ماذا يعني تحول جنازة "المكحل" إلى مظاهرة شعبية عارمة ضد مليشيات الحوثي في إب؟

 الانتفاضة الشعبية، بدأت ضد مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، في المناطق التي تسيطر عليها، وتحديدا من محافظة إب، التي تبعد عن صنعاء جنوبا 180 كيلو متر تقريبا.
 
واحتشد الآلاف من أبناء المحافظة الواقعة وسط اليمن، في الأول من شهر رمضان المبارك، في جنازة الناشط حمدي عبدالرزاق الخولاني، الشهير بالمكحل والذي قتل بظروف غامضة في سجون مليشيا الحوثي في مركز محافظة إب.
 
وقالت مصادر محلية لـ"يمن شباب نت" إن "مليشيا الحوثي مارست ضغوطا هائلة على أسرة المكحل تمثلت أولا بقتله، ثم خطف جثته، ثم اشترطت تشييعه فجرا لمنع أي حضور شعبي في جنازته".
 
لم تسر الأمور كما خططت لها المليشيا، إذ اعترض محبو المكحل والغاضبون من مقتله على تشييعه فجرا. بدلا من ذلك حددوا موعد التشييع عصرا، حين تكون الأسواق والحركة في شوارع المدن اليمنية في ذروتها أيام شهر رمضان.
 
على جانبي أزقة المدينة القديمة في إب احتشدت النساء بشكل استثنائي للمشاركة في تشييع المكحل، وصدحت حناجرهن بالزغاريد، تعبيرا عن الغضب من الجريمة الحوثية وتمجيدا لموقف المكحل الشجاع المناهض للحوثي.


 
 بينما شارك الآلاف من الرجال وتحديدا من الشباب والمراهقين في الجنازة التي تحولت إلى أقوى تظاهرة على الإطلاق ضد الحوثي منذ سقوط الجمهورية وصنعاء بيده في 2014.
 
لم يكن تشييعا لدفن جثمان المكحل، بل بداية لمرحلة جديدة وحادة وحاسمة ضد الحوثي. كانت مناسبة للتقدم خطوات مهمة في مواجهة عصابة الحوثي.
 
مواجهة مفتوحة
 
حددت الشعارات مضامين الموقف الشعبي من الحوثي في الجنازة بدقة "لا إله إلا الله، الحوثي عدو الله" في رد بالغ الكثافة على السردية الحوثية القائمة على مزاعم علاقتهم الخاصة بالله، التي تمنحهم كما تقول عقائدهم وملازمهم وهي أهم نقطة يحب أن تحسم أولا على المستوى النظري في مواجهة الإمامة.
 
في أدبيات الحركة الوطنية اليمنية منتصف القرن الماضي، طلب القردعي فتوى صريحة بجواز قتل يحيى حميد الدين، الذي كان يسون السكان سوء العذاب، -ويسير عبده الحوثي على نهجه-، حين حصل القردعي على الفتوى أرداه قتيلا في حزيز جنوبي صنعاء.
 
من هذه النقطة تظهر أهمية الشعارات التي هتف بها آلاف المحتجين لساعات في مدينة إب، ضد الحوثيين.
 
بعد أن تجاوز المحتجون أزقة المدينة القديمة الضيقة ووصلوا إلى شوارع أكثر اتساعا في قلب المدينة، استلهموا مجريات 2011 وهتفوا مرة أخرى "لا حوثي بعد اليوم، برع برع يا حوثي".
 
كما قام العديد من المشاركين بأهم تظاهرة عارمة ضد الحوثيين بإسقاط شعارات العصابة الطائفية وإحراقها وداسوها بالأقدام.
 
إب سباقة في التظاهرات
 
الشعار الذي هتف به الآلاف في إب خلال جنازة المكحل، كان قبل سنة كاملة يكتب على خوف وبسرية تامة في مارس من السنة الماضية في جدران صنعاء وإب والحديدة والبيضاء وذمار.
 
 وفي حالة إب تحول هذه المرة إلى كسر المحظور الشديد في دولة الحوثي الباغية. لكن الوصول إلى هتاف ارحل يا حوثي، الحوثي عدو الله في محافظة إب، ليس وليد اللحظة بل نتاج تراكمات طويلة من الغضب الشعبي والعمل النضالي.
 
في كل احتفالية سنوية بذكرى ثورة 26 سبتمبر، كان السكان في إب، وتحديداً مركز المدينة والسدة وغيرها من المدن هناك تحتفل بالثورة بصورة لا مثيل لها تمتد إلى القرى.
 
وشكلت مدارس المحافظة أحد أنصع صور المعارضة الشديدة للحوثي بالفعاليات الطلابية المتعددة، مثلما حدث في العيد الماضي من سبتمبر وتحديدا في مدارس الطالبات.
 
وأدت مطالبات عدة الى إجبار المليشيا على تغيير عدد من اتباعها من مناصبهم بعد غضب شعبي يتجلى في عدة وقفات احتجاجية تنظم في المحافظة غصبا عن الحوثي من قبل السكان.
 
كما أدت المقاومة الشعبية الشديدة ضد المليشيا في إب إلى قيام زعيم العصابة بإرسال المدعو أبو علي الكحلاني حارسه الشخصي لقمع المقاومة المتنامية وهو خامس قيادي حوثي يتولى منصب مدير الأمن فيها، منذ سقوطها بيد المليشيا.
 
من ناحية أخرى، سجلت المحافظة عددا من صور المقاومة المسلحة الفردية ضد المليشيا، أدت إلى قتل عدد من المشرفين والقادة الحوثيين في عدة حوادث متفرقة طيلة الفترة الماضية.
 
إلا أن التحول إلى العمل السلمي رغم كل مخاطره يعد فاصلا وحاسما في مناطق سيطرة الحوثيين، ونتائجه الإيجابية قد تكون أكثر بكثير من أي عمل عسكري ضد العصابة الإيرانية.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر