خريجو الجامعات في اليمن يخشون المستقبل

[ طلاب يمنيون يحتفلون بتخرجهم من الجامعة ]

تجمع المئات من خريجي الجامعات في مدينة عدن الساحلية الجنوبية مع أسرهم وأصدقائهم داخل استاد رياضي لحضور مهرجان واسع للاحتفال بتخرج دفعة جديدة من الطلاب.

ومع ذلك، حولت سنوات من الصراع المميت بين قوات الحكومة اليمنية والمقاتلين الحوثيين احتفال التخرج إلى وقت سيطرت عليه مشاعر الإحباط والارتباك بدلاً من الفرح والتوقعات العالية بمستقبل مشرق.

ويخشى الكثير من خريجي جامعة عدن أن يكون بانتظارهم مستقبل قاتم بعد الانتهاء من الدراسة في وقت حرج تمر بها البلاد.

وتخلى بعض الطلاب عن آمال الحصول على وظائف في البلاد التي لاتزال غارقة في صراع عسكري وسط انعدام تام للحلول السياسية وتفاقم للأزمات الاقتصادية.

وبالنسبة لأحمد باعقيل وهو أحد الخريجين، فإن التخرج من الجامعة يعني البطالة والعودة للبقاء في المنزل لأن فرص العمل غائبة تمامًا نتيجة للوضع الحالي والصراعات العسكرية الدائرة في البلاد.

وقال باعقيل "نحن قلقون من قلة فرص العمل في بلدنا بعد أربع سنوات قضيناها في معاناة وتحمل نفقات الجامعة".

وأضاف أن "أحلامنا في الحصول على وظائف خلال الوضع الأخير في البلاد تلاشت ومعظم الطلاب سيعودون إلى منازلهم".

ويرى بعض الخريجين ان ترك اليمن الذي مزقته الحرب هو الحل الوحيد المتاح للهروب من البطالة والحصول على فرصة عمل مناسبة في البلدان المجاورة أو في أي مكان آخر في سوق العمل العالمي.

وقال أمجد محمد، طالب هندسة مدنية في جامعة عدن، لـ ((شينخوا))، إنه لا توجد فرص متاحة للجيل الجديد المثقف للمشاركة في تطوير الدولة العربية الفقيرة والنهوض بها بعد سنوات من التدمير مما يدفع بالكثير من العقول للهجرة.

وتابع أمجد "بعد الانتهاء من دراستنا، حان الوقت للبحث عن مغامرات لمغادرة بلدنا الحبيب لأنه توجد فقط فرص للانضمام إلى الأنشطة والأعمال العسكرية".

وأضاف "البقاء هنا يعني أن جميع طلاب الهندسة والإدارة والاقتصاد سينضمون إلى المعسكرات والمشاركة في القتال بعد ذلك".

ولكن بعض الطلاب لم يفقدوا ثقتهم ومازالوا يعلقون آمالهم على القيادة السياسية في البلاد لإنهاء الصراع العسكري المستمر منذ سنوات من خلال مفاوضات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة والحوار.

وتحدث سليمان بكر، خريج كلية الاقتصاد في عدن، قائلا إن جميع المتعلمين يجب ألا يفقدوا الأمل لأن بلدهم الذي مزقته الحرب في حاجة ماسة إلى قدراتهم وطاقتهم.

وقال سليمان "إنه شعور لطيف للغاية ولا يوصف أن أكون خريجًا.. لا يزال لدينا أحلام للمشاركة في بناء بلدنا بعد إنهاء هذه الحرب المميتة بطرق سلمية وبالحوار".

ويشهد اليمن نزاعا داميا منذ 2014 بين قوات الحكومة المعترف بها دوليا والحوثيين الذي يسيطرون على العاصمة صنعاء ومناطق أخرى.

وتدخلت المملكة العربية السعودية مع دول عربية أخرى عسكريا في اليمن في مارس 2015 استجابة لطلب رسمي من الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي اتخذ من عدن "عاصمة مؤقتة" للبلاد.

ودخل الصراع في اليمن عامه الخامس، مما زاد من معاناة اليمنيين وتعمقت "أسوأ أزمة إنسانية" في العالم، بحسب الأمم المتحدة.

وأدى القتال المستمر بين الخصمين المتحاربين إلى إنهاك البلد العربي بمزيد من الفوضى والعنف.

ويحتاج أكثر من 22 مليون شخص، إلى المساعدة الإنسانية بشكل عاجل، بما في ذلك 8.4 مليون شخص يكافحون للعثور على المأكل، بحسب منظمات دولية.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر