فن وزينة وتراث: اليمنيون يحافظون على حرفة صناعة «الجنابي»

في ورشة صغيرة في العاصمة اليمنية صنعاء، يمكن رؤية شرر يتطاير بينما يقوم عمال بشحذ نصول قصيرة تُستخدم في صنع الخناجر التقليدية اليمنية المعروفة باسم جنابي، ومفردها جنبية.
 
والجنبية عبارة عن خنجر مقوس له مقبض مزخرف ويوضع في غمد على خاصرة الرجل، وتعد جزءا من الثقافة اليمنية منذ آلاف السنين.
 
وقديما كانت الجنابي من أدوات المحاربين قبل أن تتطور بمرور الزمن وتصبح من أدوات اللبس وزينة للرجال مع الزي التقليدي اليمني.
 
يقول تاجر الجنابي اليمني عمار القبس «أنواع الجنابي هو الصيفاني (وحيد القرن) والذي يسمى الكرك من قرون الجواميس، يسمى الكرك، والوعل هذا المصوعي، القرون المصوعية من الوعل فهي ثلاثة أنواع،  بس أغلى الأنواع هي الصيفاني الذي هو من وحيد القرن، الذي هو منقرض وعمره آلاف السنين مع اليمنيين، يعني تحصل الصيفاني أقل جنبية عمرها 40 سنة».
 
أغلى هذه الأنواع هو الصيفاني، المصنوع من قرون وحيد القرن المحظورة الآن، مع الجنابي النادرة بشكل خاص التي تجلب أسعارا يمكن أن تصل إلى مئات ألوف الدولارات.
 
ومنذ حظر تجارة قرون وحيد القرن، لجأ اليمنيون إلى استخدام قرون حيوانات أخرى في صنع مقابض الجنابي، بما في ذلك قرون الوعل والجاموس.ويضيف القبس «نظرا لأن وحيد القرن غير متوفر حاليا ولأنه ممنوع دوليا وممنوع محليا، ممنوع اصطياد وحيد القرن وأسعاره باهظة، فأوجدنا (وفرنا) هذه، قرون الجواميس، فهي روعة والإقبال عليها شديد في الآونة الأخيرة هذه، وهي تعطي شكل مليح ومنظر حلو وتتغير مع اللبس، وكل ما لبسها تتغير مع اللبس، وقوية ويرتفع سعرها».
 
ويقول أبو مازن، حرفي قديم في صناعة الجنابي «حوالي 20 سنة إلى 25 سنة منذ اشتغلنا بوحيد القرن، وكان متوفرا، لكن الآن حظر عليه، ممنوع، ما عاد موجود. الآن نعمل بقرون الجواميس وهذا بعد وحيد القرن، مسموح به».
 
ويُنظر إلى العديد من هذه الجنابي على أنها ممتلكات ثمينة وغالبا ما يتم تناقلها عبر الأجيال داخل الأسرة.
 
وترتبط قيمة الجنبية عادة بعمرها والشخصية أو القبيلة التي كانت مملوكة لها والحيوانات التي استُخدمت في صنع مقابضها.

رويترز
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر