رغم "مفاوضات التهدئة" في غزة.. سيناريوهات "التصعيد" ما تزال مطروحة

اتفق محللان متخصصان بالشأن العسكري على أن انخراط حركة "حماس" في مفاوضات تهدئة مع إسرائيل برعاية مصرية وقطرية وأممية، لا ينفي احتمالية اندلاع عدوان جديد على قطاع غزة؛ خاصة في حال فشل تلك المفاوضات.
 
وبعد ظهر اليوم الثلاثاء، قتل الجيش الإسرائيلي عنصرين من الجناح المسلح لحركة حماس، في قصف مدفعي استهدف موقعا شمالي قطاع غزة.
 
بدوره، قال الجيش الإسرائيلي، في بيان وصل "الأناضول" نسخة منه، إنه قصف الموقع، ردا على تعرض إحدى قواته لإطلاق نار، وهو الأمر الذي لم تؤكده أي جهة فلسطينية.
 
وأضاف الجيش الإسرائيلي في بيانه:" سنتحرك ضد أي نية هجومية وأي اعتداء ضد قواتنا (..) حركة حماس مسؤولة عن كل ما يحدث في قطاع غزة أو ينطلق منه".
 
وقد أدت حوادث كهذه، وقعت خلال الأسابيع الماضية، إلى نشوب معارك قصيرة، بين حركي حماس والجهاد الإسلامي، والجيش الإسرائيلي، توقفت بعد تدخل وساطات مصرية وأممية.
 
وكان مجلس الوزراء المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، قد أعلن أول من أمس الأحد، أن "الجيش الإسرائيلي مستعد لأي سيناريو".
 
وفي المقابل، كشف مصدر فلسطيني، مطلع لوكالة الأناضول، أمس الإثنين أن اجتماعا هاما عقد بين القيادة السياسية لـ"حماس"، وقيادة المجلس العسكري لكتائب " القسّام"؛ للاطلاع على مستوى "الاستعداد والجهوزية العسكرية".
 
وقال المصدر الفلسطيني، الذي رفض الكشف عن هويته إن "قيادة كتائب القسّام أكدت (خلال الاجتماع) على قدرتها تكبيد العدو (الإسرائيلي) خسائر لا تطيقها حكومته أو جبهته الداخلية (مجتمعه)".
 
وتأتي هذه التطورات رغم بلورة مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف إلى جانب مصر، مقترحا للتهدئة بين حماس وإسرائيل في أعقاب أشهر من التوتر على خلفية "مسيرات العودة"، التي انطلقت نهاية مارس/ آذار الماضي.
 
وقال واصف عريقات، المحلل والمختص بالشؤون الاستراتيجية، في حديثه، إن احتمال فشل المفاوضات وعدم الوصول إلى التهدئة هو أمر وارد.
 
وأوضح لوكالة الأناضول أن الخبر الصحفي الذي تحدث عن اجتماع قيادة حماس السياسية، بقيادة كتائب القسام، للاطلاع على جاهزيتها، له دلالات مهمة أبرزها "أن المقاومة الفلسطينية تؤكد أنها لن تتنازل عن خيار المقاومة المسلحة رغم انخراطها بمفاوضات للتهدئة مع إسرائيل".
 
وتابع قائلا:" حينما يكون هناك حديث عن مفاوضات تهدئة يذهب اعتقاد الناس أنه سيتم بعيدا عن الخيار العسكري خاصة وأن الاحتلال ما زال موجدا فهذا يؤثر على معنويات الناس".
 
ويعتقد عريقات أن حماس أرادت أن تؤكد لحاضنتها الشعبية أن المقاومة "ستبقى مستمرة حتى زوال الاحتلال، والمفاوضات لن تلغيها".
 
كما يأتي الاجتماع، بحسب عريقات، في ذروة الحديث عن مفاوضات التهدئة، وتهديدات القيادة الإسرائيلية بأن "بديل التهدئة هو التصعيد".
 
ويستبعد عريقات أن يشير الاجتماع إلى "أن المفاوضات في طريقها إلى الفشل وأن المقاومة تدرس خيار الحرب".
 
كما يوضح أن حركة "حماس"، ومن خلفها الفصائل الفلسطينية، لديها موقف قوي في المفاوضات الجارية، لافتا إلى ضرورة استغلاله.
 
واعتبر أن "احتضان الشعب الفلسطيني للمقاومة السلمية (حراك مسيرة العودة) يعطي حركة حماس عوامل قوة إلى جانب ملف الأسرى الإسرائيليين بيد كتائب القسام".
 
وتابع قائلا:" ما يزيد من موقف القوة لدى الشعب الفلسطيني أنه صاحب الحق، وأنه في حالة رد ودفاع عن النفس، من الاعتداءات الإسرائيلية، إلى جانب رغبة إسرائيل في تهدئة جبهة غزة، كي تتفرغ للجبهة الشمالية (سوريا ولبنان)".
 
ويتفق مع عريقات، يوسف الشرقاوي، المختص في الشؤون العسكرية، الذي قال إن طرح خبر "اجتماع قيادتي حماس والقسام"، يشير إلى أن الحركة "تطرح ورقة قوتها العسكرية على الطاولة من أجل التأثير على مفاوضات التهدئة".
 
وتابع لوكالة الأناضول:" من وجهة نظر حماس يجب الاستقواء بالجانب العسكري، من أجل تحصيل أكثر ما يمكن تحصيله في المفاوضات".
 
ويعتقد أن طرح "حماس لعوامل قوتها، في هذا التوقيت، يأتي من أجل أن تنتزع تهدئة بشروطها هي، لا بشروط إسرائيل".
 
وأشار إلى وجود فجوة ما بين المطالب الفلسطينية من أجل الوصول إلى التهدئة، ورؤية الجانب الإسرائيلي".
 
ورأى أن الحركة "تدير معركتها مع إسرائيل بكل قوة وحنكة، وقد تنجح في انتزاع التهدئة".
 
لكن يبقى احتمال فشل المفاوضات، بحسب الشرقاوي، وراد، وذلك ما أشارت إليه حركة حماس "بتأكيدها على استعداها لأي تصعيد محتمل".

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر