موقع أمريكي: لا مكان لنسخة حزب الله في اليمن (ترجمة خاصة)

[ حوثيون في صنعاء يرفعون صورة حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني ]

فتح مقتل علي عبد الله صالح فصلاً جديداً في الصراع اليمني مما أدى الى حرمان المليشيات الزيدية الحوثية من حليفهم القوي سابقا.

وبشكل أكبر؛ من الحالة الإنسانية التراجيدية - بما فيها الانتشار الواسع للكوليرا وسط نقص حاد في الغذاء والدواء والماء والوقود- فقد جلبت الأحداث الأخيرة التي شهدت إعدام الحوثيين للرئيس السابق، تركيزاً دوليا متجددا على أزمة اليمن الدراماتيكية.

فقبيل أيام قلائل صرح الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرس لشبكة الـ"سي إن إن" الأمريكية، بالقول "من مصلحة الجميع إيقاف هذه الحرب ". وأضاف "ما نحتاجه هو حلاً سياسياً".

حيث أن الأمين العام للأمم المتحدة لديه الحق في أن يشير إلى الحاجة الملحة بأن الحل النهائي للصراع ممكن أن يكون فقط حلاً سياسياً. حيث أن لدى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بشكل أوسع دوراً حقيقياً وهاماً بإمكانهم أن يلعبوه في الجهود الرامية للوصول إلى ذلك الحل السياسي.

غير ان مبادرات السلام السابقة قد صعدت بالحوثيين إلى مكانة غير مسموح بها، بينما فشلت في ممارسة الضغط اللازم على الميليشيات لكي تنسحب وتتخلى عن أجندتها الراديكالية والغير قابلة للتحقيق.

وعلى هذا الصعيد تبرز هناك فجوة بين القرارات الأممية المتعلقة بالصراع في اليمن، وعلى رأسها القرار 2216، وجولات المفاوضات المتنوعة في جنيف ومسقط والكويت منذ العام 2015. حيث يضع القرار 2216 للحوثيين مطالب واضحة لا لبس فيها، والتي تتضمن التخلي عن جميع المناطق التي سيطروا عليها منذ بداية الصراع؛ بالإضافة الى تسليم كل الأسلحة التي استولوا عليها من المؤسسات الأمنية والعسكرية. كما يطالبهم القرار أيضا بالكف عن الاستفزازات والتهديدات التي تستهدف الدول المجاورة، بما في ذلك السعي للحصول على صواريخ أرض-أرض البالستية، إضافة إلى "وقف استخدام وتجنيد الأطفال" في صفوف مليشياتهم.
 
حتى الآن منحت الجولات المتعددة من المفاوضات الحوثيين ومطالبهم وشكاويهم، أهمية لا يستحقونها. فبالرغم من كونهم عسكرياً جزءا رئيسياً في الصراع، وبشكل أكبر أيضاً في ظل غياب صالح عن المشهد، إلا أنهم يتحملون المسؤولية الأكبر التي أدت إلى انهيار البلاد. حيث كانوا الطرف الوحيد من بين أطراف يمنية عديدة- كحزب الإصلاح والحراك الجنوبي- الذي تخندق كليا ضد مخرجات العملية الانتقالية السياسية ومؤتمر الحوار الوطني الذي شاركوا فيه.
 
سياسياً، تتزايد عزلة الحوثيين أكثر من أي وقت مضى. حيث أنه بقتلهم صالح، فإن تحالفهم مع أطراف داخل  المؤتمر الشعبي العام التي لا تزال موالية لصالح، يقع على المحك.

القيادة الرديئة للحوثيين تزعم أنها تمثل قسماً بارزاً من اليمنيين، كما أن المصالح المتعلقة بالاتجاه الزيدي العام فقدت أي شكل من المصداقية. حيث أن إيديولوجياتهم القوية وارتباط عملياتهم بإيران وحزب الله، والتي غالبا ما يتم التقليل من شأنها من قبل محللين باعتبارها مبالغة أو "ضربا من جنون الشك والشعور بالإضطهاد من قبل الخليج"، قد أصبحت واضحة بشكل كبير.

إنه المزيج المتفجر من الراديكالية والشعبوية، والتي تعد إلى حد ما من خصائص الأيديولوجية الخمينية التي انزلقت  بالقيادة الحوثية إلى مسار محاولة إعادة الإمامة في شمال اليمن.
 
حاليا، حتى الأمم المتحدة تعترف باليد الإيرانية في نقل تكنولوجيا الصاروخ الباليستي للحوثيين. حيث أنه خلال الأسبوع الماضي تم تأكيد تقارير تحدثت عن مصرع خبير صواريخ إيراني في صنعاء.

لا اليمنيين أنفسهم ولا جيرانهم العرب منفتحون لذلك السيناريو غير الوارد، الذي يقبل بوجود نصف البلد يسيطر عليه الحوثيون كجماعة مسلحة. حيث أنه لا مكان لنسخة أخرى من حزب الله في جنوب شبه الجزيرة العربية. ويعد فهم ذلك مفتاحاً لفهم الصراع وكيفية حله.
 
كما ان هناك أيضا مشاكل ملحة وعاجلة متعلقة بالحكم وتوفير الخدمات الأساسية التي كشف الحوثيون أنفسهم عن عجزهم تماما عن توفيرها.

حتى الآن ينبغي أن يكون من الواضح أن هناك فقط طريق أوحد يمضي بالأمور قدماً، وهو أنه يتوجب على القيادة الحوثية أن تحل مليشياتها وتنزع سلاحها وتعود إلى الحالة الطبيعية والأصلية كحزب سياسي بدون جناح عسكري على غرار حزب الله اللبناني.

وكانت العقبة الحاسمة في جولات المفاوضات السابقة، وأدت إلى عدم الاتفاق بين الحكومة اليمنية والحوثيين على تنفيذ خطة السلام، تتمثل حول ما إذا كان انسحاب الحوثيين وتسليمهم للسلاح الذي استولوا عليه سيسبق عملية سياسية جديدة، أم أنه ينبغي أن يحدث بالتوازي معها؟ وحتى تلك العقبة تم اجتيازها، حيث وافقت الحكومة على أن يتم ذلك بالتوازي وفي الوقت نفسه.

فالنموذج اللبناني حيث أصبح حزب الله دولة فوق الدولة، ينبغي أن يقدم رواية تحذيرية بخصوص تداعيات إضفاء الطابع المؤسساتي على منظمة مليشاوية لتصبح حزب سياسياً، بدون تجريده من قدراته العسكرية وأجنداته الراديكالية المتطرفة.

إن منع حدوث ذلك السيناريو في اليمن يتطلب ضغطاً من المجتمع الدولي، مما سيشكل خطوة رئيسية للوصول للحل العاجل الذي ينتظره ملايين اليمنيين بفارغ الصبر.
 
* موقع يوراسيا ريفيو الأمريكي- لقراء المادة من الموقع الرسمي اضغط (هنـــا)

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر