بالتزامن مع مطالبة بلاده التراجع عن مقاطعتها.. ماكرون يغرد : "لا شيء يجعلنا نتراجع أبداً"

كتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد 25 أكتوبر/تشرين الأول تغريدة باللغة العربية يبدو أنها لم تهدئ غضب المسلمين من تصريحاته السابقة بل إن التعليقات عليها كانت ناقدة له، ومما كتبه ماكرون: "لا شيء يجعلنا نتراجع، أبداً". 
 

وأضاف رئيس فرنسا "نحترم كل أوجه الاختلاف بروح السلام. لا نقبل أبداً خطاب الحقد وندافع عن النقاش العقلاني. سنقف دوماً إلى جانب كرامة الإنسان والقيم العالمية". 
 

وتزامنت تغريدته مع حث وزارة الخارجية الفرنسية دول الشرق الأوسط الأحد 25 أكتوبر/تشرين الأول 2020، على منع شركات التجزئة من مقاطعة منتجاتها فوراً. كما قالت إن دعوات المقاطعة هذه لا أساس لها ويجب أن تتوقف على الفور وكذلك جميع الهجمات "ضد بلدنا والتي تدفعها أقلية متطرفة". 

 

موجة مقاطعة وغضب 

وأثارت الرسوم وتصريحات ماكرون موجة غضب في أنحاء العالم الإسلامي، وأُطلقت في معظم الدول الإسلامية والعربية حملات مقاطعة للمنتجات والبضائع الفرنسية. 
 

وفي المغرب تتواصل دعوات نشطاء مغاربة لمقاطعة المنتجات الفرنسية عقب نشر رسوم مسيئة لنبي الإسلام محمد، مؤخراً، على واجهات بعض المباني في فرنسا. 
 

وتصدر وسم (هاشتاغ) "مقاطعة المنتجات الفرنسية" قائمة الترند على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" في المغرب، منذ الجمعة، وتفاعل معه الآلاف، بينهم مثقفون ومفكرون وأكاديميون. 
 

كما غير الآلاف من النشطاء صورهم الشخصية على موقعي تويتر وفيسبوك وغيرهما، وأضافوا إليها اسم "محمد رسول الله"، في تعبير عن رفض الإساءة للنبي محمد والدين الإسلامي. 
 

أما في تونس فتظاهر المئات الأحد، جنوب شرقي البلاد، منددين بتصريحات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تدعم إعادة نشر الرسوم المسيئة إلى نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم. 
 

وانضم أردنيون إلى حملة مقاطعة البضائع الفرنسية، رداً على سماح باريس بنشر رسوم مسيئة للنبي محمد، وتصدر هاشتاغ "#إلا_رسول_الله_يا_فرنسا" قائمة التغريدات الأكثر تداولاً في المملكة، الأحد 25 أكتوبر/تشرين الأول 2020.  
 

ونشر أردنيون على شبكات التواصل الاجتماعي  مقطع فيديو وصوراً، السبت 24 أكتوبر/تشرين الأول 2020، أظهرت سحب بضائع فرنسية من العديد من المتاجر، التي وضعت لافتات صغيرة كتبت عليها أن البضائع الفرنسية ليست للبيع، وأن قرارها جاء رداً على الإساءة للنبي محمد.  
 

أما في ليبيا فدعا مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي إلى تظاهرات وهي خطوة دعمتها قناة تلفزيونية على صلة بالمفتي الصادق الغرياني، الزعيم الديني الأبرز في البلاد. وقال الغرياني إن "تصريحات ماكرون العنصرية العدائية للإسلام لو صرح بمثلها حاكم مسلم ضد الغرب لرموه بالتطرف والعنصرية والإرهاب". 

 
ردود على تغريدة ماكرون

عقب نشره التغريدة باللغة العربية دخل على حسابه آلاف المتابعين العرب وعلقوا على ما كتبه ووجه غالبيتهم اللوم والانتقادات لتصرفات باريس بخصوص الإسلام والرسوم المسيئة للنبي محمد. 
 

وكان رئيس وزراء باكستان عمران خان قال الأحد إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "هاجم الإسلام" عندما شجع عرض الرسوم التي تسخر من النبي محمد. 
 

خان أضاف على تويتر "المؤسف أن الرئيس ماكرون اختار أن يتعمد استفزاز المسلمين، ومنهم مواطنوه (المسلمون)، من خلال تشجيع عرض الرسوم المسيئة التي تستهدف الإسلام ونبينا عليه الصلاة والسلام". وقال ماكرون إن المدرس بطل وإن الإسلاميين خطر على فرنسا. 
 

كما قال خان إنه كان بإمكان ماكرون التصرف بحكمة وتضميد الجراح لحرمان المتطرفين من أي ذرائع لكنه عوضاً عن ذلك "اختار تشجيع رهاب الإسلام من خلال مهاجمة الإسلام وليس الإرهابيين الذين يرتكبون العنف أياً كانوا: مسلمين أو من دعاة تفوق البيض أو دعاة الفكر النازي". وأضاف خان "بمهاجمته الإسلام، ومن الواضح عن غير فهم له، هاجم الرئيس ماكرون وآذى مشاعر ملايين المسلمين في أوروبا وفي أنحاء العالم".  
 

وتصاعدت حدة الانتقادات الأحد للتصريحات التي أدلى بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن الإسلام، وجدد نظيره التركي رجب طيب أردوغان دعوته لكي يخضع "لفحوص" لصحته العقلية بينما طالب العديد من المسلمين بمقاطعة فرنسا. 
 

في تصريحات أدلى بها بعدما قُتل المدرّس صامويل باتي بقطع رأسه لعرضه رسوماً كاريكاتيرية تظهر النبي محمد على طلابه أثناء درس تناول حرية التعبير، تعهّد ماكرون بأن فرنسا "لن تتخلى عن رسوم الكاريكاتير" وقال إن باتي "قُتل لأنّ الإسلاميين يريدون الاستحواذ على مستقبلنا". 
 

لكن أردوغان دعا ماكرون السبت للخضوع "لفحوص لصحته العقلية" جرّاء معاملته "الملايين من أتباع ديانات مختلفة بهذه الطريقة"، في تصريحات دفعت باريس لاستدعاء سفيرها لدى أنقرة. وكرر الرئيس التركي تصريحاته الأحد متهماً ماكرون بأنه "مهووس بأردوغان ليل نهار". وقال في خطاب متلفز إن على ماكرون "أن يخضع حقاً لفحوص لصحته (العقلية)". 
 

وتدهورت العلاقات بين الرئيسين بشكل أعمق جرّاء خلافات على مسائل عدة، تشمل الدعم الفرنسي لليونان في نزاعها مع تركيا بشأن حقوق التنقيب عن الطاقة في شرق المتوسط والانتقادات الفرنسية لتدخل تركيا في ليبيا وسوريا والنزاع بين أرمينيا وأذربيجان. 


المصدر: وكالات

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر