هل يصمد مؤتمر "أبو راس" في مواجهة مليشيات الحوثي؟ (تحليل)

[ القيادي في حزب المؤتمر الموالي لمليشيات الحوثي صادق أبو راس/ انترنت ]

 على نحو بعيد نسبيا عن أنظار الإعلام، ثمة معركة تشتد بين الحوثي ومؤتمر ابوراس في صنعاء حول ما بقي من حزب المؤتمر الشعبي العام هناك.
 
مطلع يوليو الجاري نشر إعلام المؤتمر الشعبي العام عن اجتماع رفيع لقيادة الحزب حضره رئيس الحزب صادق أبو راس وأمين عام الحزب أحمد الأحول ويحيى الراعي نائب رئيس الحزب رئيس مجلس النواب في صنعاء فاقد النصاب القانوني، وعدد من قيادات الحزب البارزين لمواجهة تحديات تقسيم وتمزيق المؤتمر وفق بيان الحزب.
 
في الرابع من يوليو اتخذ الحزب قرارا بفصل عضو اللجنة الدائمة الرئيسية عضو مجلس النواب عن المؤتمر علي الزنم من الحزب بتهمة محاولة شق الحزب لصالح جماعة الحوثي، وإنشاء كيان بديل باسم أحرار شباب المؤتمر.
 
منذ 4 يوليو تاريخ فصل الزنم استعرض مؤتمر أبو راس حجم التأييد من ما بقي من قادة المؤتمر في المحافظات التي يسيطر عليها الحوثي بالقوة، بينما سعى الزنم ومعه أعضاء موالين من المؤتمر من صعدة إلى بدء هجومهم المضاد متهمين ابوراس وبقية قيادة الحزب بموالاة الإمارات وأحمد علي عبدالله صالح.
 
لا يبدو هجوم الحوثي ضد المؤتمر الشعبي يقل خطورة عما كان يستشعره من المؤتمر في صنعاء 2017 قبل مقتل صالح، وإن لم يكن المؤتمر بنفس القوة على الأقل في صنعاء المدينة.
 
مثل المؤتمر جسر عبور الحوثي للريف والقبيلة ومؤسسات الدولة منذ تحالف الطرفين 2011 وحتى انفصالهما بقيادة أسرة صالح 2017 ، ومن هناك كانت أهمية المؤتمر بالنسبة للحوثي الذي صار مسيطرا تقريبا على كل شيء ولم يعد بحاجة إلى المؤتمر كما كان عليه قبل سنوات.
 
يبدو الهجوم الحوثي على مؤتمر ابوراس نابعا من رغبة إيرانية تتلاقى مع طموح حوثي باستئصال الحزب نهائيا لإعادة صياغة المجتمع هناك دون عوائق مع توجه دولي -مؤقت على الأقل- نحو حل الدولتين ويرغب الملالي في طهران وصنعاء استغلال ذلك للانفراد كليا عن شريكهم بالسيطرة على صنعاء والمحافظات الأخرى.
 
كما تتزامن هذه المحاولات الحوثية مع تنامي الصراعات القبلية في مناطق سيطرة الحوثي واشتداد عنفها وتسارع وتيرتها في أكثر من محافظة، مع سمات عامة تؤطرها بأن القتال بين القبائل له أبعاده السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وحتى الحزبية، وأي إضعاف للمؤتمر في صنعاء سيعني بالضرورة إضعاف قبائله في الريف ومراكز المدن.
 
ومن جهة أخرى يبدو المؤتمر الشعبي يحاول التماسك بعد فقدانه أهميته وموقعه في سلطة الانقلاب بصنعاء، من خلال الحفاظ على الحد الأدنى من تماسكه السياسي في وجه الحوثي بغرض تماسك أنصار الحزب بين القبائل.
 
تكمن مصلحة الناس والقبيلة في صنعاء بتماسك الحزب مهما كانت سيئاته ودوره في الانقلاب وإسقاط الجمهورية، بدون تبرئته بالطبع غير أن دوره مهم مع تزايد الانتفاضات القبلية والمناطقية ضد الحوثي في عدد من المحافظات خاصة الجوف وعمران وصنعاء وذمار وإب.
 
يدرك الحوثي جيدا خطورة بقاء تنظيم شعبي أو سياسي واحد غير الجماعة التي أنشأتها إيران المسماة المسيرة، وبالتالي يسعى لتفكيك تنظيم المؤتمر الشعبي وحله نهائيا وإنشاء بديل له تابع مباشرة لقادة الحرس الثوري في طهران.
 
وخلال السنوات الماضية اغتالت جهات مجهولة ومسلحون مجموعة بارزة من قيادات الحوثي القبلية في صنعاء وعمران من القادة البارزين في قبائلهم رغم ولائهم الحوثي لكن فوبيا الحوثي ومخاوفه من أي تنظيم مهما صغر حجمه وتأثيره لا يداهن أو يتأخر في تفكيك تلك التنظيمات، ومن الواضح أنه لم يبق أي أحد أو تنظيم سوى ما بقي من هياكل المؤتمر الشعبي العام الذي يبدو أنه لن يستسلم ببساطة لمحاولات إيران والحوثي تفكيك الحزب واجتثاثه.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر