خيبة أمل وصراحة.. ماذا قال المبعوث الأممي "غريفيث" بعد عام من اتفاق ستوكهولم؟

قبل عام كان المبعوث الأممي إلى اليمن "مارتن غريفيث" كان متفائلاً عقب اتفاق ستوكهولم بين الحكومة الشرعية والحوثيين، حيث اعتبرها خطوة على طريق إنهاء الصراع في اليمن، غير أن ذلك لم يحدث إلى الآن، ومازال التعثر قائم في تنفيذ الاتفاق.
 
لكن يبدو "غريفيث" بعد عام من التجربة في الاتفاقات بين الأطراف اليمنية، يعيش خيبة أمل في كثير من بنود اتفاق ستوكهولم، في المقابل أصبح أكثر إدراكا لطبيعة الطرفين في التفاوض وما الذي يجب فعله مستقبلاً؟، وفي حوار مطول تحدث عن إنجازاته التي قال إنه ليس راضٍ عنها بشكل كلي.
 
وقال غريفيث "إن الطريق إلى السلام يتطلب من الأطراف المتحاربة التخلي عن آمال النصر العسكري ومتابعة "النصر الكبير" الذي يمكن تحقيقه من خلال المفاوضات".
 
جاء ذلك في مقابلة مطولة نشرها موقع «أخبار الأمم المتحدة» حيث استرجع المبعوث الخاص للأمم المتحدة الإنجازات التي تحققت منذ توقيع اتفاق ستوكهولم، والذي تضمن بنودا أساسية مثل وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة، وكذلك تبادل الأسرى، وملف مدينة تعز.
 

إقرأ أيضاً...
كاتب بريطاني يعلق على عناصر "غريفيث" السبعة ويتساءل: هل مهمته في اليمن أصبحت مستحيلة؟ (ترجمة)


وقال غريفيث "اعتقدنا أن عناصر اتفاق استكهولم، والتي شملت الحُديدة، المدينة الساحلية نقطة الدخول الأساسية للبرنامج الإنساني في اليمن، قد أدت إلى تجنب معركة مروعة كان متوقع حدوثها في المدينة".
 
وأضاف "أن العديد من الناس، -وأنا واحد منهم- يعتقدون أنه كان بإمكاننا القيام بعمل أفضل بكثير في تنفيذ اتفاق ستوكهولم، كان ذلك بالنسبة لكثيرين منا، ولكن بشكل خاص لليمنيين الذين تعد القضية بالنسبة لهم أمرا أساسيا، خيبة أمل من نواح كثيرة".


الإنجازات وخيبة الأمل
 
وعن الإنجازات قال غريفيث "كنا حينها على شفا وقوع هجوم على مدينة الحديدة وموانئها، معركة كانت ستؤثر على مركزين حيويين للبرنامج الإنساني. تم تجنُب تلك المعركة. وقد تمكننا من تجنبها حتى الآن كان هناك وقف لإطلاق النار بشكل أو بآخر في الحُديدة".
 
وتابع "صحيح أن هناك أشياء يجب أن تتم بشكل أفضل بكثير. لا يزال يتعين علينا أن نرى عمليات إعادة انتشار كبيرة لتجريد مدينة الحديدة من السلاح، وهذا لم يحدث بعد، ما زلنا نتفاوض عليه، والأمم المتحدة لن تتخلى عن الاتفاق".
 


وعن الإفراج عن السجناء، قال غريفيث: "لقد شعرنا بخيبة أمل كبيرة حيال ذلك. صحيح أنه في الآونة الأخيرة شهدنا إطلاق سراح 120 أو 130 سجينا، وكانت هذه خطوة رائعة إلى الأمام، ولكنها لم تكن كافية".
 
وقال "أعتقد أننا خرجنا من اتفاق ستوكهولم بأمل كبير- أملٌ تلاشى بطرق عديدة، ولكن أحرزنا أيضا بعض الإنجازات الكبيرة".
 
وأعترف غريفيث قائلاً: "ما تعلمته حقا بقوة أن هناك بعض القضايا التي لن يتم حلها عن طريق الاتفاقات على المستوى دون الوطني - اتفاقيات محددة في أماكن مختلفة".
 
وأشار "علينا أن نعالج القضايا الأساسية المتمثلة في السيادة والشرعية من خلال اتفاق لإنهاء الحرب".
 
 
الوضع الإنساني
 
وقال المبعوث الأممي "الوضع الإنساني يخبرني إنه يجب أن نحصل على السلام، لأننا لا يمكن أن نسمح باستمرار تلك العواقب المدمرة على العائلات اليمنية، وإذا كان هناك أي حجة تؤكد الحاجة إلى السرعة في تحقيق حل سياسي لهذه الحرب، فهي وضع أولئك الأشخاص".
 
وأضاف "تلك الأسر التي تعاني يوميا من آثار الصراع.. العائلات التي لم يذهب أطفالُها إلى المدرسة منذ خمس سنوات.. والأسر التي تكافح من أجل الحصول على الطعام يوميا. كل ذلك يخبرنا إننا بحاجة إلى حل سياسي بدلا من إثارة شكوكنا في إمكانية تحقق ذلك".
 

للمزيد إقرأ أيضاً ..
لعبة "غريفيث" الخطرة.. ما الذي يفعله المبعوث الأممي في اليمن؟ (تقرير خاص)


وأشار غريفيث "الحل سياسي، يستلزم إرادة سياسية من المستوى الذي يتطلب الكثير للانتقال من الحرب إلى السلام، ويتطلب من هؤلاء الذين يقودون الحرب تغييرَ الطريقة التي ينظرون بها إلى مناصريهم، وتغيير الطريقة التي ينظرون بها إلى إمكاناتهم، ووضع حد لآمالهم بنصر عسكري والبدء في التواصل مع أعدائهم وجعلهم جزءا من المستقبل".
 
وتابع "ما أعتقد أنه يحدث الآن في اليمن هو أننا أخيرا بدأنا نرى هذا التحول. لقد بدأنا نرى في قلوب وعقول أولئك الذين يتخذون القرارات حول الحرب، الرغبة في صنع السلام والاعتراف، على المستوى الأساسي، بأنه لا يوجد أي احتمال لتحقيق تقدم عسكري".
 


اتفاق الرياض
 
قال غريفيث "من المهم حقا أن يطبق هذا الاتفاق في أساسياته على الأقل، لكننا قلقون بشأن ما إذا كان سيتحقق. ولكن، حيث أن كل الاتفاقيات بصيغتها المكتوبة توفر عندما يتم التفاوضُ عليها خطوطا زمنية واضحة جدا، لكن في الواقع لا تسير الأمور تماما وفقا للخطة".
 
 وأضاف: "من المبكر بعض الشيء القول إن هذه الاتفاقية لا تسير على ما يرام".
 
وأشار غريفيث "صحيح أنها لا تسير وفقا لتلك الخطط، ولكن تواصلت مع كبار المسؤولين في الحكومة السعودية حول احتمالات تطبيق اتفاقية الرياض، التي توسطوا لإبرامها، وأكدوا لي أنهم يحرصون على ذلك".

للمزيد إقر أيضاً ..
غريفيث: توقيع "اتفاق الرياض" يمثل خطوة مهمة للتوصل لتسوية للنزاع في اليمن



وتابع: "يمكننا أن نرى أن هناك مصلحة لدى كل من حكومة اليمن والمجلس الانتقالي الجنوبي لتنفيذ الاتفاقية، ربما ليس في جميع جوانبها، ولكن بما فيه الكفاية للسماح لنا في الأمم المتحدة بالتوسط لإنهاء الصراع الشامل".
 
وقال "اتفاق الرياض يمنحنا الوقت، ونأمل ذلك. لكن إذا انهار، أعتقد أنها ستكون ضربة مدمرة لليمن".
 

ما الذي يثير إعجاب "غريفيث" في اليمن؟
 
وقال المبعوث الأممي المبعوث "كل صراع هو نفسه في الحروب الأهلية، وكل صراع مختلف! ذهبت ذات مرة إلى بلد وقلت: هذه القضايا التي تواجهونها مألوفة للغاية. وأعتقد أن نائب رئيس وزراء ذلك البلد قال لي، "أنت مخطئ تماما، فقضايانا فريدة من نوعها".
 
وأضاف: "جميع الصراعات فريدة من نوعها، تماما كما نحن جميعا فريدون من نوعنا. لكن لتلك القضايا قواسم مشتركة كثيرة".
 
وقال: "ما يثير الإعجاب في اليمن هو طابع شعبه، الذي فيه رغبة في أن يكون قادرا على التحدث مع بعضه البعض، ليكون قادرا على الانفتاح على بعضه البعض. في حال حدث هذا التحول نحو حل سياسي، فأنا متأكد من أن كلٍ سيحتضن الآخر في اليمن".
 
وأوضح: "أعتقد أنه بالنسبة لمسؤول أممي نحتاج دائما إلى الجمع بين تأثير قيمنا، بما في ذلك الإدماج والحقوق العالمية وما إلى ذلك، وأهمية الدبلوماسية الإقليمية والمصالح والمتطلبات المختلفة للدول الأعضاء، وتحقيق التوازن بين هذين الأمرين".


- فيديو :


مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر