إثيوبيا تصعّد بسبب سد النهضة ومصر تبحث عن ايجاد صيغة مقبولة للمفاوضات

صعدت الخارجية الإثيوبية، الثلاثاء، من خطابها تجاه مصر، فيما يتعلق بمستقبل سد النهضة، حيث قال وزير الخارجية الإثيوبي، غيدو أندرجاتشاو، إن بلاده تبني السد لأنها تملك الحق الكامل في ذلك، وأضاف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير المياه والري والطاقة الإثيوبي سليشي بيكلي، أنه لا ينبغي تدخل الولايات المتحدة أو دولة أخرى في تحديد مصلحتها، رافضاً تحذيرات مصر بخصوص المفاوضات قائلاً: “نحن لا نخشى أحداً”.
 
وتأتي تصريحات الخارجية الإثيوبية بعد ساعات قليلة من تصريحات كان  وزير الخارجية المصري سامح شكري قالها الإثنين 2 مارس/آذار، في حوار مع التلفزيون المصري خلال برنامج «التاسعة مساء»، وأداره وائل الإبراشي، حيث كشف أن بلاده ترفض البيان الصادر عن وزارتي الخارجية والمياه الإثيوبيتين، بشأن جولة المفاوضات الأخيرة بواشنطن، التي تغيبت عنها إثيوبيا، مشيراً إلى أن هذا البيان تضمن تنصلاً من إثيوبيا لالتزاماتها بموجب قواعد القانون الدولي، وبالأخص أحكام اتفاق إعلان المبادئ الذي وقعته الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا في العاصمة السودانية الخرطوم، في 23 مارس/آذار عام 2015.
 
وقال وزير الخارجية الإثيوبي غيدو أندرجاتشاو وفق ما نقلت وكالة سبوتنيك الروسية إن بلاده لديها الحق الكامل في انتشال مواطنيها من الفقر باستخدام مواردها الطبيعية، مضيفاً أنه “على الرغم من بناء إثيوبيا للسد انطلاقاً من ذلك، فقد دخلت في محادثات من أجل تعزيز الثقة مع دولتي المصب (مصر والسودان)”.
 
الوزير تساءل عن دور الولايات المتحدة والبنك الدولي في عملية التفاوض، مشيراً إلى أنه لا بد أن يكون دورهما واضحاً ومحدداً ومنحصراً في الرقابة فقط.
 
فيما اتهم وزير الخارجية الإثيوبي أمريكا بالانحياز لصالح مصر في مفاوضات سد النهضة.
 
الوزير ذهب إلى أبعد من ذلك، حين قال إن الولايات المتحدة والبنك الدولي لديهما مصلحة في صياغة قانون يتجاوز المشاركة بصفة مراقب.
 
من جهته أعلن وزير الري خلال المؤتمر بدء تخزين 4.9 مليار متر مكعب من مياه نهر النيل في مشروع سد النهضة، يوليو/تموز المقبل. قائلاً إن بلاده ستبدأ في موسم الأمطار القادم في يوليو/تموز، بعملية تخزين المياه، وسيليها اختبار توليد الطاقة في مارس/آذار 2021.
 
وفي الوقت الذي خرجت فيه تصريحات تصعيدية من جانب الخارجية الإثيوبية، قالت الرئاسة المصرية في بيان رسمي، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أبلغ الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في اتصال هاتفي الثلاثاء، بأن واشنطن ستواصل “الجهود الدؤوبة” للتوصل إلى اتفاق بين مصر وإثيوبيا والسودان بشأن سد النهضة الإثيوبي.
 
و حول تأثر حصة مصر من مياه نهر النيل في حال أقدمت إثيوبيا على ملء الخزان دون توافق، قال وزير الخارجية سامح شكري إنه إذا أقدمت إثيوبيا على ذلك فهو خروج عن مسار التفاوض وعن مبادئ القانون الدولي، ويجب تنظيم هذا الأمر من خلال التعاون وعدم انفراد أي طرف باتخاذ إجراءات أحادية ليست محل توافق واتفاق، وخارجة عن نطاق القانون الدولي، وفيما يرد من حصة مصر فهذا أمر مرتبط بمجمل أسلوب التعامل مع قضية ملء وتشغيل سد النهضة، ويقاس ذلك وفقاً لقياسات مادية مرتبطة بالتدفقات وبالتوقيت والكميات.
 
أضاف: “نحن لم نصل بعد إلى هذه النقطة التي تجعلنا نقيّم إذا ما كان هناك تأثير، وبالتأكيد نحن لا نقبل ولا نرضى ولا نتعامل مع أي احتمال لوقوع ضرر جسيم على مصر نظير أي أعمال في أي دولة من دول حوض النيل”.
 
يذكر أنه كان من المتوقع أن توقع الدول الثلاث على اتفاق في واشنطن، الأسبوع الماضي، بشأن ملء وتشغيل سد النهضة، الذي تبلغ تكلفته أربعة مليارات دولار، لكن إثيوبيا تخلفت عن الاجتماع، ووقّعت مصر فقط عليه بالأحرف الأولى.
 

المصدر: وكالات
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر