من هو القيادي الفلسطيني "تيسير الجعبري" الذي اغتاله الاحتلال الإسرائيلي في غزة؟ 

اغتال الاحتلال الإسرائيلي تيسير الجعبري أحد أبرز قادة سرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، عصر اليوم الجمعة، في غارة استهدفت شقة سكنية في برج فلسطين بشارع الشهداء وسط مدينة غزة.  

ويشغل الجعبري منصب قائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس إلى جانب عضويته في المجلس العسكري الأعلى للذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي منذ عام 2019 في أعقاب اغتيال القائد السابق للمنطقة الشمالية في السرايا بهاء أبو العطا مع زوجته في غارة بحي الشجاعية في 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2019.  

وتصفه بعض الأوساط الفلسطينية بأنه الرجل الثاني في الذراع العسكرية للجهاد الإسلامي بعد رئيس الدائرة العسكرية أكرم العجوري المقيم في دمشق والذي حاولت إسرائيل اغتياله يوم اغتيال أبو العطا، حيث ساهم في قيادة سرايا القدس خلال المواجهة الأخيرة مع الاحتلال في أيار/مايو 2021.  

وخلال المواجهة الماضية، نجح لواء الشمال الذي كان الجعبري على رأسه في تنفيذ عملية استهداف بأحد الصواريخ الموجهة لجيب عسكري إسرائيلي شمالي القطاع، بالتزامن مع استهداف كتائب القسام لمدينة القدس رداً على العدوان الإسرائيلي على المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح في القدس المحتلة.  

وخلال فترة تواجد أبو العطا على رأس قيادة لواء الشمال في سرايا القدس كان الجعبري يشغل منصب المساعد له في قيادة اللواء، الذي يعد أبرز الألوية من ناحية الفاعلية العسكرية في الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.  

وخلال فترة عمله في الذراع العسكرية تعرض الجعبري لمحاولتي اغتيال من قبل الاحتلال الإسرائيلي كانتا عامي 2012 و2014 خلال المواجهات التي اندلعت بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل في تلك الفترة إلا أنه نجا.  

وبعد تنفيذ الاحتلال الإسرائيلي لعملية الاغتيال، ادعى الناطق باسم الجيش أنه كان يخطط لعملية إطلاق صواريخ مضادة للدروع على حدود القطاع قبيل اعتقال القيادي البارز في الحركة بسام السعدي في مدينة جنين الإثنين الماضي. 

ووفق مزاعم الاحتلال فإن عملية الرصد تمت للوحدات التي كان الجعبري يشرف عليها قبل أن تتم عملية الاعتقال للسعدي، فيما أدى اعتقال الأخير لتزايد الإنذارات بإمكانية تنفيذ هذه المجموعات التابعة لسرايا القدس عملية الاستهداف للمدرعات الإسرائيلية.  

وتتشابه الرواية الإسرائيلية التي تحمّل الجعبري مسؤولية التصعيد على حدود غزة مع تلك التي صدّرها الاحتلال في أكثر من مرة قبيل اغتيال القيادي في الذراع العسكرية للجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا.  

وكثيراً ما يروج الاحتلال الإسرائيلي لأسماء بعض القيادات في المقاومة الفلسطينية من أجل تبرير عمليات اغتيالهم واستهدافهم، وهو ما تكرر في أكثر من مرة خلال العقد الأخير على وجه الخصوص ما تسبب في جولات تصعيد ومواجهات مفتوحة.  

ومنذ عام 2012 اغتال الاحتلال عدد من القيادات البارزة في الأذرع العسكرية منها القادة في كتائب القسام أحمد الجعبري ورائد العطار ومحمد أبو شمالة، إلى جانب قيادات في سرايا القدس مثل بهاء أبو العطا وتيسير الجعبري وعدداً آخر تم استهدافه خلال المواجهات.  

وفي أعقاب عملية الاغتيال التي استهدف فيها الجعبري، هدد الأمين العام للجهاد الإسلامي زياد النخالة بمواجهة مفتوحة مع الاحتلال الإسرائيلي مع رفض أي حديث عن التهدئة في الوقت الراهن أو تدخل من قبل الوساطات.  

وشدد النخالة على أن قوى المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها سرايا القدس وكتائب القسام ستوجه ضربة موحدة للاحتلال الإسرائيلي رداً على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ورفض لمحاولة فرض أي معادلات جديدة.  

ويراقب الفلسطينيون عن كثب تطورات المشهد الحاصلة في ضوء اغتيال الجعبري وسط خشية من امتداد موجة التصعيد الحالية لمواجهة مفتوحة تستمر لأيام، في الوقت الذي لم يتعافى فيه القطاع بعد من آثار العدوان الإسرائيلي العام الماضي. 

 

(العربي الجديد) 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر