على غرار كارثة انفجار "مرفأ بيروت".. هل ينتظر العالم الصعقة الأخرى بانفجار "خزان صافر" في البحر الأحمر؟

[ تسرب من نظام الأنابيب الخارجي لخزان صافر ]

عقب انفجار مرفئ بيروت المرعب، أمس الثلاثاء، تذكر اليمنيون "خزان صافر" الذي يحتوي مليون برميل نفط، وبدأت بالتآكل حيث لم يتم صيانتها منذ سنوات، وأصبحت أشبه بالقنبلة العائمة والتي يمكن أن تنفجر في أي لحظة، وسوف تتسبب بخسائر كارثية.
 
وتم تطوير سفينة "صافر" كناقلة في عام 1976، حيث ترسوا قبالة سواحل مدينة الحديدة (غرب اليمن) منذ عام 1988عندما تم تحويلها إلى سفينة تخزين وتفريغ عائمة، ومع ذلك، ومنذ عام 2015 لم يتم إجراء سوى القليل من الإصلاحات للناقلة في ظل غياب أي صيانة لها تقريبًا.
 
وتلفت كل انظمة التحكم في الحرائق وأنظمة الغاز الخامل، ومحركات الديزل الخاصة بها، لذا يمكن أن تنفجر الناقلة بأي لحظة، وتعتبر عملية توزيع الغازات الخاملة في حجيرات الخام المخزن أمر أساسي، بالإضافة إلى هذه المشاكل، فإن الناقلة ذات هيكل واحد عمره 44 عامًا، وقد رست في البحر الأحمر عالي الملوحة لمدة اثنين وثلاثين عامًا.



تحذيرات حكومية
 
‏حذر وزير الاعلام معمر الارياني اليوم الأربعاء من مخاطر غرق أو انفجار ناقلة النفط صافر، ودق ناقوس الخطر لتدارك كارثة بشرية واقتصادية وبيئية تفوق انفجار مرفا بيروت بمئات المرات.
 
وقال في تصريح نقلته وكالة "سبأ" الرسمية، "ان حادث الانفجار الهائل في مرفأ بيروت وما خلفه من خسائر بشرية فادحة واضرار كارثية على البيئة والاقتصاد اللبناني تذكرنا بالقنبلة الموقوتة "ناقلة النفط صافر" الراسية قبالة ميناء راس عيسى في البحر الاحمر، والتي تتخذها مليشيا الحوثي ورقة للضغط والابتزاز ".
 
واشار الى "ان المليشيا الحوثية تراوغ وتمنع صيانة او تفريغ خزان صافر النفطي الذي يحوي اكثر من مليون برميل، دون اكتراث بالمخاطر المترتبة عن تسرب او انفجار الناقلة على أرواح المدنيين والبنية التحتية والاقتصاد والاضرار البيئية على اليمن والإقليم".
 
وناشد الارياني المجتمع الدولي للتدخل والضغط على المليشيا الحوثية المدعومة ايرانيا وسرعة العمل على وقف مخاطر تسرب أو غرق أو انفجار ناقلة النفط صافر قبل نفاذ الوقت.
 
وفي 28 يوليو الماضي، قال مندوب اليمن في الأمم المتحدة السفير عبد الله السعيدي "أنه بعد مرور أسبوعين على عقد جلسة مجلس الأمن، لا يزال الحوثيين يماطلون وصول فريق أممي لصيانة خزان صافر ويضعون العراقيل والشروط أمام مهمة الفريق".
 
ودعا مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته واتخاذ الإجراءات العاجلة والضرورية وممارسة الضغط على تلك المليشيات للسماح للفريق الفني للأمم المتحدة بتقييم وتفريغ خزان صافر وتسهيل مهمة الفريق دون أي تأخير أو شروط مسبقة تجنبًا لحدوث كارثة بيئية واقتصادية وإنسانية ستؤثر على اليمن والمنطقة والعالم.


"خزان صافر" والعنبر 12 بميناء بيروت
 
من جانبه قال الباحث السوري تيسير تيمور "ثلما كان العنبر رقم 12 في ميناء بيروت عبارة عن قنبلة موقوتة مهملة، فإنّ هناك قنبلة أخرى تطفو في البحر الأحمر، لكن تأثيرات هذه القنبلة العائمة ستكون أكبر بكثير من كارثة بيروت"
 
وأضاف – في منشور بصفحته على "فيسبوك" "في اليمن حيث الكارثة التاليةـ ترسو قبالة سواحل اليمن المطلة على البحر الأحمر ناقلة نفط تدعى "صافر" بحمولة تفوق 1.2 مليون برميل من النفط مهملة منذ بداية حرب اليمن، أي منذ قرابة 5 أعوام".
وأوضح تيمور "يمكن أن تغرق في أي وقت بسبب الأعطال البالغة في السفينة وتسرّب المياه إلى غرفة المحرك، يبلغ عمر هذه الناقلة المتهالكة قرابة 45 عامًا، علمًا بأنه كان ينبغي التخلص منها قبل عقدين من الزمن".
 
وأشار "قضية خزّان صافر هي واحدة من أهم وأعقد ملفات الصراع في اليمن والتي يساهم تعنّت جميع الأطراف في عدم إيجاد حل مُنصف لها، إذا تسرب محتواها في البحر الأحمر - وهذا وارد جدًا بسبب الأضرار البالغة في السفينة - فسيواجه الكوكب إحدى أخطر الكوارث البيئية على الإطلاق".



لماذا يرفض الحوثيون الصيانة؟
 
إحدى النقاط الشائكة الأساسية للحوثيين هي القيمة المفترضة للنفط خام على متن السفينة، حيث يطالب الحوثيون بحصة تبلغ 40 مليون دولار تقريبًا من تلك التي ستنتج نظريًا من بيع النفط بمجرد تفريغه.
 
ووفقا لمجلة مجلة «The National Interest» الأمريكية "في الواقع فالنفط الذي تم تخزينه في ظروف سيئة لمدة خمس سنوات، لم يعد سوى شحم متسخ قيمته أقل بكثير من تكلفة تفريغ النفط الخام المخزن داخل الناقلة صافر".
  
وقالت: "أن تداعيات الكارثة البيئية التي ستشبه التسرب النفطي الشهير، فالديز عام 1989 في ألاسكا، وإن منع وقوع كارثة بيئية من شأنها أن يكون لها تداعيات إقليمية بالإضافة الى زيادة تدمير السكان الذين يعانون بالفعل هو فرصة نادرة يمكن أن تنتصر فيها جميع أطراف الحرب في اليمن".
 
وسيزيد الانفجار أو تسرب النفط من على متن السفينة من مشاكل اليمن الكثيرة، قوالت الأمم المتحدة، إن مليشيا الحوثي الانقلابية، عرقلت عملية إصلاح طوال العامين الماضيين، محذرة من مخاطر بيئية ومعيشية واقتصادية كبيرة في حال عدم إصلاح الناقلة فوراً.
 
ووكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية مارك لوكوك، "إن سلطة الحوثيين لم تكن "راغبة في قبول المهمة عمليا، وبدلا من ذلك، فرضت شروطا مسبقة وربطت صافر بقضايا أخرى لا علاقة لها البتة بقضية الناقلة".
   
وأوضح المسؤول الأممي أن تسرب النفط من سفينة صافر لا تقتصر مخاطرة على الكارثة البيئة بل سيكون له، تأثيراً سيئاً على الشعب اليمني خاصة المجتمعات الساحلية في تعز والحديدة وحجة، إضافة إلى مخاطر توقف ميناء الحديدة لعدة أشهر بسبب تلوثه بالنفط، وتضرر مجتمعات الصيد بشكل كبير.
 
وقال لوكوك: أريد أن أكون واضحا أن الخطر من صافر ليست بأي حال من الأحوال بيئية بحتة، على الرغم من أن التأثير البيئي سيكون مروعا. كما أنه يشكل تهديداً مباشراً وقاسياً لملايين اليمنيين - وربما بقاءهم على قيد الحياة".

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر