي الجديد" أنّ "وزارة الكهرباء هي التي ثبتت الأسلاك الكهربائية على سطح المنزل كنقطة لمدّ الأسلاك إلى منازل أخرى مجاورة".



وفي عدن، تتوزع الأسلاك بطريقة كثيفة وعشوائية في مناطق كثيرة، وهو ما يمثّل خطراً على سلامة المواطنين بحسب ما يقول محمد ثابت. يضيف لـ"العربي الجديد" أنّ "سكان عدن يعانون من تلك الأسلاك العشوائية التي تسببت في قتل عدد من السكان، بالإضافة إلى ما يسبّبه الانقطاع المتكرر في التيار الكهربائي من أضرار في الأجهزة الإلكترونية". ويتابع ثابت أنّ "درجة الحرارة ونسبة الرطوبة المرتفعتَين في عدن تتسببان عادة في سرعة تلف الأسلاك والحوامل الخشبية والمعدنية، الأمر الذي يؤدي إلى سقوطها". ويحذّر من "تركها بهذا الشكل الذي يعرّض حياة المواطنين للخطر"، مشدداً على "إهمال وتقاعس من قبل الجهات المعنية. من واجبها تأمين الحلول اللازمة والقيام بإجراءات احترازية حفاظاً على سلامة المواطنين".

يتابع ثابت أنّه "كلّما مررت من أسلاك كهربائية متشابكة، أشعر بالخوف والقلق من سقوطها أرضاً. كذلك أخشى الخروج إلى الشوارع التي حيث الأسلاك مكشوفة في أثناء هطول الأمطار". ويلفت إلى أنّ "الأطفال أكثر عرضة للخطر لأنّهم يلعبون دائماً في الشوارع ولا يدركون خطورة تلك الأسلاك ويجهلون كيفية التعامل معها في حال سقوطها. فبعضهم يهرول لحملها أو للعب بها ليتسبب الأمر في وفاته".


 

من جهته، يعزو المهندس في مؤسسة الكهرباء في صنعاء عبد العليم الشميري مسؤولية تضرر شبكات الكهرباء إلى الحرب الدائرة في اليمن منذ سنوات. ويقول لـ"العربي الجديد" إنّ "الحرب التي تشهدها البلاد تسببت في تدمير الشبكة الكهربائية في مختلف المدن اليمنية وتعرضت خطوط نقل الطاقة إلى أضرار كبيرة"، مضيفاً أنّ "مواطنين كثيرين كانوا يعبثون بشبكات الكهرباء في السابق للتحايل على العدادات، لكنّهم اليوم يفعلون ذلك بهدف بيعها كنحاس".

وعن عمليات الصيانة، يوضح الشميري أنّ "الأوضاع التي تعيشها البلاد لا تساعد على صيانة شبكات الكهرباء الممددة في الشوارع لعدم توفّر الإمكانيات، كذلك فإنّ الحكومة لا تستطيع توفير الكهرباء للناس الذين يعتمدون اليوم على الكهرباء المولّدة من الألواح الشمسية أو على الكهرباء التجارية". ويدعو "أولياء الأمور إلى توعية أبنائهم حول خطورة الأسلاك الكهربائية المكشوفة وكيفية التعامل معها".

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر