رئيس الوزراء اللبناني مصطفى أديب المُكلف يعتذر عن تشكيل الحكومة 

اعتذر مصطفى أديب، رئيس الوزراء اللبناني المكلف عن مهمته في تشكيل حكومة جديدة بعد أن قضى أسابيع في محاولة إقناع الأطراف السياسية بالموافقة على اختياراته وسط المطالبات الشعبية بتحقيق اصلاحات سياسية. 
  

وانتشرت تقارير تفيد أن القضية التي حسمت الأمر هي الخلاف على من يتولى وزارة المالية. 
 

وكان أديب قد كلف بتشكيل الحكومة بعد الانفجار الذي دمر الجزء الأكبر من وسط بيروت، وكان يحاول تشكيل حكومة للتعامل مع الأزمة المالية الخانقة التي يعيشها لبنان. 
 

وقد استقالت الحكومة اللبنانية السابقة عقب الانفجار الذي وقع في ميناء بيروت في 4 أغسطس/آب من هذا العام وأودى بحياة أكثر من 190 شخصا وأدى إلى جرح الآلاف ودمر مناطق بأكملها في العاصمة. 
 

وكان أديب تحت ضغط لتشكيل الحكومة منذ تكليفه في 31 أغسطس/آب، وذلك من أجل إجراء إصلاحات ضرورية من أجل الحصول على مساعدات دولية بمليارات الدولارات. 
 

وقد عرقلت حركة أمل وحزب الله اللذان يمثلان الطائفة الشيعية في لبنان جهود أديب لتشكيل الحكومة بإصرارهما على الاحتفاظ بوزارة المالية. 
 

ويقول محللون إن ذلك على صلة بفرض عقوبات أمريكية على وزير سابق من حركة أمل بالإضافة إلى مصالح تجارية مرتبطة بحزب الله. 
 

وكان مصطفى أديب، الذي كان سفيرا للبنان في ألمانيا، قد قال إنه يريد بدء الإصلاحات في الحال وطلب حزمة إنقاذ من صندوق النقد الدولي. 
 

وبالإضافة للخلاقات مع أمل وحزب الله فإن أديب اصر على تشكيل حكومة تكنوقراط، لكن الأحزاب السياسية أصرت على أن يكون لها حق تعيين الوزراء. 
 

وفي النهاية قدم أديب استقالته لرئيس الجمهورية ميشيل عون واعتذر للشعب اللبناني بسبب "عجزه عن تحقيق آمالهم في تشكيل حكومة إصلاحية". 
 

وقال إنه لا يرغب برئاسة حكومة مصيرها الفشل. 
 


وخرج متظاهرون مناهضون للحكومة في مظاهرات على مدى سنة، مطالبين بإعادة هيكلة النظام السياسي. ويستند النظام الحالي إلى الطائفية، وقد اتهمت الحكومات المتعاقبة بالفشل والفوقية في التعامل مع المشاكل. 
 

وتعتمد التعيينات السياسية والعديد من الوظائف على الانتماء إلى إحدى الطوائف، وهو نظام أدى إلى الانقسام وانتشار الفساد. 
 

وكان البلد في وضع مالي صعب حتى قبل الانفجار الذي وقع بداية أغسطس/آب، مع انهيار العملة وارتفاع البطالة إلى مستوى عال جدا وانتشار الفقر. 
 

وكان لبنان يشهد أزمة اقتصادية خانقة هي الأسوأ منذ الحرب الأهلية التي استمرت من عام 1975 إلى 1990، حتى قبل انفجار الميناء. 
 

وقال رئيس الوزراء السابق سعد الحريري في تعليقه على الأزمة "من يحتفل بفشل المبادرة الفرنسية لحث الأطراف اللبنانية على تشكيل حكومة سوف يأسف على إضاعته الفرصة. نقول لهؤلاء ستعضون أصابعكم ندما". 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر