"تأريخ أسود".. اليمنيون يتذكرون "نكبة 21سبتمبر" التي أدخلتهم بمأساة وحرب لم تنتهِ بعد (تقرير خاص)

بعد مرور ست سنوات على الانقلاب الحوثي ما يزال اليمنيون يتذكرون ذلك اليوم المشؤوم الذي أسقطت فيه ميلشيات الحوثي كافة المؤسسات الحكومية لتقود البلاد إلى التدخل العسكري الخارجي وحرب مستمرة للعام السادس، وكارثة إنسانية هي الأسوأ في العالم. 
 

وعشية يوم النكبة (21 سبتمبر 2014) شارك اليمنيون في حملة إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي للتذكير بيوم النكبة الذي يحتفل فيه الحوثيون ويعتبرونه يوم الثورة، بينما يراه اليمنيون في وجوة الجوعى والمأساة اليومية التي يعيشونها فوصفوه بـ"النكبة". 
 

ورصد "يمن شباب نت" تفاعل اليمنيين على مواقع التواصل، والذين عبروا عما أحدثة الانقلاب الحوثي في اليمن خلال السنوات الماضية، وغردوا تحت وسم "#نكبه_اليمن_21سبتمبر" و "#نكبة_21_سبتمبر"، وأجمعوا على وصف سقوط الدولة بيد الحوثيين جحيم جثم على الجميع.
 


وغرد الصحافي‏‎ محمد الأحمدي قائلا: "21 سبتمبر ليلة سقوط اليمن في وحل الإمامة بنسختها الحوثية الفاشية المتوحشة، ليلة جرح كرامة الإنسان اليمني ليلة أسلمت قوى الثورة المضادة ومموليها المستكبرين رقاب اليمنيين لمقصلة العصابة السلالية العنصرية". 
 

وقال الصحافي غمدان اليوسفي بأن "‏21 سبتمبر، تاريخ اختار لنا طريقا إلى الجحيم بأقل قدر ممكن من الجهد". 
 

واعتبر الناشط الحقوقي رياض الدبعي "أن ‏21سبتمبر أداة مقيتة للاستيلاء على السلطة وتقويضها، واستجلاب مشاريع كهنوتية رجعية تتمنطق بولاية الفقيه وتعادي الديمقراطية والحريات".  
 

وأضاف "أشعلت نكبة 21 سبتمبر الحرب، وأسعرت فصولا جحيمية من الاقتتال الداخلي افضى إلى دائرة ملتهبة من الشقاق بين أفراد الشعب"، وتابع: "علينا ألا ننسى بأن يوم 21سبتمبر هو اليوم الذي أتت منه كل هذا المأسي والكوارث التي يتجرعها اليمنيون". 
 

أما الصحافي همدان العليي علق - في مفارقة بين ثورة 26 سبتمبر ونكبة الحوثيين - قائلا "إنه الفرق بين الحق والباطل.. والثورة والنكبة، والشرفاء واللصوص، والعدل والظلم، والعلم والجهل، والحرية والعبودية، والعنصرية والمساواة، والنور والظلام، والثريا والثرى". 
 

من جانبه غرد الصحافي زكريا الكمالي - في حسابه على تويتر - ساخراً "أظرف خبر في 2020 قرأته اليوم لقيادي حوثي يقول إن ثورة 21 سبتمبر جعلت اليمن رقما صعبا في المعادلة العالمية".  
 

وأضاف "والصحيح انها نكبة جعلت اليمن أسوأ أزمة إنسانية عالمية، وشبح المجاعة يلوح الان أكثر من أي عام"، وتابع "رقم صعب بإعداد الجياع والقتلى والمشردين". 

وخلال الأسابيع الماضية كثفت ميليشيا الحوثي من الحملات الدعائية ودعت المواطنين في العاصمة صنعاء ومناطق سيطرتهم إلى الخروج والمشاركة في الاحتفالات التي ينظمها الحوثيون مستخدمين في ذلك اسطوانة الغاز في مقايضة الناس للخروج معهم.


وعلى واقع الانتكاسات على أطراف مأرب يحاول الحوثيون إظهار انتصارات وهمية عبر تزييف الحقائق وتضليل المواطنين خصوصا بعد أن كانوا يحلمون أن يحتفلون بسقوط مأرب بالتزامن مع ذكرى انقلابهم بعد أكثر من ستة أشهر وهم على أطرافها دون تحقيق أي تقدم سوء في طبع مزيدا من صور القتلى في صفوف عناصرهم الإرهابية. 
 

وقال رئيس مركز أبعاد للدراسات عبد السلام محمد "كان بإمكان الحوثي أن يحتفل بانقلابه على الجمهورية وهنالك الألف المواطنين في أحضان أمهاتهم وبين أطفالهم لكنه أصر على إدخال الحزن فيما يقارب خمسة ألف أسرة بإجبار أبنائها لقتال الدولة في صحراء الجوف ومأرب". 
 

وأضاف في - منشور بصفحته على الفيسبوك - "يثبت الحوثي للعام السادس أنه مشروع موت لكل اليمنيين"، وأشار "كنّا نعد ضحايا الحوثي، وأصبحنا نعد اليمنيين بعد جرائم الحوثي، لم تبق هذه الجماعة الانقلابية للحياة أملا في قلب أي يمني، واستمرارها دمار للأرض والإنسان". 
 

من جانبها قالت الناشطة صفا كرمان "في ذكرى سقوط صنعاء بيد ميليشيا الحوثي نخاطب العالم بلغته لنقيم عليه حجة المعرفة وليس انتظاراً منه لينقذنا"، مضيفة "معركتنا ضد العنصرية والاستعلاء في اليمن هي معركة خاصة ومن العبث أن نطلب من الخارج أن ينقذنا من مشكلة هو غارق فيها". 
 

وتابعت في - تغريدات بحسابها على "تويتر" - "أقول لليمنيين لا تنتظروا من العالم أن ينقذكم فمصائب اليمن منذ التاريخ القديم وحتى الآن هي استعانتنا بالخارج، حيث جلب استنجاد القبائل بيحيى الهادي قروناً من حكم إمامي سلالي، واستنجادا الشرعية بالسعودية والإمارات يتحول لاحتلال وتقسيم". 
 

وخلال الأعوام الستة الماضية تضاعفت معاناة المواطنين نتيجة لتدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشة وانقطاع الرواتب وانعدام فرص العمل وارتفاع أسعار السلع والخدمات بالإضافة إلى التضييق الحوثي المستمر على المواطنين، وفرض الطائفية كسلوك إجباري في المجتمع. 
 

وبالإضافة إلى ذلك عملت ميليشيا الحوثي على تطييف المجتمع ونشر الجهل وتحريف المناهج التعليمية، وجرف الهوية الوطنية، ومحاولة طمس معالم الجمهورية والنظام الجمهوري واستبدالها بمشروعها الأمامي، بالإضافة إلى سلسلة من الجرائم والانتهاكات البشعة. 


- فيديو :


مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر