مؤتمر حضرموت الجامع.. استمرار رغم دعوات تصحيح المسار

يعد مؤتمر حضرموت الجامع الذي ينظمه حلف حضرموت، أكبر حراك سياسي تعيشه حضرموت شرقي اليمن، عقب تحرير السلطات الشرعية عاصمة المحافظة مدينة المكلا في أبريل / نيسان من العام الماضي من قبضة مسلحي القاعدة.


ويقول منظموا المؤتمر أنهم يهدفون إلى وضع خارطة لرسم مستقبل حضرموت وإنهاء عقود من التهميش والإقصاء تعرضت لها حضرموت على مر الأنظمة المتعاقبة على حكم البلاد.
وبعد تحضيرات مسبقة، أعلن في مطلع نوفمبر الماضي حلف حضرموت وهو تجمع قبلي، اللجنة التحضيرية لمؤتمر حضرموت الجامع برئاسته ولجنة إشرافية برئاسة محافظ المحافظة اللواء أحمد بن بريك.

فور إعلان اللجان التحضيرية للمؤتمر واللجان المختلفة ظهر تيار آخر يضم نخبة من السياسيين وزعماء عدد من القبائل ومنظمات المجتمع المدني، يطالبوا بتصحيح مسار المؤتمر الجامع كون ما تم الإعلان عنه لايعرف أحد ماهي المعايير التي تم البناء عليها.

بعيداً عن الحزبية والمناطقية

يقول مسؤول العلاقات باللجنة التحضيرية لمؤتمر حضرموت الجامع محسن نصير في تصريح لـ"يمن شباب نت" إن اللجنة التحضيرية تتولى الإعداد للمؤتمر وهي لجنة فنية تضم في عضويتها كل أطياف النسيج الاجتماعي الحضرمي من قبائل وسياسيين وعلماء ومثقفين وشخصيات اجتماعية ومن أساتذة مخضرمبن في معترك الحياة، لكنه أشار إلى أن اللجنة شكلت بعيداً عن الحزبية والمناطقية والمحاصصة، لافتاً إلى أن الهدف هو إنجاز  المراحل التحضيرية وإنجاح المؤتمر.


وأوضح ان مؤتمر حضرموت يهدف إبراز دور حضرموت واستعادة مكانتها ونفض عنها غبار سنوات التهميش والحرمان وبالتالي تبني القضايا والمطالب الحقوقية المشروعة لأهلها ورسم المستقبل الذي تستحقه حضرموت وأبنائها والأجيال القادمة، وهو أيضاً تتويجاً لمسيرة ونضالات حلف حضرموت الذي حمل هذه المطالب وقدم التضحيات من أجلها، واليوم على الأرض تتحقق بعضاً من الإنجازات في مجالات عدة ويتوجب تثبيتها والحفاظ عليها بمزيد من الاصطفاف والاجماع.

غياب المعايير

في المقابل يرى أحد مؤسسي حلف قبائل حضرموت وعضو سكرتارية وإعلامية فيه (الحلف الداعي لمؤتمر حضرموت الجامع) لطفي الصيعري، لـ"يمن شباب نت"  أن اختيار الأعضاء من المفترض أن يكون على أسس ومعايير ومنها أن يتم تحديد نسب للداخل والمهجر وتمثيل لكل المديريات والقبائل ونسب للشباب وللمراة وللعلماء والدعاة  والتجار والإعلام والجامعة والكتاب وكل المكونات السياسية والمستقلين الحضارمة وأعضاء مجلس النواب والمجالس المحلية بالمحافظة ومؤتمر الحوار ومؤتمر الرياض ومراعاة اشراك الكفاءات قدر الإمكان.


وأشار إلى أن هذا لم يحصل في تشكيل اللجنة التحضيرية التي تم الإعلان عنها.  

من جهته يقول صالح عكار وهو قيادي في لجنة التشاور لتصحيح مسار مؤتمر حضرموت الجامع لـ"يمن شباب نت"، "كان من المفترض أن يكون هناك توصيف لأعضاء اللجنة التحضيرية وأسس يحتكم إليها الجميع.

استمرار رغم دعوات التصحيح


ورغم حراك ودعوات تصحيح المسار للمؤتمر وانتقاد مكونات سياسية ومجتمعية وقبلية لسير تحضيرات المؤتمر، إلا أن القائمين عليه تجاهلوا تلك الأصوات ومضوا في الأعمال التحضيرية.
ولم تقتصر دعوات التصحيح في داخل حضرموت، حيث امتدت إلى الحضارم المقيمين في المملكة العربية السعودية، الذين شكى الكثير منهم إقصاء بعض المكونات، ودعوا إلى إعادة النظر في المؤتمر.


وشكل المطالبون بتصحيح مسار المرتمر لجنة أطلق عليها لجنة التشاور لتصحيح المسار، وعقدت اللجنة كما يقول الصيعري لقاء موسعاً في الأيام الماضية بمدينة المكلا ضم أكثر  من 700 شخصية من محتلف المكونات في حضرموت، ولقاءات آخرى للجنة17 للتشاور ومع لجنة موفدة من رجل الأعمال الحضرمي الشيخ عبدالله بقشان، وأعدت تصورات أولية بمعايير التمثيل ومدخلات ومخرجات المؤتمر .

وأضاف" استمرار عمل اللجنة التحضيرية دون الالتفات لدعوات تصحيح مسار المؤتمر دليل على أنهم لايريدون الاستماع لصوت العقل والحكمة والتوحد ويتصرفون بثقافة إقصائية وتهميش ترسخت في وجدانهم منذ خمسين عاما بالرغم من أنهم يرون كوارث هذه الثقافة على حضرموت والجنوب والشمال ولكنهم لايتعضوا بها ولازالت عقلية الزعيم تتحكم فيهم فهم عبيد مطيعين لمن هم أدنى مرتبة وبلاطجة على من هم خارج لجنتهم، حد وصفه.

إلى ذلك يؤكد عكار أن لجنة تصحيح المسار مستمرة في جهودها، وستتخذ خطوات تصعيدية قريباً .

من جانبه يرد نصير أن اللجنة التحضيرية الرئيسة، رحبت بأي آراء مغايرة أو ملاحظات للتصويب،  كما أنها شكلت لجنة مختصة للأداء والتقييم، مشيراً إلى أن أي انتقاد أو تنبيه لقصور ما ظاهرة صحية وتنم عن حرص ولا ضير في ذلك، مؤكداً  بأنه لا مشكلة في تصحيح أية أخطاء ولكن في سياقها الحقيقي وليس لنسف هذا المشروع الكبير فهذا غير مقبول ولا أعتقد أن عاقلاً يرضى به.

وقال نصير "إن المرحلة الأولى من العملية التحضيرية استكملت والمتمثلة في تجميع واستخلاص الرؤى وأعداد الوثائق التي تم استلامها من المكونات والأفراد في الداخل والمهجر،  وبدأت مرحلة أخرى هي وضع مقترحات وتصورات للأسس والمعايير التي على ضوئها سيتم اختبار الشخصيات التي ستشارك في المراحل القادمة سواء في إجتماع المرجعيات أو المندوبين،  وهذه مسألة مهمة لأنها كفيلة بتمكين مشاركة أطياف المجتمع الحضرمي وقواه ومكوناته".

و أقرت اللجنة التحضيرية الرئيسة لمؤتمر حضرموت الجامع مطلع يناير الحالي، تكليف الدكتور "عبدالقادر محمد بايزيد" أمينًا عامًا للجنة التحضيرية الرئيسة, فيما كلفت لجنة تختص بوضع الأسس والمعايير لاختيار المرجعيات والمندوبين برئاسة المقدم "علي سالم بلجبلي العوبثاني" , والدكتور "عبدالقادر بايزيد" نائبًا , على أن تستعين اللجنة بمن تراه مناسبًا للانضمام إليها.


وتعليقاً على ذلك وصف رجل الأعمال ورئيس اللجنة الغربية بالسعودية لمؤتمر حضرموت الجامع الشيخ طارق بن علي بن محفوظ ، القرارات الصادرة من اللجنة التحضيرية ، بأنها أحادية وتتسم بالإقصاء والتهميش وفرض سياسة الأمر الواقع.


وحمل بن محفوظ رئاسة اللجنة التحضيرية بالمكلا كامل المسؤولية في محاولة إحباط الجهود الخيرة الهادفة إلى تصحيح المسار والحفاظ على تلاحم ووحدة الصف الحضرمي.
 

ومع تصاعد دعوات التصحيح، يقف مؤتمر حضرموت الجامع، أمام اختبار حقيقي في لم شمل المكونات الحضرمية جمعا في إطار المؤتمر ليكون المؤتمر جامعاً للكل.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر