هنية يحذر من سياسة الاغتيالات الإسرائيلية ومشعل: الأقصى والقدس عنوان الصراع وروحه 

كشفت حركة حماس عن توجيه رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، رسالة إلى العديد من القادة والدول في المنطقة حذر فيها من استئناف الاحتلال سياسة الاغتيالات بحق قيادات المقاومة الفلسطينية، في الوقت الذي دعا فيه خالد مشعل رئيس حركة حماس في الخارج، الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، إلى "فتح نار" على الاحتلال. 
 

وقال طاهر النونو المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس إن إسماعيل هنية أكد في الرسالة أن العودة لسياسات الاغتيال، ضد قيادات المقاومة الفلسطينية، سيترتب عليها الكثير من النتائج، مشيرا إلى أن هذه الرسالة وصلت إلى عدة دول في المنطقة وبعض الأطراف الدولية. 
 

وجاء فيها "تتابعون معنا تصريحات الاحتلال وتصعيد لهجته نحو مخططاته باغتيالات قيادات في الحركة، منهم الأخ يحيى السنوار، والشيخ صالح العاروري، والقائد محمد الضيف، والأخ زاهر جبارين وغيرهم"، مشيرا إلى ما ينطوي عليه هذا النهج من "ردود فعل كبيرة لا يستطيع أحد تقدير مداها وتبعاتها، وتنذر بمواجهة شاملة بين شعبنا ومقاومته، وسيدفع العدو ثمنا ليس في الحسبان".
 

 وأوضح النونو أن هنية دعا هذه الدول إلى نقل الرسالة للاحتلال، وتحذير قيادته من "العواقب المترتبة على تنفيذ تهديداته الإجرامية"، مشيرا إلى أن رئيس الحركة كلّف مسؤولي مكتب العلاقات العربية والإسلامية والعلاقات الدولية لنقل الرسالة ذاتها للمسؤولين في الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي، ووضعهم أمام مسؤولياتهم تجاه ما يمكن أن تؤدي إليه السياسة الصهيونية في المنطقة. 
 

إلى ذلك قال خالد مشعل رئيس حركة حماس في الخارج، خلال مقابلة مع "فضائية الأقصى"، وأعاد نشرها موقع الحركة الرسمي، إنها تهديدات ليست جديدة، مؤكدا أن "قتل القادة لا يقتل روح النضال، بل يؤجج روحها"، لافتا إلى أن "معظم الفصائل قدمت قياداتها على طريق المقاومة والتحرير، وتقدمت المقاومة وتعاظمت والعدو الذي تراجع، والشهادة مطمع لكل مناضل حر". 
 

جاء ذلك بعدما كشفت قناة "كان" العبرية نقلا عن مصادر في جيش الاحتلال، أن اغتيال رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيي السنوار، وقائد كتائب القسام الجناح العسكري للحركة محمد الضيف "ما زال خيارا قائما". وقالت القناة إن الجيش الإسرائيلي يعتبر أن اغتيال السنوار والضيف "ما زال خيارا قائما، لكن يجب الأخذ في الحسبان أن ذلك سيؤدي إلى ردود فعل". 
 

ودعا مشعل الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج لـ "فتح نار جهنم" على الاحتلال، وقال، وهو يؤكد على ربط المقاومة بين ساحات النضال الفلسطينية، "العدو حين أراد أن يسرف في اقتحامات الأقصى جاءت غزة لتهدد وتقول أيدينا على الزناد. وعندما انتصرت للأقصى والشيخ جراح العام الماضي، وقالت جاهزون لتكرار سيف القدس وأيدينا على الزناد، أجبرته على التراجع، وهذه محطة إنجاز وطني". 
 

وأكد أنه لا يوجد أمام الشعب الفلسطيني سوى "الجهاد والنضال والمقاومة، ودماء الشهداء وبطولاتهم والقدس والأقصى"، مؤكدا أن جرائم الاحتلال وحماقاته بحق المقدسات توحد الشعب الفلسطيني، داعيا الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج لأن "يفتح نار جهنم على العدو الصهيوني، لأنه يقتلنا ويحتل أرضنا ومقدساتنا"، وأشار إلى أن "سياسة فرق تسد الاستعمارية التي مارسها الاحتلال لن تنجح". 
 

وأكد مشعل أن الاحتلال فشل حين ظن أنه منع كل أشكال التسليح والمقاومة المسلحة في الضفة الغربية وأن تستقر الأرض له، وأن يواصل خطته في الاستيطان وقضم الأراضي، ومن ثم معركة القدس والأقصى. 
 

وقال "العدو الصهيوني يسيء تقدير الموقف، ولا يعلم أن الصمود الفلسطيني نابع من الشعب ذاته ومن شعوره بأنه صاحب الأرض وبعدالة القضية ومن تجذره وتاريخه"، وأضاف: "شعبنا يخلق مفاجآت عظيمة للاحتلال، وجاءت العمليات المباركة على فترات متقاربة، مع مخيم جنين الذي يستعيد دائما عنفوانه". 
 

ولفت مشعل الى أن الشعب الفلسطيني ومقاومته لن يسمح بتهويد الأقصى وتقسيمه وهدمه، وقال: "لن نسمح بأي شكل من أشكال الوصاية أو السيادة الدينية أو السياسية للصهاينة على الأقصى"، وتابع: "الأقصى والقدس عنوان الصراع وروحه، وهما مصدر الإلهام والتحفيز طوال التاريخ الفلسطيني". 
 

وحذر من أن "الأجندة الصهيونية ما زالت قائمة”، وقال منذرا “المعركة لم تنتهِ بعد، ونحن أمام تواريخ انتهاكات واعتداءات واقتحامات للأقصى، بل في الشيخ جراح وباب العامود، ويجب أن نكون متيقظين". 
 

وبين الحين والآخر تدعو جماعات استيطانية متطرفة لتنفيذ اقتحامات كبيرة للمسجد الأقصى، في إطار المحاولات الرامية لتهويد المسجد الأقصى وتقسيمه مكانيا وزمانيا، كما تدعو هذه الجماعات أنصارها لإقامة "طقوس تلمودية" في باحات المسجد. 
 

وحين تطرق مشعل إلى عملية استهداف قوات الاحتلال للصحافية شيرين أبو عاقلة مراسلة قناة "الجزيرة" واغتيالها الأسبوع الماضي، قال إن الحدث يعد "محطة فارقة في صورة الكيان الصهيوني القاتل أمام العالم"، موضحا أنها كانت صاحبة الكلمة الحرة والرسالة وهي تعبر عن قضيتها، وقال "جريمة اغتيال أبو عاقلة من المحطات التي ستكشف وتعري الاحتلال وستدفعه للتراجع إلى الوراء"، موضحا أنه لا يكتفي بأن يقتل، بل يلاحق الشهداء في جنائزهم وقبورهم". 
 

وأضاف "العدو يريد أن يسحقنا وهو لا يستطيع، وعندما تبدأ جرائمه تنقلب عليه، تكون بداية العد العكسي لنهايته، مشيرا إلى أنه في هشاشة، ولم تزده العقود التي عاشها إلا إمعانا في القلق على مستقبله"، مؤكدا أن الاحتلال عندما لا يستطيع أن يتعامل مع العنفوان الفلسطيني، "يرفع سقف جريمته ويرتكب الحماقات". 
 

وفي السياق دعا رئيس حركة حماس في الخارج إلى تتويج وحدة الشعب الفلسطيني في الميدان إلى وحدة سياسية، وقال "المقاومة والنضال طريق التحرير والعودة، وطالما توحدنا في الميدان بقيت الوحدة السياسية، وقد نجحنا في الميدان، وعلينا أن نتوجه إلى نجاح سياسي وقيادي". 
 

وقال "الوطن للجميع، ولا يستطيع أحد أن يضعه في جيبه، والقرار السياسي للجميع، ونحن شركاء فيه"، مطالبا بأن يكون النظام السياسي واحدا، وأن يجري التركيز على المرجعية الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير في الداخل والخارج. 
 

وتطرق مشعل إلى علاقات حركة حماس الخارجية، وقال إن حركته تريد أن تستعيد علاقتنا كأمة، وتطوي صفحة التطبيع، وأضاف "نحن لسنا خصما لأحد، ومنشغلون بمعركتنا الفلسطينية، وعدونا الوحيد هو العدو الصهيوني". 
 

والجدير ذكره أن حركة حماس لا تتمتع بعلاقات جيدة مع العديد من الأنظمة العربية، خاصة التي طبعت علاقاتها مؤخرا مع إسرائيل، كما انقطعت العلاقة بين الحركة والمملكة السعودية، بعد أن نفذت الأخيرة حملة اعتقالات طالت عشرات الفلسطينيين، بينهم ممثل الحركة السابق في الرياض، بتهمة تمويل حركة حماس. 
 

معالجة الخلافات

وأوضح مشعل أن حركته لا تتدخل في الشؤون العربية والإسلامية، مؤكدا على ضرورة أن تعالج الخلافات بالحوار والتفاهم، "لا أن يعادي بعضنا بعضا". 
 

وأشار الى الدعم العربي لفلسطين، وقال "كل دولة عربية لها بصمة عبر التاريخ في دعم الشعب الفلسطيني مقاومة بالمال والسلاح والدعم السياسي، بعضهم في العلن، وبعضهم في الخفاء". 
 

وأكد أن الدول الإسلامية من إيران وتركيا وماليزيا وباكستان دعمت الشعب الفلسطيني أيضا ومقاومته ولم تبخل عليه، مطالبا الدول العربية والإسلامية إلى "الانخراط في ميدان الشرف ليسجلها التاريخ كما سجل صلاح الدين كفاتح للقدس". 
 

 وأشار إلى أن الاختراقات التي سجلها الاحتلال كانت في بعض الأنظمة السياسية العربية، من خلال التطبيع والزيارات وبعض اللقاءات التي جرت في المنطقة وليس على مستوى الأمة والشعوب، وقال إن تلك الاختراقات ساعدت الاحتلال. 


(القدس العربي)

 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر