اتفاق لبدء مفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل.. ما علاقته بالتطبيع؟ 

أعلن رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، عن اتفاق إطار لبدء محادثات غير مباشرة لترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل. 

  

وبحسب الاتفاق، سيكون الجيش اللبناني هو الطرف الممثل للبنان في المحادثات التي ستجري في المنطقة الحدودية بين إسرائيل ولبنان برعاية وإشراف الأمم المتحدة. 

  

وستلعب الولايات المتحدة دور الوسيط في هذا الاتفاق. وكشف بري أن المحادثات ستجرى في بلدة الناقورة الحدودية جنوبي لبنان. 

  

وأوضح أن التوصل الى اتفاق الإطار هذا استغرق نحو عشر سنوات وتناوب على التفاوض بشأنه أربعة مندوبين أمريكيين، مشيرا إلى أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، إلى بيروت في مارس/ آذار الماضي أعادت الملف إلى طاولة البحث. 

  

وقال بري، الذي يرأس حزب أمل الشيعي المتحالف مع حزب الله، إن الاتفاق كان ساري المفعول قبل أن تفرض الولايات المتحدة عقوبات على العديد من السياسيين اللبنانيين. 

  

وأضاف بري أنه قد تم الاتفاق على إطار المحادثات بعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات على، علي حسن خليل، الذي يمثل ذراعه الأيمن، بتهمة الفساد وتمكين حزب الله المدعوم من إيران ماليا. 

 

وردًّا على سؤال عن ربط هذ الخطوة بموجة التطبيع بين إسرائيل وبعض الدول العربية، أشار بري إلى أنه "عمل على هذا الاتفاق منذ عقد من الزمن، قبل ‏توجهات العرب نحو التطبيع". 

  

وأضاف بري "إذا نجح الترسيم، فهناك مجال كبير جدا لأن يكون ذلك أحد أسباب سداد ديوننا". 

 

ويأتي هذا الاتفاق، الذي يمثل تغييرا في مسار لبنان، في الوقت الذي يواجه فيه البلد أزمة خانقة مع انهيار اقتصاده الرازح تحت جبل من الديون، وتفاقم الأزمة بسبب انفجار مرفأ بيروت الذي أدى إلى تدمير مساحة شاسعة من العاصمة في 4 أغسطس/ آب المنصرم. 

  

ورحبت قوات اليونيفيل (قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان لمساعدة القوات المسلحة اللبنانية بعد انفجار مرفأ بيروت) بهذا الاتفاق. 

  

وقالت في بيان: "ترحب اليونيفيل بإعلان اليوم حول اتفاق الإطار لإطلاق مفاوضات بين لبنان وإسرائيل حول ترسيم الحدود البحرية بين البلدين". 

  

وأبدت استعدادها لتقديم كل الدعم الممكن للأطراف وتسهيل الجهود لحل هذه المسألة. وأكدت دعمها لأي اتفاق بين البلدين بما يعزز الثقة ويحفّز الأطراف على الالتزام مجدداً باحترام الخط الأزرق وعملية ترسيم الحدود الأوسع، في إطار قرار مجلس الأمن الدولي 1701. 

 

من جانبها رحبت الولايات المتحدة الخميس باتفاق "تاريخي" بين لبنان وإسرائيل لبدء محادثات بشأن الخلافات الحدودية بينهما تم التوصل إليه "تحت رعاية الولايات المتحدة". 

  

وأعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو -في بيان- أن هذا الاتفاق "ثمرة جهود دبلوماسية حثيثة استمرت نحو 3 سنوات". 

  

وأضاف أن "الاتفاق بين الجانبين حول إطار مشترك للمفاوضات البحرية سيتيح للدولتين الشروع في مباحثات من شأنها أن تفضي إلى مزيد من الاستقرار والأمن والازدهار للبنانيين والإسرائيليين على حد سواء". 

  

واعتبر أن هذه خطوة بالغة الأهمية وتخدم مصالح لبنان وإسرائيل، والمنطقة، والولايات المتحدة، معربًا عن أمله في انطلاقة "سريعة" للمباحثات حول الحدود البحرية. 

  

وبخصوص الحدود البرية، تحدث بومبيو عن مباحثات منفصلة على مستوى الخبراء لحل مسائل عالقة بشأن الخط الأزرق الفاصل بين الجانبين اللذين يعدّان في حالة حرب. 

  

وقال الوزير الأميركي إن هذه المباحثات تحمل بدورها "تقدما إيجابيا للاستقرار الإقليمي". 

  

يشار إن لبنان وقع عام 2018 أول عقد له للتنقيب البحري عن الغاز والنفط في مياهه الإقليمية، وشمل نطاق العقد مساحة متنازع عليها مع إسرائيل. 

  

وأعلنت الحكومة الإسرائيلية في مايو/أيار 2019 أنها وافقت على بدء مباحثات مع لبنان برعاية الولايات المتحدة "لحل النزاع الحدودي". 

  

المصدر: وكالات 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر