باكستان مستعدة للحوار مع الهند حول كشمير لكنها سترد في حال تعرضت لهجوم

أكد رئيس وزراء باكستان عمران خان الثلاثاء أن بلاده مستعدة لمساعدة الهند في التحقيق في هجوم هو الأعنف في إقليم كشمير منذ عقود لكنها سترد في حال شنت نيودلهي هجوما، وسط تفاقم التوتر بين الدولتين اللتين تمتلكان السلاح النووي.
 
واستغلّ خان خطاباً بثّ عبر التلفزيون ليدعو نيودلهي إلى تقديم "أدلة" على تورط إسلام اباد في تفجير انتحاري في الشطر الذي تديره الهند من كشمير، أدى إلى مقتل 41 عسكريا هنديا على الأقل.
 
وتبنت جماعة "جيش محمد" المتمركزة في باكستان الهجوم، في حين تعهد مسؤولون هنود بأن مرتكبي هذا الهجوم الانتحاري "سيدفعون ثمنا غاليا".
 
وأكد خان في خطابه، إذا هاجمت الهند "فإن باكستان لن تفكّر بالانتقام فحسب بل باكستان ستنتقم".
 
وتنفي باكستان علاقتها بالهجوم. وقال خان الثلاثاء إنه إذا كانت هناك جماعات تستخدم الأراضي الباكستانية لإطلاق هجمات، "فهي خصم لنا، وما تقوم به هو ضدّ مصلحتنا".
 
وتابع متوجهاً إلى الهند "إذا كانت لديكم أدلة قابلة للاستخدام على تورط باكستانيين، اعطونا إياها وأضمن لكم أننا سنتخذ إجراءات".
 
ورأى أنه "من السهل جداً إشعال حرب"، آملاً أن "يسود المنطق".
 
وكشمير منقسمة بين الهند وباكستان منذ الاستقلال عن بريطانيا في عام 1947. وتطالب الدولتان بكشمير كاملةً، وخاضتا حربين مرتبطتين بالنزاع.
 
وتتهم الهند باكستان منذ وقت طويل بتدريب وتسليح عناصر مقاتلة في كشمير لإطلاق هجمات على الأراضي الهندية، بينما تتعهد إسلام أباد مراراً بضرب هذه العناصر اذا قدمت الهند دليلاً على تورطها.
 
-"تهدئة التوترات"-
 
بعد وقت قصير من خطابه، نشر على الحساب الرسمي لخان صورة له كتب عليها "لا تعبثوا مع بلدي". غير أن الصورة أزيلت بعد أقل من ساعة على نشرها وبعد حيازتها على حوالى 30 ألف إعجاب.
 
ونشر على الحساب الرسمي بعد ذلك مقاطع فيديو مقتطعة من الخطاب.
 
ويأتي خطاب خان فيما تقول الهند إنها قتلت المسؤولين المزعومين عن الهجوم.
 
وأكد الجيش الهندي الثلاثاء أن التفجير "من تخطيط" باكستان، خصوصاً من قبل جهاز استخباراتها القوي.
 
وأكد الجيش الهندي الثلاثاء أن قواته قتلت ثلاثة من عناصر المجموعة المسلحة بينهم باكستانيان أحدهما قائد عملياتها في كشمير. وقال اللفتنانت جنرال كنوال جيت سنغ ديلون خلال مؤتمر صحافي في سريناغار إن العملية جرت الاثنين في إقليم بولواما حيث وقع الاعتداء. وأكد كذلك مقتل أربعة جنود وشرطي ومدني في تبادل إطلاق النار.
 
وقال اللفتنانت جنرال ديلون إن "جيش محمد صنيعة الجيش الباكستاني وجهاز الاستخبارات الباكستانية".
 
وأثار الهجوم غضباً عاماً في الهند. وسجلت حالات اعتداء متعددة على كشميريين، فيما جرت اعتقالات على خلفية تعليقات على وسائل التواصل داعمة لباكستان أو للمسلحين.
 
ويواجه رئيس الوزراء ناريندا مودي ضغطاً متصاعداً للتصرف فيما ينتظر من حكومته الهندوسية القومية الدعوة لانتخابات وطنية خلال أسابيع.
 
وقامت الحكومة الهندية بالفعل بسحب امتيازات تجارية لباكستان، وأنهت حماية الشرطة لأربعة قادة كشميريين انفصاليين، كما علّقت بعض الخدمات عبر الحدود.
 
في الأثناء، يتواصل العنف في كشمير، مع مقتل 9 عسكريين هنود الاثنين في معارك مع مسلحين، بحسب السلطات، ما يزيد من الضغط على الحكومة الهندية.
 
وفي وقت سابق الثلاثاء، طلب وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش التدخل في هذا العنف المتصاعد.
 
وكتب قرشي: "على الأمم المتحدة التدخل لنزع فتيل التوتر"، وذلك في رسالة شاركها مع الصحافيين.
 
وفي وقت سابق هذا الأسبوع، تعهدت السعودية بالعمل على "تهدئة" الأوضاع خلال زيارة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى إسلام أباد. ومن المقرر أن يزور الهند الثلاثاء والأربعاء.
 
وكشمير هي من أكثر المناطق عسكرةً في العالم، مع 500 ألف عسكري هندي منتشر فيها منذ اندلاع التمرد في عام 1989. والعديد من الجماعات المسلحة باتت الآن متورطة في النزاع.
 
وقتل بسبب النزاع عشرات الآلاف من المدنيين، فيما ارتفع مستوى العنف منذ عام 2016 مسفراً عن 600 قتيل العام الماضي، الأعلى منذ عقود.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر