أعلنوا رفضهم لورقة الأحزاب.. آلاف العراقيين يواصلون تظاهراتهم ببغداد وتسع محافظات أخرى

شهدت الساحات العامة في العاصمة العراقية بغداد وعدة مدن بمحافظات الوسط والجنوب، مظاهرات حاشدة، الجمعة 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، استمراراً للحراك الشعبي ورفضاً لما يُعرف بـ «ورقة الإصلاح» التي طرحتها أحزاب رئيسية قبل أيام؛ في مسعى لتهدئة المحتجين.
 
وقد عبَّر المتظاهرون عن رفضهم ورقة الإصلاح التي تبنتها الأحزاب الرئيسية في البلاد قبل ثلاثة أيام، معتبرين أنها محاولة من الأحزاب للالتفاف على مطالب المتظاهرين وتسويفها.
 
وتتضمن «الورقة الإصلاحية» إجراء إصلاحات واسعة، بينها سن تشريع جديد للانتخابات، وتشكيل مفوضية مستقلة للانتخابات، من شأن ذلك صعود مستقلين وشباب إلى مركز القرار، وإصدار قرارات وتشريعات أخرى لتحسين الخدمات وتوفير فرص عمل.
 
وأمهل قادة الأحزاب الحكومةَ والبرلمانَ 45 يوماً لتنفيذ الإصلاحات، وإلا فإنها قد تلجأ إلى خيار الإقالة وإجراء انتخابات مبكرة.
 
وأفاد مراسل الأناضول بأن عمليات كرٍّ وفرٍّ ما زالت مستمرة بين المتظاهرين وقوات الأمن قرب جسر الأحرار وشارع الرشيد وسط بغداد، رغم سقوط قتلى من المحتجين قبل ساعات.
 
وتوافد آلاف العراقيين إلى الشوارع والساحات العامة بعد صلاة الجمعة في بغداد و9 محافظات أخرى وسط وجنوب البلاد، هي: ديالى، بابل، ميسان، ذي قار، الديوانية، كربلاء، البصرة، المثنى، النجف.
 
ولوَّح المتظاهرون بالأعلام العراقية، ورفعوا لافتات تطالب برحيل الحكومة والأحزاب «الفاسدة» التي تحكم البلاد منذ الإطاحة بالنظام العراقي السابق عام 2003.
 
وردد المتظاهرون هتافات ضد «فساد المسؤولين»، وكذلك إيران التي تربطها صلة وثيقة بالأحزاب الشيعية الحاكمة، وتتمتع بنفوذ واسع في العراق، وفق ما يقوله محتجون ومراقبون.
 
وقالت هدى، وهي متظاهرة ببغداد تحدثت لـ «الأناضول»، وطلبت عدم ذكر بقية اسمها: «القرارات التي خرج بها قادة الأحزاب قبل أيام، لا تلبي مطالب المتظاهرين».
 
وأضافت أن المحتجين في العراق لم يعدوا يثقون بهذه الأحزاب الحاكمة ولا بالإصلاحات التي يتعهدون بإجرائها، لأن المنظومة باتت فاسدة ولا يمكن البناء عليها.
 
واعتبرت هدى أن الورقة الإصلاحية للأحزاب مجرد محاولة للالتفاف على مطالب الاحتجاجات وتسويفها وكسب الوقت.
 
وختمت حديثها بالقول: «نحن باقون هنا إلى أن يقرر المسؤولون الرحيل».
 
وتشهد محافظات وسط وجنوب البلاد انضماماً متزايداً لأبناء العشائر والنقابات المهنية مثل الأطباء والمهندسين إلى الاحتجاجات.
 
وقال ثامر جميل، وهو متظاهر في مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار لـ «الأناضول»، إن «المتظاهرين مطالبهم واضحة، لكن المسؤولين لا يودُّون سماعها».
 
وأوضح: «نطالب بتشريع قانون عادل للانتخابات وتشكيل مفوضية مستقلة للانتخابات؛ ومن ثم الذهاب إلى انتخابات مبكرة بإشراف دولي».
 
وأشار جميل إلى أن القوانين والمؤسسات القائمة على الانتخابات تخدم مصالح الأحزاب، لأنها فصَّلتها على مقاسها، مشدداً بالقول: «البلد بحاجة إلى تغيير، ونحن هنا من أجل هذا الهدف».
 
بدوره، اعتبر المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني، أنَّ سن تشريع الانتخابات قد يمهد الطريق لنزع فتيل الأزمة في البلاد.
 
وقال السيستاني في بيان تلاه ممثله عبد المهدي الكربلائي، خلال خطبة الجمعة بمدينة كربلاء، إن من الضروري «الإسراع في إنجاز قانون الانتخابات وقانون مفوضيتها، لأنهما يُمهدان لتجاوز الأزمة الكبيرة التي يمر بها البلد».
 
وجدد السيستاني تأكيده «سلمية التظاهرات الاحتجاجية وخلوها من العنف والتخريب».
 
وشدد في الوقت نفسه على «حرمة الدم العراقي»، وضرورة استجابة القوى السياسية للمطالب المُحقة للمحتجين».
 
وبينما كان السيستاني يفتي بـ «حرمة الدم العراقي»، كانت مواجهات عنيفة تدور بين المتظاهرين وقوات الأمن قرب جسري الأحرار والسنك وسط بغداد.
 
وأبلغ مصدر طبي حكومي، الأناضول، أن 4 متظاهرين قُتلوا وأصيب 40 آخرون؛ من جراء إطلاق قوات الأمن الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع، على المحتجين في بغداد.
 
ويأتي سقوط هؤلاء الضحايا، بعد يوم واحد فقط من مقتل 6 متظاهرين وإصابة عشرات آخرين على يد قوات الأمن وسط بغداد.
 
وتدور مواجهات بين المحتجين وقوات الأمن، منذ نحو أسبوعين، قرب جسري الأحرار والسنك الحيويين اللذين يؤديان إلى المنطقة الخضراء، حيث معقل الحكومة ومكاتب البعثات الدبلوماسية الأجنبية.
 
ومنذ بدء الاحتجاجات مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، سقط في أرجاء العراق 339 قتيلاً و15 ألف جريح، وفق إحصاء أعدته الأناضول، استناداً إلى أرقام لجنة حقوق الإنسان البرلمانية، ومفوضية حقوق الإنسان (رسمية تتبع البرلمان)، ومصادر طبية وحقوقية.
 
والغالبية العظمى من الضحايا من المحتجين الذين سقطوا في مواجهات مع قوات الأمن ومسلحي فصائل شيعية مقربة من إيران.


المصدر: الاناضول

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر