صحيفة تكشف عن تحركات جنوبية لإنشاء كيان جديد رافض لـ"الهيمنة الإماراتية"

[ صورة عامة من عدن ]


قالت صحيفة لندنية، "إن بوادر تغييرات في المشهد السياسي في جنوب اليمن تلوح على خلفية تحركات سياسية تشهدها عواصم عربية لقيادات جنوبية بارزة ضمن مساع جديدة، لتجاوز أخطاء المجلس الانتقالي الجنوبي وارتهانه لدولة الإمارات".

وأوضحت مصادر لـ"العربي الجديد" أن تلك التحركات الجارية حالياً تهدف لإنشاء كيان جنوبي جديد غير تابع لأي دولة أجنبية.

وذكرت الصحيفة، أنه وفق المعطيات السياسية، فإن التحركات الجنوبية الجديدة، مقسمة إلى شقين: الشق الأول وهو إجراء اتصالات سياسية واسعة في عدد من العواصم العربية، من قبل قيادات جنوبية، بهدف إنشاء مجلس جنوبي جديد "غير تابع لأي دولة"، فيما يمثل الشق الثاني عودة قيادات سياسية وعسكرية جنوبية إلى المشهد من جديد.

وأشارت إلى أن العديد من اللقاءات عقدت في عواصم عربية عدة، كان آخرها لقاءات عمّان، حيث تتواجد العديد من القيادات الجنوبية.

 وكانت مصادر قد تحدثت أن مؤسس الحراك الجنوبي اللواء ناصر النوبة، الذي يعرف بمواقفه المنتقدة للمجلس الانتقالي الجنوبي، إلى جانب عدد من القيادات الجنوبية قد غادروا اليمن باتجاه الأردن لإجراء اجتماعات، فيما غادرت شخصيات أخرى الرياض والقاهرة أيضاً إلى عمّان، لتعقد لقاءات جنوبية-جنوبية وجنوبية غربية.

ولفتت إلى أنه  من المحتمل عقد لقاء مع المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، قبيل أو بعد إعلان ولادة مكون جنوبي جديد، يتم التحضير له منذ فترة، ضمن تحركات جنوبية جديدة، تحت اسم "الائتلاف الوطني الجنوبي".

وقالت الصحيفة، "إن القيادات الجنوبية فضلت عقد لقاءاتها في الأردن بدلاً من أبو ظبي أو الرياض أو القاهرة التي غالباً ما استضافت اجتماعات المكونات الأخرى".

ونقلت الصحيفة عن  مصادر سياسية متعددة أكدت أن المكون الجديد والتحركات الحالية، تأتي للحفاظ على المكاسب السياسية، التي حققتها "القضية الجنوبية" طوال السنوات الماضية، ولتجاوز مرحلة المجلس الانتقالي، المنادي بالانفصال، وإخفاقاته بعد أن أبدى انكماشاً بارتهان قراره السياسي بمصالح دولة الإمارات.

 وأشارت إلى أن محاولة الانتقالي تصوير نفسه كحامل للجنوب وقضيته، وتجاوزه لمكونات جنوبية كبيرة، أمر مرفوض، وغير مقبول، وتجاوز للواقع ومعطياته السياسية.

ووفقاً للمعلومات المسربة من مصادر مقربة من قيادات جنوبية في الخارج، فإن رموزا جنوبية كبيرة من شخصيات سياسية وعسكرية كثيرة قد تنخرط ضمن هذا المكون الجديد.

المصادر ذكرت أن عودة هذه القيادات إلى المشهد، قد تثير الكثير من المعطيات السياسية في الجنوب، وتغير من الخارطة السياسية بشكل عام، لاسيما أن بعض هذه القيادات كانوا قيادات بارزة ومؤثرة في الحراك الجنوبي طوال الفترة الماضية، فيما البعض الآخر كانوا قيادات ومسؤولين، أداروا الدولة سواء قبل الوحدة أو بعدها.

ولمحت بعض القيادات إلى أن الأسماء الموجودة ضمن المكون هي قيادات معتدلة ورجوعها للمشهد مهم لعودة التوازن للشارع الجنوبي، وعدم إفراغ الساحة السياسية للوجوه الجديدة، التي لم تستطيع تقدير الموقف السياسي العام سواء الجنوبي أو اليمني، او حتى في المنطقة برمتها، وهو ما أثر بشكل سلبي على مسار المشهد السياسي في الجنوب.

كما رفضت مصادر في المكون المفترض ذكر بعض من هذه الأسماء قبل الإعلان الرسمي عن تشكيله إلا أنها أكدت أنها شخصيات معروفة ويعرفها الشارع اليمني.

ويرجح البعض أن التحركات الجديدة هي لمواجهة حلفاء الإمارات الذين باتوا يملكون معسكرات خاصة بهم ويسيطرون على العديد من المناطق بدعم مطلق من الإمارات وغموض سعودي حيال هذا الدعم، فضلاً عن الأطراف الأخرى تتهم الانتقالي بإقصاء المكونات الأخرى وأنه مخترق من قبل رجال الرئيس السابق علي عبدالله صالح، ولا سيما بعد التقارب الذي جرى بين نجل صالح المتواجد في الإمارات (أحمد) فضلاً عن دعم طارق صالح الحليف الجديد للإمارات والمجلس الانتقالي، الذي دعم علناً طارق صالح في مواجهة الحوثيين.

لكن على الرغم من ذلك تبرز مخاوف عدة بشأن مدى قدرة أي مكون سياسي جنوبي جديد على طرح نفسه كتيار بديل قادر على التعبير عن الشارع من جهة والتصدي لمساعي المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم من الإمارات، للتفرد بتمثيل القضية الجنوبية من جهة ثانية.

وتتعزز هذه المخاوف بحسب الصحيفة، بسبب سوابق عدة شهدتها الساحة السياسية في الجنوب على مدى السنوات الماضية، والتي تخللتها ولادة مكونات سياسية سرعان ما تلاشى تأثيرها تحت وطأة عدم وجود تمثيل شعبي لها أو بسبب الخلافات بين أعضائها.

وقالت الصحيفة "وجود استياء في الشارع الجنوبي من أداء المجلس الانتقالي قد يتحول إلى عامل مساعد للمكون السياسي الجديد، لا سيما أن البعض في الجنوب بدأ يجاهر بأن التمسك بالمجلس الانتقالي طوال الفترة الماضية كان "خيار الضرورة" بسبب غياب أي بديل جدي".


 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر