مدير وحدة النازحين بمأرب سيف مثنى لـ"يمن شباب نت": نحو مليوني نازح والمخيمات تفتقد لأبسط مقومات الحياة والحكومة لا تقوم بدورها

[ سيف مثنى، مدير الوحدة التنفيذية للنازحين في محافظة مأرب ]

منذ بدء الحرب في اليمن كانت مأرب (شرق اليمن)، قبلة الناس للنازحين والهاربين من ميلشيات الحوثي، وتعد حاليا أكثر المحافظات اليمنية اكتظاظاً بالنازحين، حيث يتواجد فيها نحو مليوني نازح يفتقدون أبسط الخدمات الأساسية، وتفاقم الوضع أكثر خلال الأشهر الأخيرة. 

وقال "سيف مثنى" مدير الوحدة التنفيذية للنازحين في مأرب "أن المحافظة يوجد فيها أكثر من مليون وثمان مائة وخمسون ألف نازح متوزعين في مخيمات ومواقع النازحين وفي الحارات ومراكز وقرى ومزارع المديريات".  

وفي مقابلة مع "يمن شباب نت"، تحدث مثنى، عن استمرار توافد النازحين إلى مارب والصعوبات التي تواجها السلطة المحلية، وعن دور المنظمات الدولية وما خلفته سيول الامطار من أضرار، وانعدام أدنى الخدمات الإنسانية خصوصاً مع دخول فصل الشتاء القارس. 

ودعا الحكومة الى توفير احتياجات النازحين في شتى المجالات، قائلا: "أن الدور الرئيسي قائم على الحكومة وعمل المنظمات مكمل فقط والذي يحدث عكس ذلك للأسف". 

وتسبب تصعيد الحوثيين بنزوح الألاف من الاسر في مديريات مديريات مجزر وماهلية ومراد والعبدية خصوصاً، ورصدت منظمة الهجرة الدولية نزوح أكثر من 8 آلاف شخص بسبب التصعيد الأخير، وذكرت أنه منذ مطلع العام الجاري 2020 نزحت 25 ألفا و634 أسرة، و 153 ألفا و804 أشخاص. 

وإليكم نص المقابلة التي أجراها الزميل مروان المنيفي، مع رئيس الوحدة التنفيذية للنازحين بمأرب، سيف مثنى. 
 

  • - في البداية لو تطلعنا أكثر على معاناة النازحين في محافظة مارب، ماهي آخر الأرقام المتوفرة لديكم، سواء في مناطق المواجهات في مارب والجوف أو المحافظات الأخرى؟ 


- أولاً شكراً لموقع  "يمن شباب نت" على الاهتمام بموضوع النازحين، وطرح تساؤلات حول هذا الموضوع، بحسب آخر إحصائية لدى إدارة الاحصاء والمعلومات بالوحدة التنفيذية فان أكثر من مليون وثمان مائة وخمسون ألف نازح متوزعين في مخيمات ومواقع النازحين وفي الحارات ومراكز وقرى ومزارع المديريات بالمدينة.
 

  •  - ما الذي تقدمة الوحدة للنازحين؟ 

- الوحدة التنفيذية هي الجهة المعنية بالتنسيق الميداني لكافة الأنشطة والدعم من المنظمات الدولية والمحلية، وتولي جل اهتمامها لتوزيع المعونات المقدمة من المانحين توزيعاً عادلاً بين النازحين والمحتاجين بحسب الاحتياج الإنساني. 

سيف مثنى: ندعو الحكومة الى توفير احتياجات النازحين في شتى المجالات، وتغطية الاحتياجات فالدور الرئيسي قائم على الحكومة وعمل المنظمات مكمل فقط والذي يحدث عكس ذلك



- هل ما يزال النازحون يتضاعفون من المحافظات، وماهي أبرز الصعوبات التي تواجهكم؟ 

- مع استمرار الهجوم على مأرب من جميع المحاور من قبل الحوثيين يتوافد النازحون بشكل يومي إلى باقي المديريات الآمنة ما بين مهجرين ونازحين قسراً، وخلال الأحداث الأخيرة والهجوم على الجوف، ومجزر و ماهليه ورحبة وجبل مراد، ما يزال النازحون في توافد إلى مديريات المدينة والوادي والجوبة وجبل مراد، بالنسبة للصعوبات التي تواجهنا تتمثل في قلة المشاريع والمدن السكنية بالمديرية، حيث يواجه النازحون مشكلة كبيرة في ايجاد مأوى بديل الاغلب منهم يسكنون لدى أقارب والبعض لا يوجد لديه مأوى إلى الآن. 

  • - ماذا عن المنظمات الدولية وادائها في تقديم المساعدات للنازحين كيف تقيمون ذلك؟ 

نشكر جميع المنظمات الدولية والمحلية المتواجدة في محافظة مأرب، كما ندعو بقية المنظمات بالنزول إلى مأرب وفتح مكاتبها في المحافظة ونحن على استعداد لتقديم كافة التسهيلات، كما هي دعوة إلى جميع المنظمات المتواجدة في المدينة إلى الانتقال من مرحلة الطوارئ إلى مرحلة الانعاش المبكر والمستدام والسير في خطين متوازيين لتنفيذ مشاريع طارئة في المواقع المؤقتة ومشاريع مستدامة في المواقع الثابتة يستفيد منها النازح والمجتمع المضيف.
 

  • -  تفتقر مخيمات النزوح إلى الخدمات الأساسية والصحية وكثافة الطلاب النازحين على المراكز التعليمية الهشة، ما هو دور السلطة المحلية بمارب تجاه مثل هذه التحديات؟

- البنية التحتية في مارب تعاني من نقص حاد في جميع المجالات، سوى قبل موجات النزوح أو بعدها، فقد شكل دخول ملايين النازحين إلى المحافظة عبئاً كبيراً على السلطة المحلية، فالنازحين بحاجة إلى تعليم وصحة وغذاء وغيرها من المجالات وبالأخص في جانب التعليم. 
 

سيف مثنى: على جميع المنظمات بمأرب الانتقال من مرحلة الطوارئ إلى مرحلة الانعاش المبكر والمستدام والسير في خطين متوازيين لتنفيذ مشاريع طارئة في المواقع المؤقتة ومشاريع مستدامة في المواقع الثابتة يستفيد منها النازح والمجتمع المضيف

 

وتعاني مدارس المحافظة من ازدحام شديد ويحتوي بعض الفصول على أكثر من 120 طالب كما أن أغلب مخيمات النزوح تبعد عن المدارس بعشرات الكيلو مترات، ومع انتهاء الطاقة الاستيعابية للمدارس وبُعدها عن مخيمات ومواقع النازحين ندعو المنظمات الدولية والمحلية إلى توفير مدارس وفصول بديلة لاستيعاب الأعداد المهولة للطلاب في مخيمات النزوح وجميع مديريات المدينة.
 

  • - هل استطعتم تجاوز خسائر السيول التي جرفت منازل وخيام النازحين خلال الأشهر الماضية، وما الذي فعلتموه لعدم تكرر الاضرار مستقبلاً؟ 

- تعاني مأرب من أحداث متسارعة بداية باستقبال النازحين الجدد من محافظة الجوف، ومديرياتها ونهم ومع دخول المنخفضات الجوية السابقة، وتضرر أعداد كبيرة من مخيمات ومساكن المواطنين في جميع المديريات، قمنا في الوحدة التنفيذية بحصر أعداد المتضررين كلياً وجزئياً وفي جميع المديريات وبالتنسيق مع جميع شركاء العمل الانساني. 

استطعنا تغطية أعداد كبيرة منهم بالغذاء والمأوى والايواء والصحة ولازالت هناك احتياج وفجوات في جميع المجالات ومع تضرر اعداد كبيرة من مخيمات النازحين نتيجة لوجود مأوى طارئ للنازحين، فقد طرحت الوحدة التنفيذية مشروع المأوى البديل وهو عبارة عن كرفان عبارة عن غرفة وحمام ومطبخ، ونموذج آخر يحتوي على غرفتين وحمام ومطبخ وذلك حفاظا على خصوصيات الأسر وتوفير مأوى دائم للنازحين. 

  • - ماهي الاحصائيات التي لديكم من خسائر السيول في مخيمات النازحين؟  

- قمنا في الوحدة التنفيذية وعبر منسقيها العاملين في جميع مديريات وقرى وعزل وحارات المحافظة بعمل تقارير مفصلة عن حجم كارثة السيول السابقة وحصر المتضررين كليا وجزئيا في جميع المديريات.
 

  • كم العدد المرصود لديكم؟

 - أعداد الاسر التي تضررت بشكل كلي 3066، في مختلف مديريات مارب، و13219  بشكل جزئي، تسببت في تدمير المساكن وتلف المواد الغذائية، وتدمير خزانات المياه والصرف الصحي، هذه فقط تقرير مفصل من 21  يوليو حتى 5  أغسطس.

سيف مثنى: 3066 أسرة تضررت من السيول كليا بتدمير مساكنهم و13219 جزئيا من حيث خراب في خزانات المياة والمواد الغذائية والصرف الصحي في مختلف مديريات مارب

 

  • - ما الذي يمكن أن تقدموه للنازحين مع دخول موسم الشتاء؟ 

- نعمل خلال هذه الأيام على إعداد خطة الشتاء النازحين في المحافظة، وانزالها على جميع شركاء العمل الانساني من أجل تغطية احتياجات النازحين بالإيواء والمأوى، وكذلك بالملابس والحقيبة الشتوية لتغطية الاحتياجات وسد الفجوات في هذا الجانب. 
 

  • - كيف تصف معاناة النازحين في ظل عدم توفر الحد ادنى الخدمات الأساسية؟  

أغلب مخيمات النازحين وخصوصا الجديدة تفتقر الى ابسط مقومات الحياة، فلا تتوفر فيها كهرباء ولا مشاريع مياه ومع انقطاع المساعدات الغذائية المقدمة من برنامج الغذاء العالمي للنازحين الجدد يعانون من وضع مأساوي جدا فالنازح الذي لا يستطيع توفير الغذاء اليومي لا يستطيع توفير بقية متطلبات العيش. 

  • - ماذا قدمت الحكومة لأجل النازحين، وما الذي تريدونه منها؟

- ندعو الحكومة الى توفير احتياجات النازحين في شتى المجالات، وتغطية الاحتياجات فالدور الرئيسي قائم على الحكومة وعمل المنظمات مكمل فقط والذي يحدث عكس ذلك. 
 

  • - ما الذي تود اضافته في نهاية هذا اللقاء؟ 

- مرة أخرى نشكركم على الاهتمام بشريحة النازحين وبالأخص في محافظة مأرب وندعوهم وبالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة بالمحافظة إلى النزول إلى مخيمات النازحين بالمحافظة وتخصيص برامج او تقارير يومية لشرح معاناة النازحين بالمحافظة.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر