سوريا: غارات وتعزيزات عسكرية تركية في إدلب والأمم المتحدة تخشى من "حمام دم"

 
دفع الجيش التركي اليوم السبت بتعزيزات جديدة نحو سوريا وأدخل رتلا عسكريا كبيرا إلى عمق محافظة إدلب، بينما أفادت وزارة الدفاع الروسية بأن الوزير سيرغي شويغو بحث مع نظيره التركي خلوصي أكار هاتفيا الوضع الميداني في المحافظة.
 
وقال الدفاع المدني السوري في مناطق المعارضة إن طائرات روسية شنت غارتين جويتين على بلدة البارة في جبل الزاوية بريف إدلب. وأضاف أن النظام السوري قصف بالمدفعية الأحياء السكنية في البلدة بأكثر من 40 قذيفة منذ الليلة الماضية، وأن البلدة شبه خالية من السكان بسبب كثافة القصف.

يشار إلى أن قرى وبلدات جبل الزاوية تعرضت في الفترة الأخيرة لدمار واسع، مما أسفر عن حركة نزوح كبيرة باتجاه الحدود السورية مع تركيا.
 
من ناحية أخرى، أتمت فصائل المعارضة السورية -المدعومة من أنقرة- أمس الجمعة صفقة تبادل أسرى مع قوات النظام في ريف حلب الغربي، وفق مصادر محلية.
 
وأفادت المصادر بأن النظام أطلق سراح اثنين من مقاتلي المعارضة أسرهما خلال معارك وقعت غربي حلب قبل ثلاثة أسابيع، مقابل جثة عنصر من قوات النظام يعمل تحت إمرة الحرس الثوري الإيراني، موضحة أن صفقة التبادل تمت بوساطة الهلال الأحمر السوري.
 
سياسيا، اتفق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان أثناء اتصال هاتفي بينهما أمس، على تكثيف التشاور للتوصل إلى وقف إطلاق النار في محافظة إدلب السورية، وفق بيان للكرملين.
 
وحض الرئيس التركي نظيره الروسي على "كبح" قوات النظام التي تشن هجوما -بدعم روسي- في المحافظة، مؤكدا "ضرورة أن تنتهي الأزمة الإنسانية"، وفق بيان للرئاسة التركية.
 
وقال أردوغان لبوتين إن الحل يكمن في العودة إلى اتفاق سوتشي الموقع عام 2018، والذي أتاح لتركيا إقامة نقاط مراقبة عسكرية في إدلب بهدف ردع أي هجوم للنظام السوري على المنطقة.
 
من جهته، أعرب بوتين خلال الاتصال عن "قلقه البالغ" إزاء "الأعمال العدوانية للإرهابيين" في إدلب.
 
وقبيل الاتصال مع الرئيس الروسي، تباحث أردوغان هاتفيا مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بشأن الوضع في إدلب، ودعاهما إلى "اتخاذ خطوات ملموسة من أجل منع كارثة إنسانية"، حسبما أفادت به الرئاسة التركية.
 
على صعيد آخر، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس الجمعة لوقف إطلاق النار فورا في إدلب، تجنبا "لتصعيد لا يمكن السيطرة عليه" وحذرت من أن القتال في شمال غرب سوريا قد "ينتهي بحمام دم" وكررت دعوتها لوقف إطلاق النار
 
وقال غوتيريش -خلال مؤتمر صحفي في نيويورك- "رغم اتفاق خفض التصعيد شهدنا أعمالا قتالية خطيرة من قبل الحكومة السورية مدعومة بغارات روسية.. العمليات تقترب من المناطق الأكثر اكتظاظا بالسكان، مع تجاهل حماية المدنيين".

 من جانبه قال ينس لايركه المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية خلال إفادة صحفية إن الأطفال يشكلون نحو 60 في المئة من 900 ألف شخص نزحوا وتقطعت بهم السبل في مساحة آخذة في التضاؤل.
 
وأضاف "ندعو إلى الوقف الفوري لإطلاق النار لمنع مزيد من المعاناة وما نخشى أن ينتهي بحمام دم".
 
وتابع قائلا "تستمر خطوط القتال الأمامية والعنف المستمر في الاقتراب من هذه المناطق المكتظة بالنازحين، مع تزايد القصف على مواقع النزوح والمناطق المجاورة لها".

 
وأكد ألا حل عسكريا للأزمة السورية، مشيرا إلى أن أكثر من 900 ألف مدني نزحوا من مناطق القتال أغلبهم نساء وأطفال، وأن نحو 1.8 مليون سوري يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة.
 
 
المصدر: وكالات

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر