إسرائيل تدرس مدّ أوكرانيا بالقبة الحديدية وكييف تتعهد بعدم قصف روسيا بالأسلحة الغربية

قالت القوات الانفصالية الموالية لموسكو شرقي أوكرانيا إنها تقترب من تطويق مدينة باخموت الإستراتيجية شرقي البلاد، من جانب آخر تخوض مليشيا فاغنر الروسية حرب شوارع داخل باخموت مع القوات الأوكرانية، وتعهدت كييف بعدم استخدام الأسلحة الغربية لضرب الأراضي الروسية.
 
وفي مقاطعة دونيتسك شرقي أوكرانيا، ذكرت القوات الموالية لروسيا أنها سيطرت على بعض مداخل مدينة أوغليدار، وأنها ستبدأ تطويق باخموت قريبا، وفق تعبيرها.
 
وقال مؤسس مجموعة مرتزقة فاغنر "يفغيني بريغوجين" -اليوم الأحد- إن معارك ضارية تدور مع القوات الأوكرانية في كل شوارع الأحياء الشمالية لمدينة باخموت الواقعة شمال دونيتسك.
 
وأضاف بريغوجين في بيان على تطبيق تليغرام "جنودنا يقاتلون من أجل كل شارع وكل منزل وكل سلالم بناية.. القوات الأوكرانية الموجودة لا تتراجع وتقاتل حتى النهاية".
 
وذكرت الدفاع الروسية اليوم أن قواتها سيطرت على "مواقع مهمة على محور دونيتسك وقتلت أكثر من 115 عسكريا أوكرانيا".
 
الرواية الأوكرانية
في المقابل، قالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن 140 عنصرا من مليشيا فاغنر قتلوا أو جرحوا في معركة باخموت.
 
وذكرت قيادة الأركان الأوكرانية أن القوات الروسية تعيد تجميع صفوفها على محاور القتال بالإقليم عند مدن باخموت وليمان وإفديفكا ونوفوبافليفكا. وأكدت صدها محاولات عدة لهذه القوات للتقدم على 9 محاور في الإقليم.
 
وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف اليوم إن الوضع في الشرق "سيبقى صعبا، لكن يمكن التحكم فيه. قوات الدفاع متمركزة هناك". ونشرت دائرة الحدود الأوكرانية لقطات لعمليات إجلاء مقاتلين أصيبوا جراء معارك باخموت.
 
 
وذكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في وقت سابق، بأن روسيا تحشد المزيد من القوّات لكسر دفاعات بلاده الجوية.
 
هذا الوضع المعقد بجبهة باخموت، أكدته أيضا مصادر عسكرية أوكرانية للجزيرة واصفة إياه بالأصعب على طول الجبهة، في ظل مهاجمة القوات الروسية للمدينة من محاور عدة.
 
وأضافت المصادر أن محاولات قطع الطريق السريع جنوب المدينة لا تتوقف، مؤكدة أن القوات الأوكرانية ما زالت قادرة على صد هذه الهجمات وتكبيد المهاجمين خسائر كبيرة، حسب وصفها.
 
وشمال شرقي أوكرانيا، قالت الإدارة العسكرية الإقليمية في خاركيف إن المدينة تعرضت لضربتين روسيتين، وخلفت 5 جرحى وأضرارا بمبانٍ سكنية وبمؤسسة للتعليم العالي.
 
الأسلحة الغربية
من جانبه أكد وزير الدفاع الأوكراني -اليوم- أن الأسلحة البعيدة المدى التي وعدت الدول الغربية بتسليمها إليهم لن تُستخدم لاستهداف الأراضي الروسية، بل المناطق المحتلة فقط.
 
وأضاف الوزير -قبل نقله إلى وزارة الصناعات الإستراتيجية- أن بلاده تتوقع هجوما روسيا كبيرا هذا الشهر، ولكنها تملك الاحتياطات الكافية من العدة والعتاد لصد القوات الروسية، حتى لو لم تصل أحدث المساعدات العسكرية الغربية كلها في الوقت المناسب.
 
وكان المستشار الألماني أولاف شولتز صرّح أمس السبت بأن هناك توافقا مع الرئيس الأوكراني على تجنب استخدام الأسلحة القادمة من الغرب لشن هجمات على الأراضي الروسية.
 
وأضاف شولتز -في مقابلة صحفية نشرت اليوم- أن هناك إجماعا بهذا الخصوص، موضحا أن بلاده درست بعناية كل عملية تسليم أسلحةٍ لأوكرانيا بالتنسيق مع حلفائها، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، وهو ما يتيح تجنب تصعيد الحرب، على حد تعبيره.
 
وفي تصريحات نشرت اليوم، قال المستشار الألماني إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يوجه أي تهديدات له ولا لبلاده خلال المحادثات الهاتفية التي جرت بينهما. وأوضح شولتز في مقابلة مع صحيفة "بيلد أم زونتاج" الألمانية أن محادثاته مع بوتين أوضحت أن وجهتي نظرهما حيال حرب أوكرانيا مختلفتان كثيرا.
 
ومع تواتر الوعود بمنح كييف أسلحة غربية طويلة المدى، أعلنت واشنطن أنها ستقدم لأوكرانيا مساعدة عسكرية جديدة بقيمة 2.2 مليار دولار، تشمل قنابل من نوع "جي إل إس دي بي" (GLSDB) يتم تركيبها على الصواريخ الخاصة براجمات "هيمارس" (Himars) الأميركية ليصل مداها إلى 150 كيلومترا، وهو ما يمكّن القوات الأوكرانية من استهداف الخطوط الخلفية للقوات الروسية.
 
وفي سياق آخر، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي -اليوم الأحد- جمع 278 مليون دولار عبر منصة جمع التبرعات الحكومية المسماة "يونايتد 24" (United24)، وقال إنه تم شراء قرابة 150 مولدا كهربائيا، وتم تسليمها بالفعل للمرافق الطبية في البلاد.
 
وأطلق الرئيس الأوكراني منصة التبرعات في مايو/أيار الماضي بهدف جمع الأموال لدعم كييف خلال الحرب، وأوضح زيلينسكي أن تبرعات المبادرة ستوجه إلى 3 مجالات، وهي: الدفاع وإزالة الألغام، والمساعدات الإنسانية والطبية، وإعادة إعمار البلاد.
 
كندا والبرتغال
وأُرسلت كندا إلى كييف أمس أولى الدبابات الألمانية الصنع "ليوبارد-2" (Leopard- 2)، وقالت وزيرة الدفاع أنيتا أناند -في تغريدة على تويتر- إن طائرة تابعة للقوات الجوية أقلعت من مدينة هاليفاكس (شرقي البلاد) وعلى متنها أول دبابة ليوبارد-2 مقدمة لأوكرانيا.
 
وأواخر يناير/كانون الثاني الماضي، أعلنت أوتاوا أنها سترسل إلى أوكرانيا 4 دبابات "ليوبارد -2″، وذلك بعيد إعلان ألمانيا ودول أخرى أنها ستدعم الجيش الأوكراني بعشرات من هذه الدبابات التي تعد من بين الأفضل في العالم.
 
ومن جانبه أعلن رئيس الوزراء البرتغالي أنطونيو كوستا أن بلاده سترسل دبابات ليوبارد 2 إلى أوكرانيا، دون أن يحدد عددها.
 
وبعد أن أعلنت أواخر الشهر الماضي أنها سترسل مبدئيا 14 دبابة ليوبارد-2 إلى أوكرانيا، وافقت ألمانيا الجمعة الماضي على تصدير دبابات "ليوبارد-1" لتعزيز القدرات القتالية للجيش الأوكراني.
 
وأكد الرئيس الأوكراني أمس -عقب محادثات مع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك- بدء تدريبات قواته على دبابات "تشالنجر-2" (Challenger- 2) في بريطانيا، قائلا إنه سيكون لها دور حاسم في ساحة المعركة. وكانت لندن وعدت مؤخرا بإرسال 14 دبابة من هذا الطراز إلى كييف.
 
وقال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي اليوم إن المساعدة في تسليح أوكرانيا حتى تتمكن من الدفاع عن نفسها "أسرع طريق لتحقيق السلام" مشددا على أن "مثل كل الحكام المستبدين لا يستجيب (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين إلا للقوة".
 
القبة الحديدية
في السياق، كشف رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو اليوم أنه يدرس احتمال تزويد أوكرانيا بمنظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ، ولكنه يبحث أولا التداعيات السياسية المحتملة لهذه الخطوة.
 
وأوضح نتنياهو -في مقابلة مع قناة فرنسية- أن أحد الاعتبارات الرئيسية في اتخاذ قرار تزويد كييف بالقبة الحديدية هو الرغبة في عدم الدخول في صراع عسكري مع موسكو، أو القوات الجوية الروسية التي تعمل بالمنطقة، بما في ذلك الأجواء السورية.
 

(الجزيرة نت)

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر