البرهان يهدد باستخدام القوة المميتة ضد الدعم السريع والاشتباكات تتواصل رغم تمديد الهدنة

قال عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني قائد الجيش إن القوات المسلحة السودانية ستقاتل حتى آخر جندي "كي يعيش بلدنا في أمان وسلام"، مهددا باستخدام القوة المميتة في مواجهة قوات الدعم السريع في حال عدم استجابتها لصوت العقل، وفي الأثناء، تواصلت الاشتباكات بين الطرفين في أنحاء متفرقة من العاصمة الخرطوم رغم الهدنة.
 
فيما أفاد مراسل الجزيرة بتمديد حالة الطوارئ بولاية البحر الأحمر 3 أشهر وفرض حظر تجول ليلي لمدة شهر في مدينة بورتسودان شمال شرق البلاد.
 
وأضاف البرهان لدى تفقده القوات المرابطة ببعض المواقع في العاصمة الخرطوم، اليوم الثلاثاء، أن "القوات المسلحة تخوض هذه المعركة نيابة عن شعبها.. ولم تستخدم بعد كامل قوتها المميتة، لكنها ستضطر إلى ذلك إذا لم ينصع العدو أو يستجب لصوت العقل".
 
وأشاد البرهان، بحسب بيان صادر عن الجيش "بوقفة الشعب السوداني بكامله خلف جيشه بالرغم من المعاناة التي يعيشها منذ ما يقارب الشهرين"، مؤكدا أن "جميع المناطق والفرق لا تزال محتفظة بكامل قواتها بعد أن بسطت سيطرتها على جميع أنحاء البلاد".
 
وبشأن تمديد الهدنة ذكر "أنه تمت الموافقة عليها بغرض تسهيل انسياب الخدمات للمواطنين الذين أنهكتهم تعديات المتمردين (الدعم السريع) وقد نهبوا ممتلكاتهم وانتهكوا حرماتهم وعذبوهم وقتلوهم دون وازع أو ضمير"، داعيا إلى عدم الالتفاف إلى ما يبثه إعلام "المليشيا المتمردة".
 
وشدد البرهان على أن القوات المسلحة ستظل مستعدة للقتال حتى النصر، وأن المتمردين لن يستطيعوا أن ينالوا من هذه البلاد، مؤكدا أن النصر قريب لا محالة.
 
 
اشتباكات رغم الهدنة
ومساء أمس الاثنين، أعلنت السعودية والولايات المتحدة، اتفاق الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على تمديد اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بينهما لمدة 5 أيام إضافية، حيث انتهت مدة اتفاق معلن لـ7 أيام بين الجيش والدعم السريع لوقف إطلاق النار قصير الأمد وترتيبات إنسانية، برعاية سعودية أميركية.
 
ورغم تمديد الهدنة فإن مصدرا عسكريا في الجيش السوداني قال للجزيرة إن قوة من مليشيا الدعم السريع هاجمت مقر الكتيبة الإستراتيجية العسكرية بشارع الغابة وسط الخرطوم عصر اليوم الثلاثاء، مشيرا إلى أن قوة الجيش السوداني تصدت لها بعد قصف متبادل.
 
ورصدت كاميرا الجزيرة تصاعد أعمدة دخان غربي الخرطوم غداة تمديد هدنة وقف إطلاق النار 5 أيام.
 
في الأثناء، قالت مصادر محلية للجزيرة إن منطقة الكدرو شمال الخرطوم تشهد اشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم السريع استخدمت فيها المدفعية الثقيلة.
 
كما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية نقلا عن شهود عيان بوقوع "اشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة في جنوب الخرطوم".
 
وأكد مواطنون سودانيون استمرار المعارك في الخرطوم وفي نيالا بإقليم دارفور في غرب السودان الذي سبق أن شهد حربا أهلية دامية في العقد الأول من هذا القرن.
 
وكتب المحلل المتخصص في القرن الأفريقي رشيد عبدي على حسابه على موقع تويتر الثلاثاء "لا يوجد وقف إطلاق نار في السودان"، في إشارة إلى تواصل القتال، وأضاف "هناك فجوة عميقة بين الواقع على الأرض في السودان والدبلوماسية في جدة".
 
 
الوضع الإنساني
في سياق المساعدات الإنسانية، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد بن محمد الأنصاري أن الجسر الجوي القطري مستمر منذ بدء القتال في السودان لتقديم المساعدات الطبية والإغاثية والإنسانية للمتضررين.
 
وأضاف أن طائرة تاسعة أقلعت أمس 29 مايو/أيار، إلى مدينة بورتسودان وعلى متنها 50 طنا من المواد الغذائية وقامت بإجلاء 199 شخصا، ليصل إجمالي من تم إجلاؤهم من السودان من حاملي الإقامة القطرية 1620 شخصا، وما قدم من مساعدات عبر الجسر الجوي إلى 281 طنا.
 
وبعد مرور 7 أسابيع على اندلاع الحرب، بات الملايين من السودانيين بحاجة إلى مساعدات إنسانية للاستمرار، وفق الأمم المتحدة.
 
ولم تعد المياه الصالحة للشرب تصل إلى بعض مناطق الخرطوم ولا تتوافر الكهرباء إلا بضع ساعات في الأسبوع، كما باتت ثلاثة أرباع المستشفيات خارج الخدمة.
 
أما المستشفيات التي تواصل عملها فلديها القليل من المستلزمات الطبية والأدوية، كما أنها مضطرة لشراء الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء بـ20 ضعف سعره الأصلي.
 
وتطالب المنظمات الإنسانية منذ اندلاع الحرب في 15 من أبريل/نيسان، بتوفير ظروف أمنية تتيح لها الوصول إلى الخرطوم ودارفور من أجل تزويد مخازنهم التي نهبت أو دمرت بسبب القتال.
 
لكن تلك المنظمات لم تتمكن حتى الآن إلا من إيصال كمية صغيرة جدا من الأدوية والأغذية إذ إن العاملين فيها لا يستطيعون التحرك بسبب المعارك، في حين أن شحنات المساعدات التي وصلت جوا لا تزال عالقة لدى الجمارك.
 
وباتت بعض مناطق دارفور معزولة تماما عن العالم من دون كهرباء أو إنترنت أو هاتف ويقول نشطاء سودانيون إنهم يخشون الأسوأ.
 
وتستمر الحرب التي أوقعت أكثر من 1800 قتيل، وفقا لمنظمة "أكليد"، وأكثر من 1.5 مليون نازح ولاجئ، بحسب الأمم المتحدة، في حصد الضحايا وترغم مزيدا من الأسر على ترك منازلها.
 
(الجزيرة)

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر