تقرير:مقتل 128 مدنيا برصاص الحوثيين في تعز خلال يونيو الماضي

أصدر ائتلاف الإغاثة الإنسانية بمحافظة تعز وسط اليمن، اليوم الثلاثاء، تقريراً جديداً عن الأوضاع الإنسانية في المحافظة لشهر يونيو من العام الجاري 2016، تضمن إجمالي الخسائر البشرية والمادية التي تم رصدها جراء الأحداث في المحافظة، والوضع الصحي والتعليمي القائم، والاحتياجات الإنسانية الإغاثية للمحافظة.

وأعلن ائتلاف الإغاثة في تقريره مقتل 128، وجرح 741 مدنيا بينهم نساء وأطفال خلال يونيو الماضي، بينها إصابات خطرة، جراء عمليات القنص والقصف العشوائي على الأحياء السكنية والأسواق الشعبية.

وكانت اللجنة الطبية العليا في محافظة تعز قد أكدت في مؤتمرٍ صحفي عقدته خلال شهر يونيو استمرار القصف العنيف على الأحياء السكنية والأسواق الشعبية بمدينة تعز، بمختلف أنواع الأسلحة، مخلفة مجازر جديدة في صفوف المدنيين، كان أبرزها المجازر المروعة في الأسبوع الأول من الشهر نفسه، في ظل استمرار معاناة مستشفيات المدينة.

محذرةً في حال عدم تدارك الوضع الصحي والالتفات إليه ودعمه، فإن تعز ستكون مقبلة على كارثة صحية وخاصة مع انعدام مادة الأكسجين من المستشفيات، وأيضاً خطورة عدم توفر الكادر الطبي وغيابه في الكثير من التخصصات أهمها أطباء الأوعية الدموية والجراحة.

تضرر وتدمير

وقال الائتلاف بأن 4 منازل تعرضت للتفجير بالألغام والعبوات الناسفة من قبل المسلحين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق، في مناطق صالة، حسنات، المكلكل، وحي الجحملية شرقي المدينة، بالإضافة إلى تضرر 9 منازل كلياً في أحياء مختلفة من المدينة، و 46 منزلاً تضررت جزئياً جراء القصف العشوائي.

وأكد ائتلاف الإغاثة الإنسانية في تقريره أن خدمات المياه والكهرباء والنظافة لا تزال منقطعة عن المدينة، إلى جانب انعدام معظم الخدمات الصحية والأدوية، في ظل الحصار الخانق الذي لازال مفروضاً على مداخل المدينة من قبل مسلحي الحوثي وصالح الذين يتمركزون في أطراف المدينة.

مأساة الوازعية

وفي مديرية الوازعية جنوب غربي تعز، رصدت منظمة العدالة والإنصاف للتنمية وحقوق الإنسان ومنظمة سام للحقوق والحريات (7530) حالة انتهاك، قالت بأن المسلحين الحوثيون والموالين للرئيس السابق ارتكبوها بحق المدنيين في المديرية خلال الفترة من 29 سبتمبر/ أيلول 2015، وحتى 15 إبريل/ نيسان من العام 2016.

ووثقت المنظمتان حالات الانتهاك المختلفة التي طالت المدنيين في الوازعية، بينها (132) حالة قتل، (300) حالة إصابة، (150) حالة اختطاف، (4160) حالة تهجير، (354) حالة اعتداء على ممتلكات خاصة، (15) حالة اعتداء على ممتلكات عامة، كما تسببت الحرب في تهجير (4160) أسرة، بواقع (28ألف) نسمة، ممن أكرهوا على مغادرة منازلهم تحت وطأة القصف والقتل والتدمير.

ولجأت الأسر المهجرة من الوازعية إلى مناطق شبه صحراوية على الحدود مع محافظة لحج جنوبي اليمن، أغلبهم غادر مشيا على الأقدام، حيث لم تسنح لهم الفرصة أخذ شيء من أمتعتهم الشخصية وممتلكاتهم وأثاث منازلهم خوفاً من الموت الذي كان يلاحقهم.

واقع الأطفال والتعليم

وفي ندوة عقدها ائتلاف الإغاثة في 21 يونيو، بعنوان "مآسي الطفولة أثناء النزاعات" بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة عمالة الأطفال، وبرعاية من محافظ المحافظة، الأستاذ علي المعمري، في الوقت الذي يعيش فيه أطفال اليمن أسوأ مراحل حياتهم.

وخلال الندوة عرض مركز الدراسات والإعلام التربوي -عضو الائتلاف- والمشارك في الندوة، أن 29000 طالب وطالبة هم من يتلقون تعليمهم في مدينة تعز فقط، أي بنسبة 19% من إجمالي الطلبة البالغ عددهم 155000، وأن 46 مدرسة فتحت أبوابها من أصل 191 مدرسة، تعرضت للتدمير الجزئي والكلي بفعل القصف العشوائي، الأمر الذي حرم آلاف الطلاب من التعليم وتأدية امتحاناتهم، عدا ما قامت به مبادرات شبابية من افتتاح شقق مستأجرة وأبنية خالية لاستقبال طلاب المدارس فيها.

وقال المركز بأن 200ألف طالب وطالبة لم يتمكنوا من الالتحاق بصفوفهم الدراسية، بالإضافة إلى أن هناك أطفال تعرضوا للقتل أثناء ذهابهم إلى مدارسهم، وأطفال أصيبوا بالجنون والإعاقة الدائمة، كما تعرض كثيرين منهم إلى صدمات نفسية قاسية جراء الحرب.

وخلصت الندوة في ختامها إلى عدد من التوصيات كان من أهمها دعوة المنظمات الدولية إلى تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية وتطبيق قرارات الأمم المتحدة الخاصة بحماية الطفولة، وضرورة إيقاف الحرب وعودة الحياة الطبيعية إلى المدن، حتى يتمكن الأطفال من العودة إلى مدارسهم وحتى تتوقف معاناتهم.

وفي سياق التعليم دعا أكاديميين واستشاريين في جامعة تعز والمعاهد العلمية والتقنية ومكتب التربية والتعليم في المحافظة ومركز الدراسات والإعلام التربوي الحكومة الشرعية والسلطة المحلية للمحافظة ورئاسة جامعة تعز، إلى سرعة افتتاح الجامعة الحكومية وإعادة العمل فيها.

جاء ذلك خلال ندوة نقاشية نظمها مركز الدراسات والإعلام التربوي، برعاية من ائتلاف الإغاثة الإنسانية حول "تداعيات الحرب على التعليم الجامعي و الفني في تعز، وسبل إعادة تطبيع العمل فيها في ظل الأوضاع الراهنة"، التي خرجت بجملة من الملاحظات والمقترحات والتوصيات التي ستقدم إلى قيادة السلطة المحلية للعمل وفق ما تقتضي المصلحة العامة، والتوجيه بعمل اللازم ومتابعته.

احتياجات

ويوضح ائتلاف الإغاثة الإنسانية بتعز، احتياجات المحافظة الشهرية من المساعدات الإغاثية في مجالات الصحة والبيئة، الغذاء، الايواء، المياه، والمشتقات النفطية التي تأمن سير الحياة العامة للسكان في المحافظة.

وقال الائتلاف بأن اجمالي تكلفة الاحتياج الشهري لتلبية متطلبات المحافظة في مجال الصحة والبيئة تصل إلى أكثر من 82 مليون دولار، كما تحتاج الأسر النازحة إلى توفير 50ألف سلة غذائية شهرياً، وتوفير 100ألف سلة غذائية شهرياً للأسر المنكوبة والمتضررة.

وفي مجال الايواء، فإن مشكلة النازحين في المحافظة تحتاج إلى توفير 25 مركز ايواء، لتخفف من معاناة (16500) فرد، و (29858) أسرة نازحة ومستضيفة، كما أن اثنين مليون نسمة يحتاجون لتأمين مياه الشرب والاستخدام بحسب معايير (أسفير العالمية).

ولتأمين سير الحياة العامة لسكان تعز، فإن المحافظة بحاجة إلى توفير (685800) لتر من مادة الديزل شهرياً، بالإضافة إلى توفير (174600) لتر من مادة البترول شهرياً.

وتعيش محافظة تعز أوضاعا إنسانية بالغة السوء منذ بدء الحرب عليها في 14إبريل من العام الماضي وانتهاءً بالحصار الخانق على مداخلها منذ أكثر من 10 أشهر, ومنع إدخال أي مواد غذائية، استهلاكية، أدوية، أو مستلزمات طبية أو مياه شرب أو حتى اسطوانات أكسجين للجرحى والمرضى في المستشفيات عبر الطرق الرئيسية.

 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر