أسرة "خاشقجي" تعفو عن قاتليه لتمهد الطريق لعفو قانوني

[ نجل خاشقجي خلال لقائه ولي العهد السعودي - أرشيف ]

قالت أسرة الصحفي السعودي جمال خاشقجي إنها عفت عن قاتليه، مما يمهد الطريق لعفو قانوني عن خمسة متهمين حكم عليهم بالإعدام لضلوعهم في جريمة أضرت بشدة بصورة الحاكم الفعلي للمملكة.

الصحفي السعودي جمال خاشقجي في لندن يوم 29 سبتمبر أيلول 2018. صورة لرويترز عالجتها لتحسين جودتها وهناك نسخة أخرى غير معالجة متوفرة بشكل منفصل.

وكتب صلاح خاشقجي، ابن جمال خاشقجي، على تويتر ليل الخميس ”في هذه الليلة الفضيلة من الشهر الفضيل نسترجع قول الله تعالى ’فمن عفا وأصلح فأجره على الله‘“.

”ولذلك نعلن نحن أبناء الشهيد جمال خاشقجي أنا عفونا عن من قتل والدنا لوجه الله تعالى وكلنا رجاء واحتساب للأجر عند الله عز وجل“.

وفي السعودية، يمكن أن يمهد عفو أهل المجني عليه الطريق لعفو رسمي.

وأثار مقتل خاشقجي غضبا على مستوى العالم وهز صورة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وقالت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وحكومات غربية إنها تعتقد أن الأمير محمد هو من أصدر الأمر بقتل خاشقجي.

لكن مسؤولين سعوديين يقولون إنه لم يكن له أي دور رغم أن ولي العهد أشار في سبتمبر أيلول 2019 إلى أنه يتحمل جانبا من المسؤولية عن الجريمة كونها ”وقعت خلال فترة عهده“.

وقضت المحكمة السعودية التي حكمت بإعدام المتهمين الخمسة في ديسمبر كانون الأول بأن القتل لم يكن مع سبق الإصرار والترصد، وهو حكم تدعمه تأكيدات من مسؤولين سعوديين لكنه يتناقض مع نتائج تحقيق قادته الأمم المتحدة في الواقعة.

وشوهد خاشقجي آخر مرة عند القنصلية السعودية في اسطنبول في الثاني من أكتوبر تشرين الأول 2018 حيث ذهب إلى هناك لتسلم أوراق لازمة لزواجه. وأشارت تقارير إلى تقطيع جثته وإخراجها من المبنى، ولم يُعثر لها على أثر.

وحوكم 11 شخصا في القضية خلال إجراءات في الرياض أحيطت بالسرية. وحُكم على ثلاثة بالسجن وأسقطت التهم عن ثلاثة آخرين.

وقال صلاح خاشقجي آنذاك عن الحكم الصادر في ديسمبر كانون الأول ”نؤكد ثقتنا في القضاء السعودي بكافة مستوياته وقيامه بإنصافنا وتحقيق العدالة“.

لكن الأمم المتحدة وجماعات حقوقية نددت بالمحاكمة. واتهمت أنييس كالامار مقررة الأمم المتحدة الخاصة بالإعدام خارج نطاق القضاء السعودية ”بالاستهزاء“ بالعدالة والسماح للعقول المدبرة للجريمة بالإفلات من العقاب.

وقال النائب العام السعودي حينها إنه لا توجد أدلة تربط أحد هؤلاء المسؤولين، سعود القحطاني، بالجريمة وأسقط التهم الموجهة لأحمد عسيري النائب السابق لرئيس المخابرات العامة.

وسبق أن قال النائب العام إن قحطاني، المستشار البارز السابق في الديوان الملكي، ناقش أنشطة خاشقجي قبل أن يدخل القنصلية. وقال إن القحطاني عمل بالتنسيق مع عسيري.

وانتقدت كالامار يوم الجمعة العفو المحتمل.

وكتبت على فيسبوك ”تفعل السلطات السعودية ما تأمل أن يكون آخر خطوة في مسرحية العدالة التي تدربت على تأديتها بشكل جيد أمام مجتمع دولي مستعد جدا للخداع“.

وقالت خديجة جنكيز، خطيبة خاشقجي، يوم الجمعة إنه لا يحق لأحد أن يعفو عن قتلته. وكتبت على تويتر ”لا يملك أحد حق العفو عن القتلة. لن نعفو عن القتلة ولا عمن أصدروا أمر القتل“.

ولا يزال صلاح خاشقجي وإخوته الثلاثة يعيشون في السعودية. وأشارت تقارير إلى أن الأسرة تلقت أموالا وعقارات من الأسرة الحاكمة في السعودية تعويضا عن مقتل خاشقجي. وأنكرت الأسرة هذا الادعاء.

رويترز
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر