موسكو تتسلم رد واشنطن بشأن ضماناتها الأمنية وتوقع أميركي بغزو روسيا لأوكرانيا منتصف فبراير

قالت ويندي شيرمان نائبة وزير الخارجية الأميركي إن الولايات المتحدة تتوقع أن يغزو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوكرانيا بحلول منتصف فبراير/شباط المقبل، بعد أولمبياد بكين.
 
فيما أعلنت روسيا تسلمها رد واشنطن على مقترحاتها بخصوص الضمانات الأمنية والذي قال عنه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إنه يرسم مسارا دبلوماسيا للمضي قدما وعلى موسكو الاختيار.
 
وحذرت شيرمان في تصريحات لها من أن أي تحرك روسي سيؤدي إلى خسائر في الأرواح في صفوف الروس. وأكدت أن أوكرانيا لم تعد مثلما كانت عليه قبل سنوات وهي قادرة على الدفاع عن نفسها.
 
وأكدت الدبلوماسية الأميركية أن واشنطن ستواصل تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا، مشيرة إلى أن الرئيس جو بايدن أذن بمساعدات إضافية لكييف بـ200 مليون دولار على شكل مساعدات عسكرية وأمنية.
 
من جهة أخرى، أعلنت شيرمان أن الإدارة الأميركية تجري مناقشات مكثفة مع العواصم الأوروبية لضمان إمداد أوروبا بالطاقة، وذلك لضمان ألا تتخذ روسيا الطاقة كسلاح.
 
وتأتي تصريحات الدبلوماسية الأميركية، في وقت أفادت وكالة رويترز بأن السفارة الأميركية في العاصمة الأوكرانية حثت رعاياها على المغادرة فورا.
 

قوات إضافية

في سياق متصل، قالت مصادر إن الولايات المتحدة وحلفائها يجرون محادثات لنشر مزيد من القوات في دول شرق أوروبا الأعضاء في حلف شمال الأطلسي في استعراض للدعم مع تزايد تهديد روسيا لأوكرانيا.
 
ونقلت شبكة سي إن إن (CNN) عن مسؤولان دفاعيان أميركيان قولهما إن عمليات النشر، التي يبلغ عدد أفرادها نحو ألف جندي من كل دولة، ستكون مماثلة لمجموعات القتال الأمامية المتمركزة حاليًا في دول البلطيق وبولندا.
 
وقال المسؤولان إن من بين الدول التي تفكر في قبول عمليات الانتشار رومانيا وبلغاريا والمجر.
 
وتشير إمكانية نشر بعض القوات بالقرب من عتبة روسيا قبل الغزو إلى تحول من جانب الإدارة الأميركية التي كانت في السابق قلقة من خطر استفزاز موسكو بشكل أكبر.
 
رد مكتوب

من جهتها، أعلنت الخارجية الروسية تسلمها الرد الأميركي الخطي على مقترحاتها بخصوص الضمانات الأمنية من خلال السفير الأميركي في موسكو.
 
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أكد في وقت سابق أن الجانب الأميركي طلب عدم نشر تفاصيل الرد الأميركي على المقترحات الروسية، وأشار أن موسكو ستبلور موقفها وخطواتها المقبلة انطلاقا من هذا الرد.
 
وقال وزير الخارجية الروسي في كلمة أمام مجلس الدوما (الغرفة الثانية للبرلمان الاتحادي الروسي) إن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه ما سماه المسار العدواني الغربي تجاه بلاده.
 
ووصف لافروف مطالبة الغرب لروسيا بالحدّ من التدريبات العسكرية التي تجريها داخل حدودها بالوقحة وبأنها تمثل أقصى درجة من ازدواجية المعايير.
 
من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن واشنطن قدمت إلى موسكو ردّا مكتوبا بشأن الضمانات الأمنية التي كانت تطلبها، مضيفا أن هذا الرد يرسم مسارا دبلوماسيا يسمح بالمضي قدما.
 
وقال بلينكن في مؤتمر صحفي إن واشنطن منفتحة على الحوار بشأن الأزمة الأوكرانية إذا رغبت موسكو في ذلك، لكنه أشار من جانب آخر إلى أنّ الولايات المتحدة وحلفاءها في حلف شمال الأطلسي يعملون على تعزيز الدفاعات الأوكرانية وسيوفرون دعما اقتصاديا أيضا.
 
في سياق متصل، قال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ إن الحلف يمد يده لروسيا لمحاولة إيجاد حل سياسي، وأضاف أن اللحظة الحالية حاسمة، ودعا موسكو إلى إنهاء مظاهر التوتر والتصعيد فورا.
 
كما دعا إلى إنشاء خط مفتوح مع روسيا للوصول إلى حوار مفتوح بشأن الأمن الأوروبي، وأبدى الاستعداد للاجتماع في أسرع وقت مع موسكو لنقاش الحد من التسلح بشكل جدي.
 
ترحيب

في سياق متصل، رحب دينيس بوشيلين رئيس جمهورية دونيتسك المعلنة من طرف واحد في جنوب شرق أوكرانيا بالتصريحات الروسية بشأن إمكانية تزويد الانفصاليين في إقليم دونباس بالدعم العسكري.
 
يأتي هذا في وقت اتهمت فيه هذه القوات الجيش الأوكراني بتكثيف استعداداته لشن عمليات عسكرية في دونباس. وأضافت أن لديها معلومات استخباراتية تفيد بتعزيزات عسكرية للجيش الأوكراني بعيدا عن أعين مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
 
وأضاف الانفصاليون أن معلوماتهم تشير أيضا إلى تكثيف السلطات الأوكرانية تدريب عناصر من المجموعات القومية الأوكرانية في عدة مدن استعدادا لإشراكها في المعارك حسب تعبير الانفصاليين.
 
من جهة أخرى، أعلن وزير الدفاع الأوكراني ألكسي رزينكوف، تسلم شحنة ثالثة من الأسلحة الأميركية تزن نحو 80 طنا وتضم صواريخ جافلين المضادة للدبابات.
 
وفيما ترفض أوكرانيا أي حوار مع الانفصاليين تقول كييف إنها تغلب الحلول الدبلوماسية والسياسية لنزع فتيل الصراع في إقليم دونباس على الحلول العسكرية.
 

محادثات رباعية

وتتزامن التصريحات الدبلوماسية والتحركات العسكرية مع المحادثات الرباعية التي تجري في باريس، بين مستشارين من كل من روسيا وأوكرانيا وفرنسا وألمانيا لبحث التطورات العسكرية شرقي أوكرانيا وتنفيذ بنود اتفاق مينسك وتحديدا الجزء المتعلق بالوضع الخاص لمنطقتي دونيتسك ولوغانسك.
 
وقبيل الاجتماع شددت الخارجية الفرنسية على وحدة الأراضي الأوكرانية، وتوعدت برد حازم على أي اعتداء عسكري روسي جديد على أوكرانيا.
 
مدير ديوان الرئاسة الأوكرانية أندري يرماك قال إن كييف لن تجري أي محادثات مباشرة مع الانفصاليين الموالين لروسيا.
 
وقبيل مشاورات صيغة النورماندي في باريس، أكد يورماك إن كييف ستشارك في المحادثات بهدف وقف إطلاق النار ومناقشة القضايا الإنسانية شرقي أوكرانيا.

 
(الجزيرة)

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر