تعز: منظمة ترصد مقتل وإصابة أكثر من 600 مدني في يناير وتحذر من مجاعة وكارثة إنسانية  

رصد ائتلاف الإغاثة الإنسانية بتعز مقتل 142 مدنيا، وجرح 477 أخرين، بينهم نساء وأطفال بمحافظة تعز خلال شهر يناير الماضي، لافتا إلى أن من بين الإصابات حالات خطرة، جراء عمليات القنص والقصف العشوائي على الأحياء السكنية. في حين حذر من مجاعة وكارثة أنسانية وشيكة بالمحافظة نتيجة توقف ضخ المساعدات إلى المدينة التي تحتاج إلى تدخل عاجل. 

وأصدر ائتلاف الإغاثة الإنسانية بمحافظة تعز، أمس الأربعاء، تقريره الشهري عن الأوضاع الإنسانية في المحافظة لشهر يناير 2017، والذي تضمن إجمالي الخسائر البشرية والمادية التي تم رصدها جراء الأحداث في المحافظة، والوضع الصحي والتعليمي القائم، والاحتياجات الإنسانية الإغاثية للمحافظة.

وحسب التقرير، تصدر الرجال الرقم الأعلى من بين أعداد الضحايا، حيث بلغ عدد القتلى 111، فيما جرح 397 آخرين، وجاءت شريحة الأطفال في المرتبة الثانية في أعداد الضحايا، بعدد 23 قتيلا، و 62 جريحا، والنساء ثالثا بمقتل ثمان نساء وإصابة 18 أخريات، مشيرا إلى أن أغلب تلك الإصابات كانت خطرة.

تضرر وتدمير وخدمات منقطعة

وفي حين رصد التقرير تدمير 23 منزلاً وممتلكات خاصة، تضررت كليا وجزئيا جراء القصف خلال الشهر الماضي، نوه إلى أن خدمات المياه والكهرباء والنظافة لا تزال منقطعة عن المدينة، إلى جانب انعدام معظم الخدمات الصحية والأدوية، وضعف وصول المنظمات الإغاثية والمانحة إلى مدينة تعز منذ الكسر الجزئي للحصار عن المدينة من منفذها الغربي منتصف أغسطس الماضي.

 تهجير قسري 

ويؤكد التقرير أن 226 أسرة تعرضت للتهجير القسري من منازلها بالقوة في مديريات حيفان، الوازعية والتعزية. فيما أوضح: تلجأ الأسر النازحة والتي تعرضت للتهجير القسري في مناطق المواجهات بتعز إما إلى المدارس أو إلى أسر مضيفة داخل محافظة تعز ومحافظات أخرى، والكثير من هؤلاء لم تسنح لهم الفرصة أخذ ما يلزم من أمتعتهم وممتلكاتهم الشخصية وأثاث منازلهم خوفاً من الموت الذي يلاحقهم.

مدينة بلا إغاثة

ويكشف التقرير أيضا أنه ومنذ كسر الحصار جزئيا عن المدينة من منفذها الغربي، منتصف أغسطس الماضي، إلا أنه لم تصلها مساعدات كافية من المنظمات الدولية المانحة تفي بالغرض مقارنة بعدد السكان والمتضررين والضحايا، ولم يتم الاستجابة لنداءاتها ومناشداتها إلا بالشيء البسيط، بعد أن كان الحصار المفروض على المدينة يقف عائقا أمام دخول تلك المساعدات.

تحذير من مجاعة وشيكة

وعليه، حذر ائتلاف الإغاثة الإنسانية من مجاعة حقيقية، قد تؤدي إلى كارثة إنسانية وشيكة في محافظة تعز، وقد يصل بها الحال إلى ما وصلت إليه محافظة الحديدة جراء توقف إرسال المساعدات الإغاثية للمدينة التي تحتاج للتدخل العاجل لإنقاذ حياة المواطنين، ودعمها بكل ما يلزمها من ضروريات الحياة، خاصة مع انقطاع المرتبات الشهرية لموظفي الدولة، غالبية هؤلاء الموظفين لا يمتلكون مصادر دخل سوى مرتباتهم.

ولفت التقرير إلى أن الائتلاف أصدر أربعة نداءات استغاثة عقب الكسر الجزئي للحصار عن المدينة، وآخرها نداء استغاثة “قبل أن تحل الكارثة” دعا فيه إلى سرعة إدخال المساعدات الإغاثية والإنسانية للمتضررين والنازحين، إلا أن تلك النداءات لم تلقى لها أي ردود قوية لدى المنظمات الإنسانية الدولية، كما أصدرت عدد من مستشفيات المدينة نداءات استغاثة بضرورة سرعة إيصال الأدوية والمستلزمات الطبية لها بعد أن اضطرت لإغلاق عدد من أقسامها بسبب شحة الموارد.

وأختتم الائتلاف تقريره الدوري لشهر يناير، بتجديد التذكير بأن الوضع الإنساني يزداد سوءا من منطقة إلى أخرى، وارتفعت حدته في 15 من مديرياتها، والتي لازالت الكثير منها تشهد مواجهات مسلحة حتى اليوم، ويعيش فيها آلاف المتضررين والنازحين والمنكوبين، مجددا مناشدته أيضاً للمنظمات الإنسانية والجهات المختصة لدعم المحافظة وسرعة إيصال المساعدات اللازمة إليها.

 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر