فرنسا: نسعى لقرار أممي والأولوية لحل سياسي بسوريا

[ وزير الخارجية الفرنسي جون مارك أيرولت ]

قال وزير الخارجية الفرنسي جون مارك أيرولت إن بلاده لا تزال تسعى للحصول على قرار أممي عن طريق مفاوضات مع الدول الخمس الدائمة العضوية، يدين الهجوم الكيميائي على بلدة خان شيخون السورية، بعدما أرجأ مجلس الأمن التصويت على مشروع قرار غربي عقب تهديد موسكو باستخدام الفيتو لإسقاطه.

 

في نفس الوقت، نأى أيرولت بنفسه عن احتمال تأييد بلاده لعمل عسكري في سوريا، مؤكدا في مقابلة مع محطة تلفزيون "سي.أن نيوز" أن الأولوية لفرنسا هي التوصل إلى حل سياسي للأزمة.

كما أكد أن المرحلة الأولى يجب أن تكون التصويت على قرار وإعادة بدء مفاوضات السلام في جنيف.

 

وأضاف "يجب ألا نتحرك من تلقاء أنفسنا بحجة أن الرئيس الأميركي ربما غلى الدم في عروقه، ونصبح متأهبين للحرب".

جاءت تصريحات أيرولت بعدما أرجأ مجلس الأمن الدولي في ختام جلسة طارئة عقدها أمس الأربعاء التصويت على مشروع قرار غربي قدمته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا؛ يدين الهجوم الذي أسفر عن مقتل 86 مدنيا بينهم -30 طفلا و20 امرأة- في خان شيخون، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

روسيا تعترض

ودعا مشروع القرار إلى فتح تحقيق كامل في الهجوم الذي وقع بمنطقة خاضعة لسيطرة المعارضة بمحافظة إدلب شمال غربي سوريا. لكن روسيا اعتبرته "غير مقبول على الإطلاق"، في مؤشر جديد على الانقسامات بين الغربيين وموسكو حول الملف السوري. وقالت الخارجية الروسية إن القرار يستند إلى "معلومات زائفة".

ورأى مساعد السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فلاديمير سافرونكوف أن المشروع أعد على عجل وأنه "ليس مفيدا"، داعيا إلى "تحقيق موضوعي" فيما حدث.

كما تحدث سافرنكوف عما سماها صورا مفبركة وتقارير مزيفة عن استخدام قوات الحكومة السورية للأسلحة الكيميائية، وأكد أن طائرات سورية قصفت مستودعا للأسلحة لمن وصفهم بالإرهابيين، مضيفا أنه لا حاجة إلى مشروع قرار جديد بشأن خان شيخون.

كما هدد غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي باستخدام الفيتو ضد مشروع القرار المطروح، بينما قال السكرتير الصحفي لبعثة روسيا لدى الأمم المتحدة فيودور سترجيجوفسكي إن بلاده تقدمت بمشروع قرار إلى مجلس الأمن للتحقيق في الهجوم الكيميائي، مضيفا أن المشروع المقترح "مقتضب ويهدف إلى إجراء تحقيق فعلي، لا إلى تحديد المسؤولين قبل معرفة الحقائق".

بدوره نفى منذر منذر نائب المندوب السوري لدى الأمم المتحدة استخدام النظام أسلحة كيميائية ضد المدنيين في خان شيخون. وأضاف أن ما دعاها الجماعات الإرهابية تتخذ المدنيين دروعا بشرية في المدينة.

 

أميركا تتوعد

وبينما كانت الدول الكبرى تخوض نقاشا حاميا في مجلس الأمن، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن الهجوم الكيميائي غيّر موقفه حيال الرئيس بشار الأسد، متوعدا برد أميركي على ما اعتبرها "إهانة للإنسانية".

وقال ترمب من البيت الأبيض إن "هذا الهجوم على أطفال كان له تأثير كبير عليّ".

وعندما سئل مايك بنس نائب الرئيس عما إذا كان الوقت قد حان لتجديد الدعوة إلى إزاحة الأسد وإقامة مناطق آمنة، قال لمحطة فوكس نيوز "دعوني أكن واضحا.. كل الخيارات متاحة"، دون أن يذكر أي تفاصيل.

وخلال جلسة مجلس الأمن هاجمت السفيرة الأميركية نيكي هايلي روسيا بسبب دعمها لنظام الأسد، وقالت "كم من الأطفال يجب أن يموتوا بعدُ لكي تبدي روسيا اهتماما بالأمر؟".

وألمحت هيلي إلى إمكان التحرك في سوريا خارج الإطار الأممي بقولها "عندما تفشل الأمم المتحدة بشكل دائم في واجبها بالتصرف بشكل جماعي، فهناك أوقات في حياة الدول نكون فيها مضطرين للتحرك من تلقاء أنفسنا".

من جانبه، قال المندوب الفرنسي إن عدم معاقبة الرئيس السوري على مجزرة خان شيخون يقدم له رسالة بالإفلات من العقاب مستقبلا. وفي رفضه للرواية الروسية لما حدث، قال إنه لو تم استهداف مصنع كيميائي لوقع انفجار، ولكانت الأضرار كبيرة.

أما المندوب البريطاني فقال إن القصف الكيميائي على خان شيخون يحمل بصمات نظام الأسد، مؤكدا أن استخدام روسيا والصين حق النقض (فيتو) مرارا ضد مشاريع قرارات سابقة، شجع النظام السوري على ارتكاب مزيد من الانتهاكات.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر