إعادة فتح معبر القنيطرة المغلق منذ أربع سنوات بين سوريا والجولان المحتل

أعيد الإثنين فتح المعبر الوحيد بين سوريا والقسم المحتل من هضبة الجولان الواقع تحت السيطرة الإسرائيلية والمغلق منذ أربع سنوات بسبب الحرب في سوريا.
 
كما أعيد فتح معبر نصيب جابر بين سوريا والأردن، الشريان الحيوي لاقتصاد البلدين، بعد تمكن الجيش السوري في تموز/يوليو الماضي من استعادة السيطرة على المعبر،من فصائل المعارضة.
 
في الوقت نفسه، أعلن وزيرا الخارجية السوري وليد المعلم والعراقي ابراهيم الجعفري من دمشق قرب افتتاح معبر البوكمال بين بلديهما.
 
وتشكل إعادة افتتاح المعابر الحدودية مؤشرا جديدا على استعادة النظام السوري الى حد كبير زمام الأمور في سوريا بعد سبع سنوات من الحرب.
 
وجاء افتتاح معبر القنيطرة نتيجة اتفاق تم التوصل اليه الجمعة بين الأمم المتحدة وإسرائيل وسوريا. وقد اجتازت سيارتان تابعتان للأمم المتحدة السياج الذي فتح أمامهما من الجانب الإسرائيلي من معبر القنيطرة.
 
وجرى احتفال صغير متواضع هناك.
 
على الجانب السوري، تجمّع عشرات من الجنود السوريين وعناصر الشرطة العسكرية الروسية، بالإضافة الى عدد من وجهاء القنيطرة. ورفع مسؤول حكومي علماً سورياً كبيراً على سارية، يكان يمكن رؤية ُقبالتها على بعد حوالى 500 متر علماً إسرائيلياً، وآخر للأمم المتحدة.
 
وحضرت سيارات وممثلون عن الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر. وانتشر عدد من عناصر القوات الدولية على جانبي الطريق.
 
ويستخدم معبر القنيطرة أساسًا عناصر قوة الأمم المتحدة المولجون مراقبة فض الاشتباك. وتتألف قوة "اندوف" من حوالى 1000 جندي يقومون بمراقبة خط وقف إطلاق النار الذي يفصل الأجزاء التي تحتلها إسرائيل من مرتفعات الجولان والاراضي السورية.
 
واستأنفت قوات الامم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك دورياتها في منطقة المعبر في آب/أغسطس بعد ان انسحبت منها في 2014 عند سيطرة فصائل مسلحة ترتبط بتنظيم القاعدة على المنطقة بعد ثلاث سنوات من بدء الحرب السورية.
 
وعادت القوات الدولية إلى المنطقة بعد أن تمكنت القوات السورية مدعومة من روسيا من استعادة السيطرة على المنطقة القريبة من مرتفعات الجولان وإخراج الفصائل المسلحة من "منطقة خفض التصعيد".
 
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي اليوم إن المعبر سيفتح مرتين في اليوم في مرحلة أولى، وسيقتصر استخدامه على قوات الأمم المتحدة.
 
وكان المواطنون الدروز السوريون الذين يعيشون في الجانب الاسرائيلي يستخدمونه في الماضي للعبور الى سوريا للزواج أو للدراسة.
 
وعبر مواطنون دروز الإثنين عن فرحتهم بإعادة فتح المعبر.
 
ووصف نزيه إبراهيم (65 عاما) الذي جاء الى المكان في الجانب الاسرائيلي ليشهد الافتتاح، المعبر بأنه " شريان الحياة"، قائلا " كل أسرة درزية في الجولان لديها عائلة في سوريا. نريد أن نكون مع آبائنا وعائلاتنا".
 
وأعلن الجيش الإسرائيلي الشهر الماضي أنه أغلق مستشفى ميدانيا أقامه في الجولان السوري المحتل بمحاذاة السياج الفاصل كان يعالج مرضى وجرحى سوريين خلال المعارك، بعد ان توقف نشاطه مؤخرا.
 
ويرى مدير قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة تل أبيب ايال زيسسر "أن إعادة فتح المعبر هو جزء من العودة الى الوضع الطبيعي بعد انتهاء الحرب الاهلية في سوريا".
 
وأضاف "الحدود بين اسرائيل وسوريا كانت هادئة جدا قبل بدء الحرب الاهلية السورية والعودة الى طبيعة ما كانت عليه قبل الحرب، ستكون مريحة جدا لاسرائيل".
 
واحتلت اسرائيل هضبة الجولان في 1967، وأعلنت ضمها في 1981، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
 
ولا يزال البلدان في حالة حرب معلنة، رغم أن الحدود كانت هادئة طوال عقود قبل أن تبدأ الحرب الأهلية في سوريا في عام 2011.
 
- الاردن والعراق -
 
وتم الاثنين أيضا فتح معبر جابر نصيب الحدودي الرئيسي بين الأردن وسوريا بعد نحو ثلاث سنوات على إغلاقه بسبب النزاع في سوريا.
 
وتمكن الجيش السوري في تموز/يوليو الماضي من استعادة السيطرة على معبر نصيب الذي أغلق في 2015 بسبب المعارك بين القوات النظامية وفصائل المعارضة، وكذلك أغلقت كل حدود سوريا مع الأردن والتي كانت شريانا مهما لاقتصاد البلدين.
 
ووقف أكثر من عشرة من رجال الأمن والشرطة والجمارك الأردنيين قرب البوابة، بينما اصطفت سيارات أردنية في طابور استعدادا للدخول الى الجانب السوري، بحسب مراسلي فرانس برس.
 
وبمجرد فتح المعبر، تقدمت سيارة دفع رباعي سوداء اللون في اتجاه سوريا، وكان يقودها المستثمر السوري هشام فليون الذي قال لفرانس برس "أنا سعيد جدا وشعوري لا يوصف". و"أقول للجميع سوريا آمنة وسوريا بخير ولا يوجد أجمل من سوريا".
 
وبلغت قيمة التبادل التجاري بين الأردن وجارته الشمالية في 2010 نحو 615 مليون دولار، قبل أن تتراجع تدريجيا بسبب الحرب التي اندلعت عام 2011.
 
كما تأمل دمشق في إعادة تفعيل هذا الممر الاستراتيجي وتنشيط الحركة التجارية مع الأردن ودول الخليج، نظرا للفوائد الاقتصادية.
 
في دمشق، أعلن وزيرا الخارجية السوري والعراقي أن عملية افتتاح معبر البوكمال، المعروف من الجهة العراقية بالقائم، باتت "وشيكة".
 
وقال المعلم خلال المؤتمر الصحافي المشترك "ننظر الآن في مصلحة الشعبين السوري والعراقي لفتح معبر البوكمال.. في أقرب وقت".
 
وقال الجعفري إن عملية افتتاح المعابر بين البلدين "ستكون وشيكة وإن أخذت بعض الوقت".
 
وتربط ثلاثة معابر بين البلدين، أبرزها البوكمال وهو المعبر الوحيد الذي تسيطر عليه القوات الحكومية من الجهة السورية في الوقت الراهن.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر