واشنطن بوست: ما الذي يمكن أن يساعد في إنهاء الصراع وجلب السلام لليمن؟ (ترجمة خاصة)

[ وصول رئيس الحكومة إلى عدن في 18 نوفمبر الماضي/ أ ف ب ]

اعتبرت صحيفة "الواشنطن بوست"، إعلان رئيس الوزراء السوداني خلال نهاية الأسبوع الماضي أن السودان بدأ في سحب قواته في اليمن؛ يمثل ذلك خطوة أخرى في اتجاه انسحاب فعلي للتحالف بقيادة السعودية، بعد أن أعلنت الإمارات العربية المتحدة انسحابها خلال الصيف, وبدأت المملكة العربية السعودية محادثات سلام بقيادة عمان مع الحوثيين هذا الخريف.

ونشرت "الواشطن بوست" تحليل وترجمة "يمن شباب نت"، أورد أبرز العوامل التي تساعد على إنهاء الصراع في اليمن:


       ماذا يعني التراجع البطيء والثابت للتحالف المتدخل في الحرب الأهلية في اليمن؟ 
 
رغم أنه لا يزال هناك طريق طويل للوصول إلى سلام دائم في اليمن، إلا أن هذه اللحظة ربما تمثل بداية نهاية الحرب - أو على الأقل نهاية هذه المرحلة من الحرب.  ما إذا كانت الحرب الأهلية في اليمن ستنتهي إلى الأبد، مسألة تعتمد جزئيًا على دور الأطراف الخارجية.
 

إنهاء الحرب الأهلية في اليمن
 
الحرب الحالية في اليمن لها جذور عميقة في الديناميكيات الإقليمية والمظالم التاريخية بين الجماعات المحلية. ونتيجة لذلك، لن ينتهي القتال بين الجماعات المسلحة المحلية بالضرورة حتى بعد انسحاب التحالف الذي تقوده السعودية. وعلى الرغم من أن الجهات الفاعلة الإقليمية قد استغلت النزاع في تنافسها على النفوذ ,فقد بدأت الحرب حول المظالم المحلية والحكم وتقاسم الموارد.
 
الكثير حول ما إذا كانت الحرب ستنتهي وحول كيفية ذلك, سيعتمد على قرارات هؤلاء الممثلين اليمنيين المحليين أنفسهم، وفيما إذا تم إشراكهم في اتفاق ما. ومع ذلك، فإن نهاية التدخل الوشيكة تمثل نقطة تحول في حرب أسفرت عن مقتل أكثر من 100000 شخص, وخلقت أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
 
ستلعب دول المنطقة دورًا حاسمًا في ضمان انتهاء الحرب عبر تسوية دائمة - أو ربما استئنافها من جديد بعد رحيل التحالف. إذ يمكن لتلك الدول أن تساعد في إنهاء الحروب الأهلية من خلال الإشراف على التزام أي بلد بحل النزاع ومنع بروز المخربين، أو الجهات الفاعلة التي تسعى بنشاط إلى تعطيل عمليات حل النزاعات.
 
ووجد بحث أجراه كاتب التحليل مع زميل آخر هو  Lise Howard بأن الحروب الأهلية تميل إلى الانتهاء بنفس الطريقة التي يعتقد بها اللاعبون الخارجيون أنه يتعين عليهم ذلك.
 

إقرأ أيضاً...
مجلة أمريكية: من لحظة اشتداد الازمة تخرج فرصة للحل.. السلام صار ممكناً في اليمن (ترجمة خاصة)


من المرجح أن تستأنف الحروب الأهلية بعد التسويات المتفاوض عليها أكثر من حدوث الانتصار من جانب أحد أطراف النزاع أو وقف إطلاق النار. في التسويات التي يتم التفاوض بشأنها، إذا ألقى أحد الأطراف أسلحته، فلن يكون لديهم أي ضمان بأن الجانب الآخر لن يستفيد من هذا الخلل لمواصلة القتال.
 
لعبت سلطنة عمان دوراً مهماً كوسيط وطرف ثالث، وكانت السعودية والإمارات العربية المتحدة على استعداد للضغط على قوات شركائهما لإنهاء الصراع الأخير على السلطة في جنوب اليمن. وكوسطاء وضامنين خارجيين، يمكنهم مساعدة القادة السياسيين والفصائل المسلحة في اليمن على التوصل إلى اتفاق ومنع ظهور المفسدين الذين ربما يحاولون تقويضه.
 
بمجرد التوصل إلى اتفاق، يمكن للجماعات الخارجية ردع الفصائل المسلحة عن استئناف القتال من خلال رفع كلفة عدم الامتثال. 
 
وبحسب الكاتب "فقد وجد بحثي الخاص أن الجهات الفاعلة الإقليمية من المرجح أن تقيد تدخلها عندما يستخدم شريك يمثل قوة عظمى نفوذه، مثل التهديد بخفض المساعدات الاقتصادية أو مبيعات الأسلحة، لإقناعهم بذلك. وهنا للولايات المتحدة دور مهم بشكل خاص لتلعبه. فمن خلال مواصلة الضغط على شركائها الأمنيين في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، يمكن للولايات المتحدة المساعدة في منع استئناف التدخل، والضغط بشكل غير مباشر على الجهات الفاعلة المحلية التي تتلقى الدعم السعودي والإماراتي للالتزام ببنود الاتفاق.



لماذا تعد هذه المرة مختلفة..؟
 
فكرة أن الحرب الأهلية في اليمن يمكن أن تنتهي بعد انسحاب  التحالف قد تبدو للوهلة الأولى متفائلة بشكل مفرط. فقد تعثر وقف إطلاق النار ومفاوضات السلام في اليمن مرات عديدة في السنوات الأخيرة. وفي الآونة الأخيرة، فشلت الفصائل الجنوبية في التوصل إلى اتفاق لتقاسم السلطة قبل الموعد النهائي في 5 ديسمبر، حتى بناءً على طلب مؤيديها السعوديين والإماراتيين.
 
تشير الظروف الحالية إلى أسباب تدعوا للتفاؤل الحذر. فقد غيرت إدارة ترامب بمهارة رسائلها بشأن الصراع في الأيام الأخيرة. ففي السابق، كان مسؤولو الإدارة قد صوروا الحوثيين بأنهم وكلاء إيرانيين واليمن كمنطقة للصراع الإقليمي مع إيران، مما يبرر تدخل التحالف.

ومع ذلك، سعى مبعوث وزارة الخارجية الامريكية لدى إيران براين هوك الأسبوع الماضي إلى رسم خط بين الحوثيين وإيران، موضحًا أن "إيران لا تتحدث بلسان الحوثيين" وألمح إلى أن الحوثيين يلعبون دورًا بناءً في محادثات السلام.
 
يعني ذلك التحول الخطابي أن المسؤولين الأميركيين قد يكونون مهتمين حقًا بإنهاء النزاع بدلاً من الاستمرار في دعم التحالف كجزء من إستراتيجية أوسع نطاقًا للضغط على إيران.
 

للمزيد إقرأ أيضاً...
موقع بريطاني: طموحات الإمارات جنوب اليمن تقف عقبة أمام جهود السلام في البلاد (ترجمة خاصة)


من بين العقبات الأخرى أمام التسوية الدائمة، هي المصالح السعودية ـ الإماراتية المتباينة في اليمن: فالمملكة العربية السعودية معنية في المقام الأول بإزاحة الحوثيين وتقليل النفوذ الإيراني، في حين يريد القادة الإماراتيون منع تأثير الأحزاب المرتبطة بالإخوان المسلمين, وتوسيع نطاق إمبراطوريتهم التجارية والوجود العسكري على طول ساحل البحر الأحمر. ومع ذلك، يحصل كلا البلدين على مليارات الدولارات من مبيعات الأسلحة والتدريب من الولايات المتحدة، مما يمنح الولايات المتحدة نفوذاً كبيراً. ويمكن أن يساعد هذه النفوذ في الضغط على هؤلاء الشركاء الإقليميين.
 

ما الذي يجعل اتفاقات السلام تدوم؟
 
من المرجح أن تستمر اتفاقات السلام عندما تشمل المرأة والجهات الفاعلة في المجتمع المدني على طاولة المفاوضات.وتكون المفاوضات الشاملة أكثر قدرة على التعبير عن مجموعة واسعة من المخاوف ومعالجتها.
 
في عام 2011، توسطت مبادرة إقليمية في المؤتمر الوطني للحوار اليمني، الذي هدف إلى إجراء انتخابات جديدة بعد حركة الربيع العربي في اليمن. في حين أن لجنة التنسيق الوطنية تطلبت أن تكون نسبة معينة من المندوبين فيها من النساء أو الجنوبيين أو الشباب، فقد فشلت العملية جزئيًا لأنها كانت تفتقر إلى المشاركة الشعبية الحقيقية . 
 
هذه المرة، لدى المجتمع الدولي الفرصة للعب دور بناء في تشجيع عملية سلام شاملة حقا.
 
يساهم إصلاح القطاع الأمني أيضًا في استمرارية اتفاقيات السلام. وهناك العديد من مجموعات الأمن المحلية التي يجب التوفيق بينها وإدماجها داخل الدولة المنبثقة عن عملية السلام. سيكون ذلك أيضًا فرصة للمساعدة في حل النزاعات الأساسية بين المجموعات المحلية. فعلى سبيل المثال، أشعل قادة الجيش والحكومة الجنوبية السابقون الحركة الانفصالية الجنوبية في اليمن بعد استبعادهم من حكومة الوحدة عقب عام 1990.

يمكن للمساعدات الدولية أن تدعم برامج إصلاح قطاع الأمن لتسريح وإعادة إدماج العناصر المسلحة غير الحكومية، وتوفير الأمن للمدنيين، وإنشاء رقابة مدنية على القوات المسلحة للمساعدة في منع استمرار الصراع.
 
يعتمد الكثير على قرارات الأطراف المحلية اليمنية نفسها. ولكن من خلال حل مشكلات الالتزام ودعم (أو عدم دعم) المبادرات التي تجعل التسويات أكثر استمرارية، لعبت الجهات الفاعلة الخارجية، ويمكنها الاستمرار في لعب، دور حاسم في ضمان انتهاء الحرب الأهلية اليمنية - وعدم تكرارها من جديد.


- فيديو :


مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر