"إسرائيل تخشى رداً".. ما خيارات المقاومة الفلسطينية للرد على اغتيال قادة "السرايا" في غزة؟

تترقب "إسرائيل" رداً من فصائل المقاومة الفلسطينية، على رأسها حركتا حماس والجهاد الإسلامي، وذلك بعد تنفيذها عملية اغتيال مباغتة لـ3 قادة من قيادات حركة الجهاد الإسلامي وجناحها العسكري "سرايا القدس"، فجر الثلاثاء 9 مايو/أيار 2023.
 
وأعلنت "إسرائيل" أن عملية "السهم الواقي" التي أطلقتها في غزة، فجر الثلاثاء، تستهدف "الجهاد الإسلامي"، لكن عينها تترقب رد حركة "حماس" أيضاً التي تدير قطاع غزة. وأسفرت الغارات الإسرائيلية المباغتة عن استشهاد 13 فلسطينياً بينهم 4 أطفال و4 نساء، و3 من قادة "سرايا القدس"، وهم جهاد شاكر الغنام وخليل صلاح البهتيني وطارق محمد عز الدين.
 

ما خيارات المقاومة الفلسطينية للرد على عمليات الاغتيال؟

لا شك أن الاحتلال يحاول الانفراد بحركة الجهاد الإسلامي مثلما حدث ذلك العام الماضي بعد اغتيال عدد من القادة العسكريين في سرايا القدس، متوقعاً أن يكون هناك رد فوري على عمليات الاغتيال من خلال إطلاق عشرات الصواريخ من قطاع غزة، وهو ما حضرت تل أبيب نفسها له بالكامل.
 
لكن ما يحصل الآن هو أنه حتى وقت كتابة هذا التقرير لم تردّ المقاومة الفلسطينية بعد على عمليات الاغتيال هذه، فيما سيعمل انخراط حركة حماس في عملية الرد على تغيير الحسابات الأمنية الإسرائيلية برمتها.
 
حيث أكدت الغرفة المشتركة للفصائل الفلسطينية في بيان مشترك، الثلاثاء، تحميلها "العدو المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذه الجريمة الجبانة"، مهددة بأنه "على الاحتلال وقادته الذين بادروا بالعدوان أن يستعدوا لدفع الثمن بإذن الله".
 
وتشير التقديرات إلى أن فصائل المقاومة تحضر لهجوم قوي وليس شرطاً أن يكون من قطاع غزة، حيث يمكن لحركة حماس فتح جبهة شمالية كما حدث في 6 أبريل/نيسان 2023، حيث اتهمت "إسرائيل" الحركة بإطلاق عشرات الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه مستوطنات الشمال، في قصف وصفه الاحتلال بأنه "الأعنف" منذ 2006.
 
كما يمكن للمقاومة إطلاق صواريخ باتجاه هضبة الجولان المحتلة من الأراضي السورية، كما حدث ذلك يوم 8 أبريل/نيسان 2023، حيث سقطت عدة صواريخ وسقط بعضها في مناطق مفتوحة، وهو ما يثبت قدرة فصائل المقاومة على المناورة من عدة جبهات وإشغال الاحتلال.
 
في الوقت نفسه، يخشى الاحتلال مما يسمى بـ"الحرب الهجينة"، حيث يمكن للمقاومة إطلاق صواريخ وطائرات مسيرة من عدة جبهات، وشنّ هجمات إلكترونية على أنظمة البنية التحتية الإسرائيلية، مثل محطات الكهرباء والحوسبة والاتصالات والطرق والمياه، كما حدث خلال الأيام والأسابيع الماضية، وهو ما سيعني حالة من الشلل في مرافق دولة الاحتلال.
 
ولا شك أن الاحتلال يحسب حساب أيضاً أن يشمل رد المقاومة تنفيذ عمليات إطلاق نار في الداخل المحتل أو بالضفة الغربية، لذلك يقوم الآن برفع حالة التأهب بالأراضي المحتلة، ويشن حملات اعتقال واغتيال في شمال الضفة، بالتزامن مع شن الهجوم على قطاع غزة.
 

"إسرائيل" تتحسّس رأسها

من جهته، يتوقع الرئيس الأسبق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية تامير هايمان أن عدم مشاركة "حماس" من شأنه أن يقصر المدة الزمنية للعملية. وقال على تويتر، الثلاثاء: "قد يؤدي انضمام حماس إلى إطلاق النار من الجبهة الشمالية أيضاً وإطالة أمد العملية بشكل كبير".
 
وأضاف: "المدن المختلطة (في إسرائيل) والضفة الغربية هي ساحة أخرى يجب الانتباه إليها، وعلى الرغم من ضعف فرصة انضمامها، إلا أنها أكثر حساسية"، حسب تعبيره. واستدرك هايمان: "لكن أيضاً حماس لها تأثير كبير، ويعتمد الكثير على قرارها بالانضمام أم لا".
 
وأجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي سلسلة اجتماعات لتقييم الوضع الأمني، صباح وظهر الثلاثاء. كما يجتمع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت"، مساء اليوم، بمقر وزارة الدفاع في تل أبيب لتقييم الموقف.
 
وتستعد "إسرائيل" لاحتمال أولي بقيام فلسطينيين بإطلاق صواريخ من القطاع على غلاف غزة وجنوبي الأراضي المحتلة فقط، وخلال الساعات الأخيرة جرى إعلان فتح الملاجئ في عدد من المواقع جنوبي الأراضي المحتلة، فيما جرى حظر التجول في العديد من المدن والبلدات الأخرى.
 
من جانبه، قال مسؤول سياسي إسرائيلي كبير، في نهاية تقييم الوضع لصحيفة "معاريف" العبرية، إن "الحملة تستهدف الجهاد الإسلامي، لكن من المستحيل ضمان عدم انضمام حماس". أما المراسل العسكري في هيئة البث الإسرائيلية إليور ليفي، فقد اعتبر أن "قراراً واحداً من حماس سيحدد مسار العملية في غزة".
 
وقال: "على الرغم من أن الجهاد الإسلامي هي محور النقاش حالياً، إلا أن الأنظار تتجه الآن إلى حماس. قرار زعيم حماس في غزة يحيى السنوار ورئيس جناحها العسكري محمد الضيف ورئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية بالانضمام إلى الحملة أم لا، سيقرر كيف ستبدو الأيام والساعات القادمة هنا وهناك". وأضاف: "دخول حماس في المعركة سيؤدي إلى تصعيد أكثر حدة".
 
وتابع: "لقد أثبتت حماس 3 مرات في السنوات الأخيرة أنها قادرة على الجلوس إلى السياج، وعدم الدخول في مناوشات عسكرية بين "إسرائيل" والجهاد الإسلامي. لكن هذه المرة سيكون من الأصعب عليها التنحي جانباً"، حسب تعبيره.
 

استنفار واستدعاء للاحتياط في جيش الاحتلال
 
من جهتها، أشارت وسائل إعلام الاحتلال، يوم الثلاثاء، إلى أن وزير الدفاع وافق على استدعاء احتياطي محدود للوظائف المطلوبة للعملية. ونقلت القنوات العبرية عن غالانت قوله إن "إسرائيل" نفذت "عملية محددة ضد قيادة الجهاد الإسلامي في غزة، لكن يجب أن نكون مستعدين لأي سيناريو".
 
كما نقلت القناة 13 عن مصدر أمني إسرائيلي كبير، لم تسمّه: "هدفنا هو إبعاد حماس عن الحملة، لقد أوضحنا لهم ذلك من خلال الوسطاء، لكن نحن مستعدون لأي تطور".
 
وقالت القناة: "الجهاد الإسلامي سوف ترد، ولا ينبغي الاستهانة بقدرتها على تحدي إسرائيل، لكن المعضلة الحقيقية التي ستقرر استمرار الحملة هي ما إذا كانت حماس ستعمل وفقاً لمصالحها أم أنها ستستسلم للضغط وتنضم إلى القتال؟".
 
ونقلت القناة عن تقديرات عسكرية إسرائيلية أنه سيتم إطلاق وابل كبير من الصواريخ من غزة. وقالت: "تشير التقديرات في إسرائيل إلى أن الطرف الآخر يحاول تحضير ضربة جوية كبيرة باتجاه الجنوب وربما وسط البلاد، وبالتالي فإن إطلاق النار قد يتأخر". وأضافت: "تفسير آخر هو أن الجهاد تؤجّل الرد؛ لأنها تريد العمل مع حماس وتمارس ضغوطاً كبيرة عليها للانضمام إلى الرد".
 

(عربي بوست)

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر