بوتين يوجه تحذيرا للغرب في ذكرى معركة ستالينغراد والكرملين يلوح بمزيد من الأسلحة

 
أعلن الجيش الروسي سيطرته على مناطق تقع شمال مدينة باخموت الإستراتيجية شرقي أوكرانيا، في حين ندد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بما قال إنها محاولات لدفع ألمانيا إلى محاربة روسيا.
 
وقالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الخميس، في منشورها اليومي إن قواتها هزمت القوات الأوكرانية في أنحاء بلدة فاسيليفكا بمقاطعة دونيتسك الأوكرانية، إلى الشمال من مدينة باخموت، التي تشهد معارك ضارية منذ أشهر.
 
وكانت سلطات دونيتسك الموالية لروسيا قد أعلنت سابقا أن القوات الروسية تمكنت من تطويق باخموت، لكن يفغيني بريغوجين رئيس مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة -التي تقاتل إلى جانب الجيش الروسي- نفى ذلك.
 
من جهته، قال الجيش الأوكراني -في ساعة متأخرة من مساء أمس الأربعاء- إن باخموت و10 بلدات وقرى حولها تعرضت لنيران روسية.
 
وقدم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي -في خطابه المسائي المصور أمس- تقييما متشائما للوضع في ساحة المعركة، حيث تواصل القوات الروسية تحقيق مكاسب إضافية شرقي البلاد مع قرب حلول الذكرى الأولى للحرب.
 
وقال زيلينسكي "لوحظت زيادة واضحة في العمليات الهجومية للمحتلين على الجبهة في شرق بلادنا. أصبح الوضع أكثر صعوبة".
 
وأضاف "العدو يحاول تحقيق شيء الآن على الأقل ليثبت أن روسيا لديها بعض الفرص في ذكرى الغزو".
 

تقييمات بشأن القرم

من جانب آخر، نقل موقع "بوليتيكو" (Politico) عن مصادر مطلعة أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أبلغت مجلس النواب الأميركي أن استعادة أوكرانيا شبه جزيرة القرم -التي ضمتها روسيا عام 2014- غير مرجحة في المستقبل القريب.
 
وقد أعلنت أوكرانيا أنها تطمح لاستعادة القرم بحلول الصيف في إطار هجمات معاكسة تنوي إطلاقها بدعم من الأسلحة الثقيلة التي وافقت القوى الغربية على إرسالها.
 
وفي هذا السياق، قالت وكيلة وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند -اليوم الخميس في حديث للجزيرة- إن واشنطن تعمل على تلبية احتياجات الأوكرانيين، بما فيها الصواريخ بعيدة المدى، مؤكدة أن بلادها ستساعد أوكرانيا في طرد الروس من أراضيها.
 
في غضون ذلك، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف اليوم، أن الاتحاد الأوروبي يعمل على فرض مجموعة جديدة من العقوبات على روسيا بحلول الذكرى الأولى لبدء حربها في أوكرانيا.
 
وقالت فون دير لاين "بحلول 24 فبراير/شباط الجاري، أي بعد عام واحد بالضبط من بدء الغزو، نعتزم فرض حزمة عاشرة من العقوبات".
 
ورأت المسؤولة الأوروبية أن العقوبات الحالية تقوض الاقتصاد الروسي، وقدّرت أن موسكو تخسر "نحو 160 مليون يورو يوميا" جراء تحديد سقف لسعر نفطها.
 
ويبحث الوفد الأوروبي برئاسة فون دير لاين إرسال المزيد من الأسلحة والأموال إلى أوكرانيا وزيادة توريد المنتجات الأوكرانية إلى الاتحاد الأوروبي ومساعدة كييف في تغطية احتياجاتها من الطاقة وتعزيز العقوبات على روسيا ومحاكمة القادة الروس بسبب الحرب.
 
ويقول الاتحاد الأوروبي إنه خصص بالفعل ما يقرب من 60 مليار يورو لمساعدة كييف، لكن من المتوقع أن تستغرق إجراءات الموافقة على طلب عضوية أوكرانيا في الاتحاد سنوات عدة.
 

ذكرى ستالينغراد

في المقابل، تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالرد على ما وصفه بالعدوان الغربي الجديد على روسيا من خلال أوكرانيا، قائلا إن "النازية في شكلها الحديث" تهدد بلاده، وإن عليها أن تصد مجددا "عدوان الغرب الجماعي".
 
جاء ذلك خلال مشاركته في مراسم إحياء الذكرى الثمانين للانتصار في معركة سالتينغراد خلال الحرب العالمية الثانية، وقد حذر من أن الغرب يحارب روسيا على الأراضي الأوكرانية ويهدد بلاده بدبابات ليوبارد الألمانية.
 
وتابع قائلا "بعد 80 عاما تعود إلينا الدبابات الألمانية مجددا"، محذرا من أن "من يدفعون ألمانيا إلى حرب روسيا لا يدركون أن الحرب ستكون مختلفة وأننا قادرون على الرد".
 
وبالتزامن مع تصريحات بوتين، أكد الكرملين أن روسيا ستستخدم كل قدراتها للرد على تسليح الغرب لأوكرانيا.
 
ونقلت وكالة تاس الروسية عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله "في ظل إرسال الغرب أسلحة جديدة، ستستغل روسيا قدرتها على الرد بشكل أكبر خلال العملية العسكرية الخاصة".
 
وجاءت تعليقات بيسكوف ردا على سؤال بشأن تصريح سابق للرئيس الروسي بأن رد بلاده سيتعدى استخدام المركبات المدرعة.
 
وتتوالى التحذيرات الأوكرانية والغربية من حشد روسي لشن هجوم واسع في الذكرى الأولى للحرب.
 
فقد قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف إن تقديراتهم تشير إلى أن روسيا استدعت نحو 500 ألف من جنود الاحتياط.
 
من جهته، قال رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي إن الرئيس الروسي يخطط لشن هجوم جديد على محورين أو 3، وقد يهاجم كييف مرة أخرى.
 

توتر فرنسي روسي

من ناحية أخرى، وفي ظل توتر فرنسي روسي، قالت متحدثة باسم الخارجية الفرنسية إن بلادها "ليست في حالة حرب مع روسيا".
 
وأضافت المتحدثة آن كلير ليجيندر -خلال مؤتمر صحفي اليوم الخميس- أن تصاعد التوتر بشأن أوكرانيا "نابع من استهداف موسكو البنية التحتية المدنية هناك".
 
في الوقت نفسه، شجبت المتحدثة أي اتهامات روسية لبلادها بشأن السياسات الاستعمارية الفرنسية في أفريقيا، ورأت أن روسيا هي التي "تنتهج سياسة استعمارية جديدة" في القارة الأفريقية.
 
وكانت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا انتقدت -أمس الأربعاء- تصريحات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن إرسال أسلحة متطورة وطائرات مقاتلة إلى أوكرانيا، إذ قال "لا شيء مستبعد".
 
كما اتهمت زاخاروفا فرنسا بمواصلة التعامل مع الدول الأفريقية من وجهة نظر ماضيها الاستعماري، وفق تعبيرها.
 

(الجزيرة)

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر