يفترشون العراء مع عائلاتهم.. تشريد 140 ألف طفل من ريف إدلب السورية في اسبوعين

 
أعلنت الأمم المتحدة، الجمعة 27 ديسمبر/كانون الأول 2019، تشريد أكثر من 140 ألف طفل من ريف إدلب الجنوبي شمال غربي سوريا؛ من جراء العنف المتصاعد بالمنطقة منذ أكثر من أسبوعين.
 
جاء ذلك في بيان أصدره ستيفان دوغريك، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، تلقت الأناضول نسخة منه.
 
منذ نحو أسبوعين، تشهد إدلب -خصوصاً ريفيها الجنوبي والشرقي- حملة عسكرية عنيفة تشنها قوات النظام السوري المدعوم روسيّاً.
 
حيث ذكر البيان أن «مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية لا يزال يشعر بقلق عميق على سلامة وحماية أكثر من 3 ملايين مدني في إدلب، تشرد أكثر من نصفهم داخلياً، مع تصاعد العنف في الأسبوعين الماضيين».
 
أضاف أن «الأمم المتحدة تلقت تقارير مقلقة عن مقتل ما لا يقل عن 12 شخصاً، بينهم 4 أطفال؛ من جراء غارة جوية في أثناء نزوحهم قرب بلدة سراقب، الثلاثاء الماضي».
 
تابع أن «الظروف الشتوية تزيد من تفاقم الوضع الإنساني، وتضطر العائلات إلى الفرار من الأمطار الغزيرة ودرجات الحرارة في الليل القريبة من التجمد».
 
أردف: «يُقال إن أكثر من 100 ألف من الفارين، الأسبوع الماضي، يعيشون الآن في مخيمات وبمبانٍ مدمرة جزئياً وتحت الأشجار، في حين يبيت بعضهم بالعراء».
 
ذكر البيان أيضاً أنه «وفق التقديرات الحالية، نزح أكثر من 235 ألف شخص من ريف إدلب الجنوبي منذ 12 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، وضمن ذلك 140 ألف طفل على الأقل».
 
من جهتها عبَّرت منظمة الصحة العالمية عن قلقها الكبير بشأن الوضع الصحي للمدنيين بمحافظة إدلب شمال غربي سوريا.
 
أشارت إلى أنها تشعر بقلق عميق إزاء تدهور الأوضاع الصحية في شمال غربي سوريا.
 
لفت البيان إلى أن الهجمات التي تستهدف المدنيين تولّد تأثيراً سلبياً، وتجعل الوضع الإنساني في إدلب أكثر صعوبة.
 
أوضح أن 12 مليون شخص في سوريا بحاجة إلى خدمات صحية، 2.7 مليون منهم شمال غربي البلاد.
 
لفت البيان إلى أن 500 ألف شخص في جنوبي إدلب، بحاجة إلى خدمات صحية عاجلة، بالتزامن مع إغلاق 14 مركزاً صحياً أساسياً ومستشفيَين في المنطقة، بسبب الظروف الأمنية.
 
أضاف أن استمرار الهجمات التي تستهدف المنطقة، قد يؤدي إلى تعليق العمل في 42 مؤسسة صحية.
 
كما لفت إلى أن سوريا شهدت منذ نوفمبر تشرين الثاني، استهداف 83 مركزاً صحياً، منها 63 مركزاً في محافظة إدلب.
 
كشف البيان أن التوترات العسكرية الأخيرة في المنطقة أدت إلى وقوع إصابات بين المدنيين وتفاقم معاناة السكان، ونزوح نحو 130 ألف شخص، بينهم نساء وأطفال وكبار في السن، عن منازلهم.
 
وتتواصل أزمة النازحين الذين فروا من قصف النظام وروسيا شمالي سوريا، رغم توقُّف القصف قبل يومين، بعد ضغوط تركية.
 
يعاني مئات آلاف النازحين الذين وصلوا إلى المناطق القريبة من الحدود السورية-التركية، عدم توافر أماكن وخيم لاحتوائهم مع اشتداد البرد بالمنطقة، إلى جانب النقص المزمن في الغذاء والاحتياجات الأساسية.
 
وبات مشهد افتراش النازحين ومعهم أطفالهم الأرض وهم يلفُّون أنفسهم بالبطانيات؛ لدرء البرد، حتى أصبحت الخيمة حلماً صعب المنال.


المصدر: الاناضول

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر