بعد إرسال واشنطن قوات المارينز.. المحتجون الموالون لإيران ينسحبون من محيط السفارة الأمريكية ببغداد

بدأ المحتجون قرب السفارة الأمريكية وسط العاصمة العراقية بغداد، الأربعاء، بالمغادرة تدريجيا من محيط السفارة، عقب دعوة هيئة "الحشد الشعبي" أنصارها للانسحاب من المكان.
 
ونقلت وكالة "الأناضول" عن مراسلها "أن المحتجين بدأوا بالانسحاب التدريجي من محيط السفارة في "المنطقة الخضراء"، بعد تفكيك خيام الاعتصام".
 
وكانت قوات الحشد الشعبي المدعومة من إيران، دعت مؤيديها إلى الانسحاب من محيط السفارة الأمريكية في بغداد، بعد محاولة اقتحامها أمس الثلاثاء.
 
وجاءت دعوة الحشد الشعبي بينما بدا آلاف المتظاهرين مستعدين لفرض حصار على مجمع السفارة الأمريكية في بغداد.
 
وفي صباح اليوم الأربعاء، زحف مئات المتظاهرين نحو الحائط الوحيد الذي يفصلهم عن المجمع الدبلوماسي، وأضرموا النيران في العلم الأمريكي.
 
وأطلقت قوات أمنية في السفارة الأمريكية في بغداد قنابل الغاز المسيلة للدموع صباح الأربعاء لتفريق متظاهرين مؤيدين لإيران قضوا ليلتهم أمام بوابات السفارة، وأفادت تقارير بإصابة العديد منهم ونقلهم إلى المستشفيات.
 
ومع إطلاق قنابل الغاز، اختفى شريط أمني تابع لقوات الأمن العراقية كان يطوّق مبنى السفارة.
 
لكن سرعان ما وصلت تعزيزات من الشرطة الاتحادية لتهدأ بذلك حدة اشتباكات موجزة مع المتظاهرين.
 
واحتشد آلاف من مؤيدي فصائل عراقية مسلحة مقرّبة من إيران في محيط السفارة الأمريكية يوم أمس الثلاثاء، وذلك احتجاجا على غارات جوية أمريكية قتلت 25 مقاتلا مواليا لإيران في وقت سابق.
 
وكانت الولايات المتحدة قصفت خمس قواعد تابعة لقوات الحشد الشعبي في التاسع والعشرين من ديسمبر/كانون الأول المنصرم، مما أسفر عن مقتل 25 عنصرا من كتائب حزب الله العراقية المدعومة من إيران.
 
وعبر المتظاهرون دون مقاومة نقاط التفتيش في المنطقة الخضراء شديدة التأمين وصولا إلى السفارة، ورسموا جداريات مؤيدة لطهران.
 
ونصب المتظاهرون نحو 50 خيمة، فضلا عن دورات مياه متنقلة، وأعلن المئات اعتصاما لدى بوابات السفارة حتى طرد القوات الأمريكية من البلاد.
 
الموقف الأمريكي
وعلى مدار الليل، أرسلت الولايات المتحدة فريق ردّ سريع من قوات المارينز جوًا إلى السفارة لتعزيز القوة الأمنية.
 
ولم يتعرض أي من العناصر الأمريكية لجروح، وقال مسؤولون أمريكيون إنه لا خُطط لإخلاء السفارة.
 
وأفادت تقارير بأن السفير الأمريكي، ماثيو تولر، في طريقه إلى السفارة عائدا من عطلة.
 
وقالت الولايات المتحدة إن تنظيم كتائب حزب الله العراقية شن عدة هجمات يوم الجمعة الماضي على قواعد عراقية فيها قوات أمريكية كانت ضمن التحالف الذي حارب تنظيم الدولة الإسلامية، مما أسفر عن مقتل مقاول أمريكي ومدني.
 
وردا على ذلك، قالت الإدارة الأمريكية إن قواتها شنت هجمات يوم الأحد ضد خمسة مواقع، بينها مخازن أسلحة ومواقع قيادة، بهدف شل قدرة التنظيم على شن هجمات في المستقبل.
 
وأنحت الولايات المتحدة بلائمة الهجوم على سفارتها في بغداد على إيران، كما انتقدت قوات الأمن العراقية فيما يتعلق بوصول المتظاهرين إلى السفارة بهذه السهولة.
 
ووجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهديدا واضحا لإيران وحمّلها مسؤولية الهجوم الذي تعرضت له سفارة بلاده في بغداد.
 
وقال ترامب على تويتر عشية رأس السنة الجديدة "إيران ستتحمل المسؤولية الكاملة عن أي خسائر في الأرواح أو الممتلكات في أي منشأة تابعة لنا. سيدفعون ثمنا باهظا. هذا تهديد وليس تحذيرا".
 
وقال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر إن نحو 750 من عناصر وحدة الرد السريع التابعة للفرقة 82 المحمولة جوًا جاهزون للنشر في المنطقة في غضون أيام للتعامل مع الوضع.
 
وقبل إعلان إسبر، صرح مسؤول أمريكي لوكالة فرانس برس بأن "نحو أربعة آلاف (مقاتل) قد يُنشرون في المنطقة".
 
وفي صباح اليوم الأربعاء، عززت قوات الأمن العراقية تدابير اعتيادية حول سور المنطقة الخضراء التي لا يمكن دخولها إلا بتصريح.
 
لكن قوات الأمن العراقية لم تجلي الحشود التي قضت الليل داخل المنطقة الخضراء.
 
وسلطت هذه الاضطرابات الضوء على توتر العلاقات الأمريكية-العراقية، التي وصفها مسؤولون من الجانبين بـ "الأكثر برودة" منذ سنوات، نقلا عن وكالة فرانس برس.
 
وتقيم بغداد علاقات وثيقة مع كل من إيران والولايات المتحدة، وتخشى الوقوع في دائرة التوتر المتصاعد بين الجانبين.
 
وأعادت التطورات الدراماتيكية خارج السفارة الأمريكية في بغداد أمس الثلاثاء إلى الأذهان أزمة الرهائن عام 1979 في السفارة الأمريكية في طهران، وهجوم 2012 الدموي على السفارة الأمريكية في بنغازي الليبية.
 
وأدان الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الوزراء عادل عبد المهدي ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي محاولات مؤيدي قوات الحشد الشعبي اقتحام السفارة الأمريكية.
 
وناشدوا المتظاهرين بضرورة "مغادرتهم الفورية بعيدا عن السفارات التي تقع مسؤولية حمايتها وتأمينها على الحكومة العراقية، وعدم الاعتداء أو التحرش بالسفارات الذي هو فعل ستمنعه القوات الأمنية بصرامة والتي لم تتدخل لغاية الآن لتفريقهم، وسيعاقب عليه القانون بأشد العقوبات".
 

المصدر: وكالات

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر