إرهاب محلي أمريكي.. هجوم بالسكين داخل منزل حاخام في نيويورك

تعرض خمسة أشخاص، على الأقل، للطعن في هجوم داخل منزل حاخام يهودي في ولاية نيويورك الأمريكية.
 
وقال مجلس الشؤون العامة لليهود الأرثوذكس إن الحاخام كان يستضيف فعالية دينية في منزله، شمالي نيويورك.
 
ووصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العداء للسامية بأنه "وباء شرير".
 
وقالت الشرطة إن منفذ الهجوم لاذ بالفرار فور طعن عدة أشخاص، لكنه الآن رهن الاحتجاز بعد أن ألقي القبض عليه في وقت لاحق.
 
وقال حاكم ولاية نيويورك، أندرو كومو، إن حادث الطعن الذي استهدف منزل الحاخام عمل "إرهابي محلي".
 
وأضاف كومو في مؤتمر صحفي أن الكراهية القائمة على العرق واللون والدين "سرطان ينخر في جسم السياسة الأمريكية".
 
ودعا إلى تشريع قانون لمكافحة الإرهاب المحلي لمواجهة مثل هذه الجرائم.
 
وقال شهودعيان إن المهاجم اقتحم المنزل وسحب سكينا كبيرا وبدأ في مهاجمة الناسالذين ألقوا بالطاولات والكراسي عليه، فحاول بعد ذلك التسلل إلى كنيس مجاور قبل أن يفر في سيارة.
 
وأشار مجلس الشؤون العامة لليهود الأرثوذوكس في تغريدة على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر إلى أن أحد المصابين تلقى ست طعنات، على الأقل.
 
وقالت الشرطة إن اثنين من المصابين مازالا في المستشفى.
 
ويأتي هذا الهجوم بعد يوم واحد من إعلان شرطة نيويورك عن تسيير دوريات شرطة في المناطق السكنية ذات الأغلبية اليهودية عقب تهديدات وهجمات يبدو أنها معادية للسامية.
 

ماذا قال حاكم نيويورك؟

قال حاكم نيويورك أندرو كومو إن عملية الطعن "عمل مهين وجبان".
 
ووصف في بيان رسمي، الهجوم بأنه "مقلق للغاية"، لكنه قال إنه ليس حادثا معزولا. وأضاف أن العداء القائم على أساس العرق والدين والمواطنة بات ينتشر في جميع أنحاء البلاد.
 
وقال حاكم الولاية "لمجرد أن المهاجمين لم يأتوا من بلد آخر فهذا لا يعني أنهم ليسوا إرهابيين. يجب محاكمتهم كإرهابيين محليين".
 
وأضاف "لن نسمح بانتشار هذا السم. لا أحد يستطيع أن يهزم هذه المقاطعة، لكن الدولة يمكنها أن تهزم نفسها".
 
وقال إن "معاداة السامية والتعصب من أي نوع كان، عمل بغيض ومناف لقيم قبول الآخر والتنوع الأمريكية"،مشددا على أنه لن يكون هناك أي تسامح مطلقا مع مثل هذه الأعمال التي تحض على الكراهية".
 

ماذا حدث؟

هاجم شخص معه سكين كبير احتفالا بمناسبة "عيد الأنوار" اليهودي في منزل الحاخام حوالي الساعة العاشرة مساء بالتوقيت المحلي يوم السبت، وفقا لشبكة سي بي إس الأمريكية.
 
وقال يوسي جستتنر، وهو عضو مؤسس في مجلس الشؤون العامة لليهود الأرثوذوكس في منطقة هادسون فالي في نيويورك: "كان بالمنزل العشرات من الناس".
 
وقال أرون كون، الذي كان في المنزل أثناء الهجوم، لوسائل إعلام "كنت أصلي من أجل حياتي. فقد بدأ المهاجم مهاجمة الناس بمجرد دخوله المنزل. وكان هجوما مباغتا لم نتمكن من التعامل معه".
 
وأضاف أن منفذ الهجوم حاول التسلل إلى كنيس يهودي بالقرب من منزل الحاخام، لكن الموجودين في الداخل أغلقوا الأبواب.
 
وقال مراسلون صحفيون إن منفذ الهجوم لاذ بالفرار، كما أكد شهود عيان أنه استقل سيارة بدون لوحات أرقام.
 
وقالت الشرطة، في وقت لاحق، إنها رصدت سيارة تطابقت مع وصف الشهود وتمكنت من القبض على المشتبه به.
 

ردود الفعل؟

قال الرئيس الأمريكي، بعد الهجوم، إنه يجب القتال ضد معاداة السامية التي وصفها بأنها "وباء شرير"
 
وقالت ابنته إيفانكا، التي اعتنقت اليهودية، إن حادث الطعن "شر محض".
 
وأعرب الرئيس الاسرائيلي، روفين ريفلين، عن "صدمته وغضبه" من الهجوم.
 
وقال، في بيان رسمي، إن "تزايد معاداة السامية ليس مجرد مشكلة يهودية وبالتأكيد ليس مشكلة دولة إسرائيل فقط".
 
وأضاف "يجب أن نعمل معا لمواجهة هذا الشر، الذي يرفع رأسه مجددا ويشكل تهديدا حقيقيا في جميع أنحاء العالم".
 
وقالت المدعية العامة في نيويورك، لتيشا جيمس، إنها "منزعجة للغاية" من الوضع.
 
وأضافت في تغريدة على موقع تويتر "لن يكون هناك تسامح مع أعمال الكراهية من أي نوع وسنستمر في مراقبة هذا الوضع المروع".
 
وقال العضو البارز في الاتحاد اليهودي في مقاطعة روكلاند، ستيف جولد، إن الولايات المتحدة خذلت الجالية اليهودية.
 
وأضاف "كان والداي من الناجين من الهولوكوست، وقد جعلني أبي أتعهد ببذل قصارى جهدي لمنع حدوث ذلك مرة أخرى. واليوم يمكنني أن أقول إنني خذلت والدي. لقد خذلت الولايات المتحدة والدي وجميع الناجين من المحرقة. هذا الوضع لا يمكن أن يستمر".
 

هل تتزايد الهجمات المعادية للسامية في الولايات المتحدة؟

قالت وحدة مكافحة جرائم الكراهية بشرطة مدينة نيويورك الجمعة، إنها تحقق في ثمانية حوادث معادية للسامية تم الإبلاغ عنها منذ 13 ديسمبر/ كانون الأول.
 
وتضمنت هذه الحوادث تهديدا من رجل دخل مقر منظمة الجالية الأرثوذكسية في بروكلين وهدد بإطلاق النار على شخص ما. وفي حادثة أخرى، صفعت امرأة تبلغ من العمر 30 عاما ثلاث نساء يهوديات.
 
وقال مفوض إدارة شرطة نيويورك، ديرموت شيا، إن جرائم الكراهية في مدينة نيويورك ارتفعت بنسبة 22% هذا العام.
 
وأضاف "ستجد شعار النازية مرسوما على الجدران، وحجارة تلقى على النوافذ فتكسرها، كما يمكنك رؤية امرأة ينزع شعرها المستعار بينما هي تمشي في الشارع مع أطفالها".
 
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال مسؤولون في نيوجيرسي إن الشرطة تحقق في هجوم مسلح أسفر عن مقتل شرطي وثلاثة أشخاص في سوبر ماركت يهودي، على أساس أنه "عمل إرهابي محلي محتمل، تغذيه معتقدات معاداة السامية ومعاداة إنفاذ القانون على حد سواء".
 
وفي إبريل / نيسان، قتل مسلح حاخاما وأصاب ثلاثة أشخاص في كنيس يهودي في سان دييغو.
 
وجاء هذا الهجوم بعد ستة أشهر بالضبط من أكثر هجمات معاداة للسامية دموية في تاريخ الولايات المتحدة، عندما قتل مسلح 11 مصل في كنيس تري أوف لايف في بيتسبرغ.
 
 
المصدر: بي بي سي

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر