خلال استقباله في البيت الأبيض.. ترامب يشيد "بالصداقة القوية" مع ولي العهد السعودي

[ "ترامب" مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في البيت الابيض في 20 مارس 2018 (أ ف ب) ]

حظي ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان باستقبال حافل من الرئيس الاميركي دونالد ترامب الثلاثاء في البيت الابيض، حيث اشاد الرئيس الاميركي ب"الصداقة القوية" بين واشنطن والرياض.
 
وأمام الكاميرات تم تبادل المصافحات والابتسامات والكلمات الودية بين ترامب وولي العهد السعودي.
 
وقال ترامب اثناء الاستعداد للغداء في البيت الابيض "يشرفني أن ارحب بولي العهد السعودي بيننا".
 
واضاف ان "العلاقات (بيننا) هي الان اقوى من اي وقت مضى. نحن نفهم بعضنا البعض ... ان صداقتنا فعلا قوية وعظيمة".
 
ويقوم الامير محمد بن سلمان (32 عاما) بأول زيارة له الى البيت الابيض كولي للعهد، منذ ان رسخ دوره كحاكم سياسي فعلي للمملكة المحافظة، وبدأت عملية الاصلاح الاقتصادي والسياسي والاجتماعي التي طالما طالب بها الغرب.
 
وقال ترامب في تطرق للتحول الذي تشهده السعودية "لقد حدثت بعض الامور الرائعة منذ زيارتك الاخيرة الى البيت الابيض".
 
وقال "لقد كنت ولي العهد، والان انت أكثر من ولي عهد" قبل ان يضيف انه يفتقد والد محمد الملك سلمان بن عبد العزيز، ويأمل في أن يراه قريبا.
 
وقد قربت رسالة الامير محمد الاصلاحية ووعده بالاستثمار السعودي في الولايات المتحدة بينه وبين الرئيس الاميركي المبتدئ في عالم السياسة والذي يكبره ب39 عاماً، وبين جاريد كوشنر صهر ترامب الشاب.
 
وقد اتفق ترامب والامير الشاب على مخاوفهما بشأن النشاط العسكري الايراني، وقضية السلام في الشرق الاوسط، والتخفيف من قوانين السعودية المحافظة بشدة، كما اجتمعا على حبهما للاستثمارات العالية التكلفة.
 
وقال ترامب "السعودية بلد ثري جدا، ونأمل أن تعطي الولايات المتحدة بعضا من ثروتها على شكل وظائف وعلى شكل شراء افضل معدات عسكرية في العالم".
 
- ما وراء الابتسامات -
 
وتخفي حملة العلاقات العامة الكبيرة لتلميع صورة الأمير الشاب والتصريحات بأن "العلاقات على أفضل مستوى لها في التاريخ"، العديد من المشاكل التي يمكن ان تفسد شهر العسل بين الطرفين.
 
ومع وصول الامير محمد بن سلمان الى واشنطن، تسربت انباء بأن شركة ارامكو السعودية العملاقة، غير متحمسة لادراج اسهمها في بورصة نيويورك، رغم أن ترامب سعى الى ذلك.
 
وتجنب ترامب الرد على سؤال حول هذه القضية الثلاثاء.
 
ورافق تلك الانباء التعبير عن القلق بشأن القانون الاميركي الذي يعرّض السعودية الى الملاحقة القضائية بسبب هجمات 11 أيلول/سبتمبر، وهو ما تسعى الرياض الى التخلص منه.
 
وقال ايهم كمال من مجموعة "يوراسيا غروب" للاستشارات ان "ادارة ترامب لن تتمكن من تقديم الضمانات الضرورية حول أية تغييرات للقانون الاميركي يمكن ان تطمئن السعودية، كما أن طرح اسهم ارامكو مهم للغاية لدرجة أنه لا يمكن تعريضه للخطر".
 
ومن بين نقاط الخلاف الاخرى الحرب في اليمن، حيث تقود السعودية تحالفا ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من ايران.
 
وتعتبر هذه الحرب المدمرة المستمرة منذ ثلاث سنوات، الامتحان المبكر للأمير الذي كان وزيرا للدفاع وقت اندلاع الحرب، ولكنها اتسمت بإحداث الكثير من الفظائع ضد المدنيين وتسببت في اسوأ أزمة إنسانية.
 
وبعد ساعات من مغادرة الامير محمد بن سلمان البيت الابيض، سيصوت الكونغرس على قوانين تهدف الى سحب الدعم العسكري والاستخباراتي الذي تقدمه الولايات المتحدة في تلك الحرب. ورغم أن التصويت قد لا يمر، ولكنه سيشكل تحذيرا واضحا للبيت الابيض.
 
ويتوقع كذلك ان يضغط ترامب على ضيفه لانهاء الازمة مع قطر التي أضرت بوحدة مجلس التعاون الخليجي والقت بالشك على خطط الرئيس الاميركي لعقد قمة اميركية خليجية في كامب ديفيد.
 
إلا أن المناقشات الأكثر حساسية يمكن ان تكون حول البرنامج النووي السعودي، الذي من المفترض أن يكون مدنيا، ولكن يمكن ان يصبح بسرعة برنامجاً لبناء سلاح نووي.
 
وصرح الامير محمد بن سلمان لتلفزيون سي بي اسي مؤخرا ان "السعودية لا ترغب في امتلاك قنبلة نووية، ولكن وبلا شك فإنه اذا طورت ايران قنبلة نووية، فإننا سنفعل ذلك بأسرع وقت ممكن".
 
وقالت مجموعة سوفان للاستشارات السياسية ان برنامج السعودية النووي هو "عقد ضخم وله كذلك تأثيرات جيوسياسية هائلة".
 
واضافت ان "تمرير الصفقة دون قيود (على الاسلحة النووية) قد يكون كارثيا".
 
ولكن اذا تصاعدت هذه الخلافات فمن المرجح ان لا يحدث ذلك الا خلف ابواب مغلقة.
 
وعقب زيارته الى واشنطن، سيبدأ الامير محمد جولة في الولايات المتحدة تشمل نيويورك وبوسطن وهيوستن، ولوس انجليس ووادي سيليكون. ويتوقع أن يبقى في الولايات المتحدة الى نهاية الاسبوع الاول من نيسان/ابريل.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر