البيضاء: أحدث تفاصيل معركة التحرير.. الألوية المشاركة.. أهمية المواقع المحررة.. والخطوة المنتظرة الأهم

[ معركة تحرير البيضاء أنطلقت شهر أبريل 2018 وحققت نتائج ملموسة كبيرة بتحرير مناطق استراتيجية وتمضي بوتيرة عالية ]

 تواصل قوات الجيش الوطني تقدمها في معركة تحرير محافظة البيضاء- وسط اليمن، التي انطلقت شهر أبريل الماضي بعد تحضيرات واسعة لقيادة الجيش الوطني وقيادة التحالف العربي، وسط انهيارات متسارعة في صفوف مسلحي مليشيات الحوثي الانقلابية، التي خسرت مواقع استراتيجية كانت تسيطر عليها في محور "قانية"، حيث أعلن الجيش الوطني انطلاق معركة التحرير منها.
 
وتمكن الجيش الوطني حتى الآن من تحرير سوق "قانية"، الواقع بين محافظتي البيضاء ومأرب، واستعادة سلسلة جبال "مسعودة" و"العر" و"الفالق" الاستراتيجية وتبة "خدار" ومواقع "العرجاء"، لتنتقل المعارك إلى أطراف جبال "اليسبل"، أولى مناطق قبائل "الوهبية" بمديرية السوادية، التي يتواجد بها مقر اللواء 26 ميكا، أحد أكبر ألوية ما كان يعرف بالحرس الجمهوري التابع للميليشيات.
 
ويشارك في معركة تحرير محافظة البيضاء في محور "قانية" عدة ألوية وكتائب، على رأسها اللواء (117) مشاة بقيادة العميد الركن عبد الرب الاصبحي؛ واللواء (159) بقيادة العقيد الركن سيف عبد الرب الشدادي؛ بمشاركة وحدات من قوات الامن الخاصة بالبيضاء، وكتيبة الشهيد جونة العواضي بقيادة وكيل أول محافظة البيضاء العميد الركن خالد أحمد عبدربه العواضي؛ وكتيبة ردمان آل عواض بقيادة المقدم محمد عوض العواضي؛ وكتيبة العقيد عبد الرب سالم الشدادي؛ وكتيبة المدد بقيادة المقدم سالم محمد الحداد.
 


تحضير مبكر ودعم قوي

وأكد قائد كتيبة آل عواض ورئيس شعبة الثقافة والتعليم بدائرة التوجية المعنوي بالجيش الوطني، المقدم "محمد عوض العواضي"، أن التحضير لمعركة تحرير محافظة البيضاء بدأ مبكرا؛ مثَمّنا دور القيادة السياسية وقيادات التحالف العربي المساند للشرعية في هذا الجانب وفي دعم المعارك.
 
وبهذا الصدد، أشار، في تصريح خاص لـ"يمن شباب نت"، إلى أن القيادة السياسية ممثلة برئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي وبتعاون قيادة التحالف العربي، يولون محافظة البيضاء كثير من الاهتمام، لما لها من أهمية استراتيجية من حيث الموقع الجغرافي الذي يربطها بثمان محافظات، بالإضافة إلى كونها كانت أول محافظة ترفع لواء المقاومة في وجه المليشيات الانقلابية. 
 
وأمتدح القائد العسكري، العواضي، أبناء محافظة البيضاء "الذين شكلوا صوتا عاليا للمطالبة بتحرير المحافظة؛ لتتمخض اللقاءات مع قيادة الجيش الوطني وقيادة التحالف العربي بتكليف قيادة محور البيضاء بالإعداد والتحضير لمعركة تحرير المحافظة".
 
تحرير مواقع استراتيجية وغنائم كبيرة

وأشار قائد كتيبة آل عوض، المقدم محمد عوض العواضي، إلى أن الجيش الوطني تمكن من تحرير سوق "قانية" والمواقع المحيطة به خلال ساعات فقط، ما شكل حافزا ودافعا قويا للمقاتلين للتحضير لهجوم أوسع على أهم المواقع الاستراتيجية، مؤكدا أن الهجوم تكلل بالنجاح حيث تمكن الجيش الوطني من استعادة سلسلة جبال "مسعودة" و"العر" و"الفالق" الاستراتيجية بشكل كامل.
 
وأضاف: كما تم أيضا استعادة كل من: "تبة خدار"، ومواقع "العرجاء"، وصولا إلى أطراف جبال "اليسبل" بمنطقة "بني وهب" في مديرية "السوادية". وأكد أيضا أن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية غنموا في تلك المعارك، كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية التي كانت بحوزة المليشيات هناك.
 
وتكمن أهمية المواقع الاستراتيجية التي استعادها الجيش الوطني إلى كونها تطل على قبائل بلاد مراد التابعة لمحافظة مأرب من جهة الشمال وقبائل بلاد ال عواض التابعة لمحافظة البيضاء من جهة الغرب؛وبالسيطرة عليها يفرض الجيش الوطني سيطرته  النارية على جبال اليسبل أولى مناطق الوهبية بمديرية السوادية .
 
وأشاد العواضي بدور مشايخ وأبناء القبائل في المناطق التي تشهد مواجهات والمناطق المجاورة لها، الذين رحبوا بقدوم الجيش الوطني، مشيرا إلى أن الكثير منهم "ما أن سمع أصوات المعارك، حتى لبى النداء، وحمل سلاحه وانضم إلى صفوف الجيش الوطني، في مقاتلة ودحر الانقلابيين من أراضيهم".
 
انهيار متسارع.. والخطوة التالية الأهم



وتشكل جبهات القتال في محور "قانية" كابوسا مرعبا ومخيفا للحوثيين بعد سقوط عشرات القتلى في صفوف مسلحيها، بينهم قيادات ميدانية كبيرة؛ ما دفع مجموعة كبيرة من مسلحي الجماعة تسليم نفسها طواعية مع قائدها إلى قيادة الجيش الوطني في المحور، بعد أن تسللت من مواقعها إلى مواقع الجيش الوطني ليلا، فيما لاذ- ويلوذ- الكثير منهم بالفرار من المواقع.
 
وبحسب مصادر عسكرية ميدانية، لـ"يمن شباب نت"، فإن حالات الفرار المتكررة في صفوف المليشيات الانقلابية من المواقع في محور "قانية"، دفعت مشرف الجماعة هناك إلى إعدام أحد المقاتلين في صفوفها ويدعى "محمد حميد الجلال" من أبناء مديرية "الرياشية" برداع أمام زملائه، كوسيلة ردع تنتهجها الميليشيات كثيرا لتهديد كل من يحاول الفرار من المواقع بذات المصير.
 
وكما بدأت بقوة، تمضي المعارك في محور "قانية" بوتيرة عالية، حسبما أكد مدير عام وكالة سبأ للأنباء بمحافظة البيضاء، الصحفي "أحمد الحمزي"، لـ"يمن شباب نت"، مضيفا أن "الجيش الوطني يتقدم بخطى ثابته، حيث وصلت المعارك إلى نهايتها هناك، وتجري التجهيزات حاليا لتحرير الوهبية، أولى مناطق مديرية السوادية".
 
وأكد الحمزي على أن "مليشيات الحوثي الانقلابية، خسرت أهم المواقع التي كانت تتحصن وتتمركز فيها وتكدس فيها أسلحتها ومعداتها العسكرية في مناطق قانية".
 
وتحدث الحمزي عن أهمية المواقع التي حررها الجيش الوطني حتى الأن، مشيرا إلى أن "الجيش قطع شوطا كبيرا بتحرير المواقع الاستراتيجية في قانية، كونها منطقة تتلاقى فيها مصالح عدد من القبائل الكبيرة، ومن يسيطر عليها يتحكم بمصير تلك القبائل. بالإضافة إلى كونها منطقة تاريخية وأثرية، ولها عمق استراتيجي لمحافظتي البيضاء ومأرب".
 
وأضاف: "كما أنه بنجاح الجيش الوطني دخول مناطق الوهبية وتحريرها، ستلتحم ثلاث جبهات هي: جبهة قانية، وجبهة العبدية، وجبهة ناطع، وذلك سيشكل ضربة قاصمة للمليشيات الانقلابية، وتحول كبير في سير المعارك لصالح الجيش الوطني".
 
وبالتحام تلك الجبهات الثلاث، فإن طريق قوات الجيش ستكون ميسرة وسالكة للوصول إلى مثلث "عفار".
 
وبالسيطرة على هذا المثلث، يؤكد الحمزي أن الجيش الوطني في هذه الحالة "سيتمكن من قطع خطوط الامداد على المليشيات المتواجدة في مركز المحافظة، وجبهات: ذي ناعم، والزاهر، ومكيراس، والصومعة. كما سيتم عزل مركز المحافظة وإحدى عشر مديرية عن أماكن تواجد المليشيات غرب المحافظة باتجاه ذمار وصنعاء".
 
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر