يفتقد للكاريزما.. من هو "اسماعيل قآني" خليفة سليماني في قيادة فيلق القدس الإيراني؟

[ قائد فيلق القدس اسماعيل قآني في تشييع قاسم سليماني في طهران ]

يجسد تعيين اسماعيل قآني قائدا جديدا لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اقتناعا إيرانيا بضرورة متابعة مسيرة قاسم سليماني الذي اغتيل في توقيت حرج للغاية بالنسبة لطهران، إلا أن شخصية الخلف تفتقد كثيرا للكاريزما التي كان يتّصف بها سلفه.
 
وعيّن المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي قآني نائب القائد السابق لفيلق القدس قائدا لهذه القوة مباشرة بعد مقتل سلمياني بضربة أميركية زادت مخاطر اندلاع نزاع مفتوح مع الولايات المتحدة إلى درجات غير مسبوقة.
 
وقال خامنئي إنه مع تعيين قآني "تبقى الأوامر تماما على ما كانت عليها" بالنسبة لفليق القدس التابع للحرس الثوري، والمكلّف خصوصا تنفيذ عمليات خارج إيران، ما يجعل من هذه القوة لاعبا أساسيا في العراق ولبنان وسوريا واليمن.
 
وقآني على غرار سليماني الذي اعتبره الإيرانيون بعد اغتياله شهيدا، من قدامى المحاربين وشارك في الحرب الطاحنة التي خاضتها إيران مع العراق بين عامي 1980 و1988 والتي طبعت السنوات الأولى للجمهورية الإسلامية التي أسسها آية الله روح الله الخميني في العام 1979 بعد إطاحة الشاه الموالي للولايات المتحدة، والتي لا تزال تطبع نهجها السياسي حتى الآن.
 
وتقول الباحثة في المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية أناليزا بيرتيغيلا "أعتقد أنه على المدى القصير (إلى) المتوسط سيكون هناك نوع من الاستمرار في النهج. سنسمع الكثير من الخطابات العالية النبرة لإبقاء روحية +المقاومة+".
 

- "نحو المجهول" -
 
لكن قآني لا يتمتع على ما يبدو بالكاريزما التي كان سليماني يتحلى بها، ويعتبر كثر أن الأخير الذي تميّز بتفقّده العلني للمقاتلين على الجبهات والخطوط الأمامية، كان عمليا الرجل الثاني في النظام الإيراني.
 
وتقول بيرتيغيلا إن "قآني لا يتمتع بالكاريزما التي يتحلى بها سليماني، ولا يتشاركان المفهوم نفسه للمشرق العربي"، موضحة "لذا فإن تغيرات وتعديلات قد تطرأ على المدى الطويل".
 
وتقول الباحثة الإيطالية لوكالة فرانس برس "لكننا ندخل حقيقة في المجهول".
 
وبعد اغتيال سليماني ارتفع منسوب التوتر بين إيران والولايات المتحدة إلى مستوى غير مسبوق منذ حقبة 1979-1981 التي شهدت أزمة احتجاز الجمهورية الإسلامية طاقم السفارة الأميركية رهائن وقطع العلاقات بين البلدين.
 
وفجر الأربعاء شنّت إيران ضربات صاروخية على قاعدتين تستخدمهما القوات الأميركية في العراق انتقاما لسليماني، في رد اعتبره خامنئي "صفعة" للولايات المتحدة.
 
ويتخوف محللون أن تشن إيران مستقبلا هجمات غير تقليدية وغير متكافئة على أهداف أميركية في المنطقة، قد يتولى فيلق القدس تنفيذها.
 
وفيلق القدس على تواصل وثيق مع مجموعات مسلّحة تدعمها إيران على غرار حزب الله في لبنان، وفصائل أخرى في العراق. ويؤكد الحرس الثوري أن فيلق القدس يقدّم "دعما معنويا" للمتمردين الحوثيين في اليمن.
 
وينشط فيلق القدس على الأرض في سوريا حيث تدخّلت إيران مع روسيا لدعم نظام الرئيس بشار الأسد، ويعتقد محلّلون أن القوة التابعة للحرس الثوري تكبّدت خسائر كبيرة.

- "شخصيات قابلة للاستبدال" -
 
يصف توماس فليتشي رئيس قسم الدراسات الجيوسياسية في كلية رين لإدارة الأعمال سليماني بأنه شخص كان يملك "قدرة كبيرة على الإقناع وقدرات نفسية كبرى".
 
لكن محللين يعتقدون أن مؤسسات الجمهورية الإسلامية التي تأسست قبل أربعة عقود على غرار الحرس الثوري لديها هيكليات تمكّنها من تحمّل خسارة قيادات بارزة من طراز سليماني.
 
ويقول المستشار الخاص في "مؤسسة الأبحاث الاستراتيجية" في باريس فرنسوا إيبورغ إن سليماني "كان بكل المقاييس قابلا للاستبدال"، مؤكدا أن "إيران معدّة لتكون قادرة على تنظيم عملياتها وحملاتها بغض النظر عن الشخصيات".
 
ويُعتقد أن قآني الذي انضم في شبابه إلى الحرس الثوري إبان الحرب الإيرانية-العراقية، أصبح نائبا لقائد فيلق القدس أوخر تسعينات القرن الفائت، وكان يدير عمليات في أفغانستان وباكستان والمنطقة المجاورة فيما كان سليماني يتولى شؤون الدول العربية في الشرق الأوسط.
 
ويرجّح الباحث في "معهد دول الخليج العربي" في واشنطن علي آلفونه أن "تطغى الاستمرارية على التغيير في فيلق القدس" بقيادة قآني.
 
لكنّه يضيف "من الصعب أن تتوقّع من قآني البيروقراطي أن يحذو حذو النهج القيادي الكاريزمي لسلفه"، مشيرا إلى أن سليماني قرر أن يكون واجهة فيلق القدس وأن يعرض حياته للخطر فكان مصيره أن يقتل اغتيالا.
 

المصدر: فرانس برس

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر