مصر تكشف هوية انتحاري نفذ واحدا من تفجيري أحد السعف

[ قوات خاصة تابعة للشرطة تنتشر بعد هجوم انتحاري استهدف الكنيسة المرقسية ]

قالت وزارة الداخلية المصرية مساء يوم الأربعاء إنها توصلت إلى هوية أحد المفجرين الانتحاريين اللذين استهدفا كنيستين للأقباط الأرثوذكس خلال احتفالات أحد السعف في وقت سابق هذا الأسبوع مضيفة أنه عضو في "بؤرة إرهابية" استهدفت كنيسة في العام الماضي.

 

وقتل 45 شخصا على الأقل في تفجيرين استهدفا كنيسة مارجرجس بمدينة طنطا في بدلتا النيل والكنيسة المرقسية بمدينة الإسكندرية الساحلية. وأصيب نحو 125 آخرون.

 

وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد مسؤوليته عن التفجيرين وقال إن انتحاريين قاما بهما. وتوعد التنظيم المسيحيين بمزيد من الهجمات.

 

ودفع التفجيران الرئيس عبد الفتاح السيسي لإعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر في جميع أنحاء البلاد. وأصيب الأقباط بحالة من الصدمة والذعر بسبب تزايد استهداف المتشددين لهم.

 

وقالت وزارة الداخلية في بيان إن الانتحاري منفذ كنيسة الإسكندرية يدعى محمود حسن مبارك عبد الله ويبلغ من العمر 31 عاما. وأضافت أنه كان يقيم في محافظة السويس شرقي القاهرة ويعمل بإحدى شركات البترول.

 

وقتل 17 شخصا في تفجير الإسكندرية من بينهم سبعة من الشرطة. ووقع الهجوم أثناء وجود البابا تواضروس الثاني بطريرك الأقباط الأرثوذكس داخل الكنيسة المرقسية لرئاسة الصلوات لكنه لم يصب بأذى.

 

ونشرت الوزارة صورة شخصية للانتحاري على صفحتها الرسمية على فيسبوك ووضعتها إلى جوار صورة له التقطتها كاميرات المراقبة الأمنية. وهناك تشابه كبير بين ملامح الوجه في الصورتين.

 

وذكرت الوزارة أنها لا تزال تواصل جهودها لتحديد هوية منفذ تفجير كنيسة طنطا.

 

وأوضحت أنها توصلت لهوية عبد الله منفذ هجوم الإسكندرية من خلال "استخدام الوسائل والتقنيات الحديثة وفحص مقاطع الفيديو الخاصة بالحادثين ومضاهاة البصمة الوراثية لأشلاء الانتحاريين التي عُثر عليها بمسرح الحادثين مع البصمة الوراثية لأهلية (أهالي) العناصر الهاربة من التحركات السابقة والمشتبه فيهم."

 

وقالت الوزارة إن عبد الله كان يرتبط بإحدى "البؤر الإرهابية" التي يتولاها زوج شقيقته ويدعى عمرو سعد عباس إبراهيم (32 عاما) من سكان محافظة قنا بجنوب البلاد.

 

وأضافت أن إبراهيم "اضطلع بتكوين عدة خلايا عنقودية يعتنق عناصرها الأفكار التكفيرية الإرهابية.. فضلاً عن قناعة بعضهم بالأسلوب الانتحاري لاستهداف مقومات الدولة ومنشآتها وأجهزتها الأمنية ودور العبادة المسيحية."

 

وذكرت أن هذه البؤرة مسؤولة أيضا عن التفجير الانتحاري الذي استهدف الكنيسة البطرسية الملحقة بكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس بوسط القاهرة في ديسمبر كانون الأول. وخلف ذلك الهجوم 29 قتيلا أغلبهم نساء.

 

وقالت مصر آنذاك إن منفذ الهجوم يدعى محمود شفيق محمد مصطفى وكان يبلغ من العمر 22 عاما. وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن هذا الهجوم أيضا.

 

واتهمت وزارة الداخلية في بيانها يوم الأربعاء خلية تابعة لهذه البؤرة أيضا بالضلوع في استهداف نقطة تفتيش أمنية في محافظة الوادي الجديد بصحراء مصر الغربية في يناير كانون الثاني. وقتل ثمانية من رجال الشرطة في الهجوم بالإضافة إلى اثنين من المهاجمين.

 

وأعلنت الوزارة قائمة بأسماء وأعمار 19 من أعضاء "البؤرة الإرهابية" الهاربين على رأسهم عمرو سعد عباس إبراهيم ورصدت مكافأة مالية قدرها مئة ألف جنيه (حوالي 5500 دولار) لمن يدلي بمعلومات تساعد في إلقاء القبض عليهم.

 

ونشرت صورا لبعض المشتبه بهم. وتضمنت القائمة أسماء أشخاص كانت أعلنت وزارة الداخلية في السابق أنهم مطلوبون في قضية تفجير الكنيسة البطرسية في ديسمبر كانون الأول.

 

وذكرت وزارة الداخلية أن إحدى الخلايا التابعة لهذه المجموعة كانت تضم سبعة أشخاص قتلوا في مداهمة لمخبأ لهم بمنطقة جبلية في محافظة أسيوط بجنوب البلاد يوم الاثنين الماضي. وقالت الوزارة في بيان آنذاك إن السبعة يعتنقون أفكار تنظيم الدولة الإسلامية وكانوا يخططون لاستهداف دير وعدد من المسيحيين.

 

وينشط متشددون موالون لتنظيم الدولة الإسلامية في شمال شبه جزيرة سيناء وكانت هجماتهم تتركز خلال السنوات القليلة الماضية على قوات الجيش والشرطة لكنهم كثفوا هجماتهم على المسيحيين خلال الشهور القليلة الماضية.

 

وفي فبراير شباط نزح مئات المسيحيين من شمال سيناء بعد مقتل سبعة منهم على يد متشددين خلال ثلاثة أسابيع تقريبا خمسة منهم بالرصاص والسادس بقطع الرأس والسابع بالحرق.

 

ووفقا لتقديرات غير رسمية يشكل المسيحيون ما يصل إلى عشرة بالمئة من سكان مصر البالغ عددهم مئة مليون نسمة.

 

وتتهم الحكومة أيضا جماعة الإخوان المسلمين بارتكاب هجمات إرهابية لكن الجماعة تنفي أي صلة لها بالعنف.

 

وحظرت الحكومة الجماعة وأعلنتها جماعة إرهابية عقب إعلان الجيش عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي للجماعة في عام 2013 إثر احتجاجات حاشدة على حكمه.

 

ويوم الثلاثاء وافق مجلس النواب بالإجماع على قرار السيسي بإعلان حالة الطوارئ. وأثارت عودة العمل بقانون الطوارئ مخاوف بين بعض المصريين الذين يرون أنه عودة رسمية للدولة البوليسية في فترة ما قبل انتفاضة 2011 التي أطاحت بحسني مبارك بعد 30 عاما في الحكم.

 

لكن رئيس الوزراء شريف إسماعيل دافع أمس الثلاثاء عن إعلان حالة الطوارئ قائلا إن مواجهة الإرهاب تتطلب إجراءات استثنائية. وأضاف أن حالة الطوارئ تستهدف فقط من وصفهم بأنهم "أعداء الوطن والمواطن".

 

(الدولار يساوي 18.13 جنيه)

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر