أمين عام نقابة المعلمين حسين الخولاني لـ "يمن شباب نت": إيران تشرف على الحوثيين بتغيير المناهج الدراسية لمحو الهوية الوطنية وصناعة جيل ملغم طائفياً

[ أطفال يهتفون بالشعار الحوثي في احدى المراكز الصيفية بصنعاء ]

كانت العملية التعليمية في اليمن قائمة على الرغم من ان مخرجاتها كانت ضعيفة إلا أنها كانت عملية قائمة وفقاً للنظام الجمهوري ودستور الجمهورية اليمنية ووفقاً للأهداف العامة التي توافق عليها اليمنيون انطلاقاً من مبادئ "ثورة 26 سبتمبر"، و14اكتوبر ولكن بعد انقلاب ميليشيا الحوثي على الدولة واحتلال المدن تراجعت العملية التعليمية واصبحت معدومة بشكل كلي.
 
وخلال السنوات الماضية انحرفت العملية التعليمية عن مسارها وأصبحت غير نظامية خصوصاً في ظل التغيرات التي اجرتها الميليشيات على المناهج الدراسية والقيام بتغير أسماء المدارس الحكومية لاسيما المدارس ذات الأسماء الوطنية المتعلقة بالثورة والجمهورية.
 
موقع "يمن شباب نت"، أجرى مقابلة مع الأمين العام لنقابة المعلمين اليمنيين، حسين الخولاني، والذي كشف عن دور يقوم به "ايرلو" مندوب إيران لدى الحوثيين، في عملية تغيير المناهج في المدارس، ويسعون لصناعة جيل ملغم بأفكار طائفية.
 

 
انهيار غير مسبوق
 
يقول الأمين العام لنقابة المعلمين اليمنين حسين الخولاني بأن:" العملية التعليمية في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي تراجعت خلال السنوات الماضية بشكل غير مسبوق معتبراً بأنها أصبحت غير نظامية، ولا تتوافق مع دستور الجمهورية اليمنية والقانون اليمني".
 
ولخص الخولاني أهم الأسباب التي أدت إلى انهيار التعليم في المناطق الواقعة تحت سيطرة ميليشيا الحوثي، بعدم صرف رواتب الموظفين الحكوميين يعد من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى تدهور التعليم.
 
وقال: "كيف للمعلم والتربوي ان يؤدي واجبه التعليمي وفقاً للنظام والقانون وهو لا يستلم راتبه الشهري مصدر دخله الوحيد الذي يعتمد عليه في تأمين الغذاء لعائلته، وبالتالي تحول عمل المعلم إلى عمل تطوعي، بالإضافة انه تحت الإكراه، لذلك تراجعت العملية التعليمية لأن المعلم يعتبر حجر الزاوية في التعليم".
 
"المباني المدرسية تعرضت لانتهاكات مسلحة، وبعضها تعرض للهدم، وبعضها تقع في مناطق اشتباكات، والبعض تحول إلى ثكنة عسكرية، وبالتالي فقدت دورها كعنصر من عناصر العملية التعلمية"، بحسب الخولاني.
 
يضيف الخولاني "بأن الوضع المعيشي البائس للكثير من الطلاب والطالبات جعلهم غير قادرين على الانتظام والاستمرار في مواصلة التعليم بالإضافة إلى انعكاسات الحرب السلبية جعلت أولياء الأمور لا يتابعون أولادهم إذ أنهم يعتبرون عنصر أساسي في العملية التعليمية".
 
ولفت، إلى خوف أولياء أمور الطلاب والطالبات من تفخيخ عقول أبنائهم خصوصاً مع التغيرات التي قامت بها ميليشيا الحوثي في المناهج الدراسية بالإضافة الأنشطة والفعاليات المفروضة على كافة المدارس الحكومية في مناطق سيطرة الحوثيين.
 
ويشير الخولاني إلى أن: "العملية التعليمية في مناطق سيطرة الحوثيين لم تستقم بالصورة التي يمكن أن تكون مخرجاتها صحيحة وسليمة وفقاً لمبادئ وأعراف المجتمع مما قد يؤدي إلى صناعة جيل ملغم بأفكار عدائية وهو ما سينعكس على المجتمع بسبب الأفكار المنحرفة في المناهج التي تهدف إلى التفريق بين اليمنيين وتفتيت النسيج الاجتماعي والهوية الوطنية".
 


تعمد تجهيل للمجتمع

تسعى ميليشيا الحوثي من خلال تدمير التعليم إلى تجهيل المجتمع فهي لا تستطيع أن تحكم مجتمع متعلم، تماماً مثل ما كان الحكم الإمامية المستبد يحكم المجتمع بتجهيله قبل قيام ثورة 26 سبتمبر الخالدة.
 
يرى الخولاني بأن:" تدمير العملية التعليمية يندرج ضمن مساعي الحوثيين في تجهيل المجتمع ليسهل حكمه لافتاً بأنه لا يمكن لجماعة نظرتها قاصره وطائفية وغير مقبولة بين الناس أن تحكم المجتمع الا إذا كان ذلك المجتمع جاهلاً".
 
"ميليشيا الحوثي تنتهج سياسية "القطرنة" في تجهيل المجتمع اليوم نرى أن الإماميين الجدد (الحوثيون) يدعون الناس في مناطق سيطرتهم إلى أهمية الطلاء الأخضر وثمة من يستجيب لهم وهي وسيلة حوثية لتجهيل المجتمع"، يقول الخولاني.
 
وبالإضافة إلى تجهيل المجتمع، يلفت الخولاني في سياق حواره الخاص لـ يمن شباب نت بأن:" ميليشيا الحوثي تسعى أيضاً تدمير التعليم كي يتسنى لها بناء عملية تعلمية بصيغة طائفية، وذلك بدا واضحاً في اهتمامهم بعملية التعليم إذ تم تعين شقيق زعيم الجماعة يحيى الحوثي، وزيراً للتربية والتعليم بعد فترة وجيزة من إحكام السيطرة على العاصمة صنعاء".



أجندة إيرانية

يكشف الخولاني في حواره لـ يمن شباب نت:" عن وجود أجندة إيرانية في مجال التعليم تماماً كما دخلت على العملية العسكرية موضحاً بأن مندوب إيران لدى الحوثيين حسن ايرلو يشرف على تنفيذ أجندة إيرانية في مجال العملية التعليمية وبقية المجالات الأخرى".
 
يضيف الخولاني:"خلال فترة تواجد حسن ايرلو في صنعاء لاحظنا وجود تأثير مباشر على العملية التعليمية والتكثيف من إقامة الدورات الطائفية لافتاً إلى وجود جرأة لم يسبق لها مثيل لدى ميليشيا الحوثي في القيام بممارسة بعض المظاهر مثل فرض الصرخة في الطابور المدرسي، كذلك أقامت احتفالات وأنشطة مدرسية ذات طابع طائفي".
 
وحذر الخولاني من بقاء حسن ايرلو في صنعاء لافتاً إلى أن تدخله في سير التعليم بمناطق سيطرة الحوثيين ينعكس بصورة سلبية على مخرجات التعليم وذلك بدوره ينعكس على عقول الطلاب، وعلى النسيج الاجتماعي، والهوية الوطنية".
 

تغير المناهج الدراسية

"بعد سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء بدأت الميليشيات أولى خطواتها في تغيير المناهج من خلال اعتماد خطة لتغيير المناهج حيث بدأت في نهاية عام 2015 بتهميش لجنة المناهج المختصة بتطوير المناهج الدراسية التي كانت تعمل وفقاً للأهداف العامة للتعليم في الجمهورية"، كما يقول الخولاني.
 
ويضيف: "تم تهميش لجنة المناهج، واعتماد لجنة أخرى لتغيير المناهج تحت الإكراه، وبدأت بالتغيير الجزئي في بعض مناهج التربية الإسلامية، والتربية الوطنية ومؤخراً تم تغيير مواد دراسية كثيرة حتى الرياضيات".
 
ولفت إلى، أن المناهج الدراسية أصبحت من منظور طائفي مشيراً إلى أن ميليشيا الحوثي فرضت مواد دراسية من ملازم حسين الحوثي كمادة ثقافية وأصبحت أساسية على مراكز الحديث وفي المدارس الخاصة وفي المكاتب الرسمية لافتاً أنه "يتم تخصيص يوم في الأسبوع لعقد دورة بشكل إجباري".
 
يشير الخولاني إلى أن: "تغير المناهج يعتبر منظور استراتيجي للأجيال القادمة وإذا لم يتم حسم المعركة مع الحوثيين والقضاء على مشروعهم التدميري فسنجد أجيال ملغمة عقائديا بتلك الأفكار الطائفية".
 
ويحذر الخولاني من أن تحريف المناهج الدراسية أيضاً ينعكس سلبا على الهوية الوطنية وعلى النظام الجمهوري إذ المناهج الحوثية تغرس في عقول الطلاب بأن ثورة 26 سبتمبر المجيدة التي قام بها احرر اليمن ضد الكهنوت الإمامي هي انقلاب على النظام وذلك تجريف واضح للهوية الوطنية.
 
 

المعلم اليمني بين مطرقة الجوع وسندان الانتهاكات
 
يؤكد الخولاني بأن:" وضع المعلم في اليمن لا يخفى على أحد ونحن في نقابة المعلمين نبحث عن مخارج وحلول أكثر من سرد ما يحدث من انتهاكات يومية، والأمر الأبرز أن المعلم اليمني بلا راتب خاصة في مناطق سيطرة الحوثيين".
 
وقال "المعلم في مناطق سيطرة الحوثي بلا راتب يعيش حياة القتامة والبؤس والحرمان مع أفراد أسرته اضطر للعمل وممارسة الأعمال الشاقة بحثاً عن لقمة العيش الكريم، المعلم يذهب إلى التدريس بشكل إجباري وتعرض المعلم للفصل من وظيفته".
 
وكشف أمين عام نقابة المعلمين لـ يمن شباب نت: "بأن ميليشيا الحوثي فصلت مؤخراً نحو 8الف معلم ضمن 160الف موظف تم فصلهم لأسباب سياسية واستبدالهم بموظفين من اتباع السلالة الحوثية".
 
 
اختطاف وأحكام حوثية بالإعدام

يروي الخولاني حكايات مأساوية عن بعض المعلمين الذين تعرضوا للاختطاف والتعذيب في سجون الحوثي يقول: "الأستاذ سعد النزيلي نقيب المعلمين في أمانة العاصمة صنعاء تعرض للاختطاف والتعذيب والحكم عليه بالإعدام بدون محاكمة عادلة وما يزال في سجون الميليشيا حتى اللحظة".
 
وقال: "بأن بعض المعلمين تعرضوا للتعذيب حتى الموت في سجون ميليشيا الحوثي من بينهم الأستاذ صالح البشيري الذي عذبه الحوثيون في سجون صعدة حتى الموت".
 
إجمالاً فإن الانتهاكات التي يتعرض لها المعلمون تزايدت بشكل ملحوظ خلال الفترة الماضية ووفقاً للخولاني فإن:" أكثر من 36,000 معلم ومعلمة تعرضوا للانتهاكات بين قتل وتعذيب وغيرها من الانتهاكات وهذه الإحصائية هي ما استطعنا ان نرصدها فقط، ويوجد أكثر من هذا الرقم في الواقع".
 


ماذا فعلت النقابة خلال سنوات الحرب؟
 
يعتقد الخولاني بأن: "من الشفافية الاعتراف إن نقابة التعليم في اليمن شبه متوقفة، مثل غيرها من منظمات المجتمع المدني التي توقفت بسبب الحرب، خاصة في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي".
 
وقال: "توقفت النقابة عن ممارسة نشاطها النقابي بعد سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء، ولم نتمكن من استمرار العمل بسبب المضايقات، إذ تعرض مقر النقابة للاقتحام ومصادرة بعض الوثائق من قبل ميليشيا الحوثي، وتم إغلاق مقر النقابة في صنعاء".
 
وأشار: "النقابة لم تتمكن من القيام بواجبها بالشكل المطلوب خلال سنوات الحرب مشيراً إلى أنهم حاولوا تقديم الواجب الوطني لخدمة المعلم والعملية التعلمية بمختلف المحافظات اليمنية".
 
يلخص الخولاني بعض الأعمال التي قامت بها نقابة المعلمين بالقول: "تم عقد مؤتمرات لإنقاذ التعليم، وإصدار تقارير حقوقية، وبيانات حول الانتهاكات لافتاً إلى أن انهم حالياً بصدد إعداد تقرير حقوقي يرصد كافة الانتهاكات التي يتعرض لها المعلمون والعملية التعليمية، وسبق وأن أصدروا بيانات للدفاع عن حقوق المعلمين ومطالبة اليونيسف، وغيرها من المنظمات لإنقاذ المعلم اليمني، وصرف الرواتب الحكومية المتوقفة منذ عام 2016".
 
وتابع بأنهم: "تمكنوا من الدفاع عن حقوق المعلمين النازحين وصرف مرتباتهم، وشكلوا لجنة لمتابعة صرف مرتبات المعلمين النازحين الذين نزحوا من مختلف مناطق الاشتباك، أو في أماكن النزوح بشكل عام، مشيراً إلى أنهم حققوا إنجاز كبير، وحصل الآلاف من المعلمين النازحين على مرتباتهم".
 
وقال "ما يزال أكثر من 3 ألف من المعلمين النازحين من دون رواتب منذ نحو ستة أشهر على الرغم من أنهم استكملوا كافة الإجراءات القانونية، والإدارية لصرف رواتبهم ووثائقهم موجودة حالياً لدى وزير المالية ولم يتم صرفها حتى اللحظة".
 
ويعيش هؤلاء بظروف قاسية بسبب عدم صرف مرتباتهم خاصة الذين يسكنون في مخيمات النزوح، وينهي الخولاني حواره مع "يمن شباب نت"، بمناشدة عاجلة إلى رئيس الجمهورية، ونائبيه ورئيس الوزراء بسرعة صرف رواتب المعلمين والمعلمات النازحين للتخفيف من معاناتهم.


- فيديو :


مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر