أثيوبيا تؤكد المضي في ملء "سد النهضة" ومصر ترفض الإجراءات الأحادية

 
أكّد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد أن الاضطرابات السياسية الأخيرة في بلاده لن تعطل خططه لبدء ملء سد النهضة العملاق، في حين رفضت كل من الحكومة المصرية وجماعة الإخوان المسلمين أي إجراء أحادي بشأن السد.
 
وأبلغ آبي أحمد اليوم الثلاثاء أعضاء البرلمان في جلسة أسئلة وأجوبة، أن "الهدف من الأخبار العاجلة هو جعل الحكومة الإثيوبية تغض النظر عن السد".
 
واندلعت احتجاجات عنيفة في العاصمة أديس أبابا وإقليم أورومو المحيط بها بعد مقتل المغني الشعبي هاشالو هونديسا الذي أشعل احتجاجات عرقية أسفرت عن مقتل 166 شخصا في صدامات بين متظاهرين وقوات الأمن، بحسب آخر حصيلة رسمية أوردتها السلطات نهاية الأسبوع الماضي.
 
وندد آبي أحمد بمحاولة بعض السياسيين المحليين الاستفادة من مقتل هونديسا لإسقاط حكومته، وقال "لا يمكن أن يصبح المرء في السلطة عبر إسقاط الحكومة وتدمير البلاد وإثارة فوضى عرقية ودينية"، وأضاف "إذا أصبحت إثيوبيا سوريا، إذا أصبحت إثيوبيا ليبيا، فإن الخسارة ستطال الجميع".
 
واعتقلت السلطات الإثيوبية أمس الاثنين 5 أعضاء كبار في حزب يمثل قومية الأورومو -الكبرى في البلاد- في إطار حملة أعقبت الاحتجاجات الأخيرة.
 
وفي السياق ذاته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي إنه بمجرد عودة ملف سد النهضة إلى الاتحاد الأفريقي، فوجئنا بأخبار تفيد بموافقة إثيوبيا على إيقاف تعبئة السد، مؤكدا أن هذه الأخبار كاذبة، ومسألة إيقاف التعبئة لم تكن مطروحة على الإطلاق في المفاوضات السابقة.
 
ورحب آبي أحمد بإعادة الملف إلى الاتحاد الأفريقي، معتبرا إياها خطوة في الاتجاه الصحيح، ومشددا على موقف بلاده الثابت: "سنبدأ تعبئة السد مع مواصلة المفاوضات للتوصل إلى اتفاق شامل".
 
من جهة ثانية، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن بلاده ترفض أي إجراء أحادي بشأن سد النهضة قبل إبرام الاتفاق بما يراعي مصالح كافة الأطراف.
 
كما نددت جماعة الإخوان المسلمين المصرية بما أسمته "التعنت" من قبل الحكومة الإثيوبية تجاه شريان الحياة للشعبين المصري والسوداني، وحقوقهما التاريخية المقررة دوليا في مياه نهر النيل، مستنكرة إصرار إثيوبيا على اتخاذ مواقف أحادية في قضية مياه مشتركة تحكمها اتفاقيات وقواعد دولية.
 
وأكدت الجماعة رفضها لأي اتفاقيات سواء تلك التي وقعت عام 2015 أو ستوقع لاحقا وتؤدي إلى المساس بحق الحياة للشعب المصري وحقوقه التاريخية المقرة دوليا، وشددت على أنه لا مجال في الأزمات الكبرى للانفراد بالقرار، بل المسؤولية جماعية تتحملها الجماعة الوطنية، وتترجمها مؤسسات الدولة الحامية لأمنها القومي وحقوق الأجيال القادمة.
 
وكشف مصدران سودانيان للجزيرة عن إحراز تقارب بشأن القضايا القانونية المتعلقة بسد النهضة خلال المفاوضات الثلاثية التي تجري برعاية أفريقية. وفي أديس أبابا قال مصدر إثيوبي للجزيرة إن هناك تباينا واضحا بين مصر وإثيوبيا، وإن هناك مسائل عالقة بين الجانبين.
 
وقالت إثيوبيا مرارا إنها ترغب في ملء خزان السد هذا الشهر في منتصف موسم الأمطار الموسمية في البلاد، لكن مصر والسودان تدفعان للتوصل إلى اتفاق أولا حول كيفية تشغيل السد العملاق.
 
وتقول إثيوبيا إن الكهرباء المتوقع توليدها من سد النهضة لها أهمية حيوية من أجل الدفع بمشاريع تنموية في البلد الفقير البالغ عدد سكانه أكثر من 100 مليون نسمة.
 
لكنّ مصر تقول إن السد يهدد تدفق مياه النيل التي ينبع معظمها من النيل الأزرق حيث بني السد، وقد تكون تداعياته مدمرة على اقتصادها ومواردها المائية والغذائية. وتستقي مصر 97% من حاجتها من المياه من النيل.
 

المصدر: الجزيرة

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر