سلام على فبراير


وسام محمد

عندما قامت ثورة فبراير لم تكتفي فقط باستلهام كل المحطات المشرقة في تاريخ اليمنين والقيم الانسانية والحضارية. بل ايضا كانت قد بنت نفسها على ما اسسته الحركة الاحتجاجية في الجنوب. كما استوعبت معاناة الناس في صعدة وفي كل بقعة من بقاع اليمن.

اعتصرت أجمل ما في اليمني وقدمته في تلك اللوحة الآخاذة، لم يكن الهدف محو ما قبلها، ولا اقصاء جهة او طرف، حملت امل الخلاص لكل اليمنين ولكل مظالمهم، وهذا هو الفرق بين الثورة التي تنتمي للمستقبل وبين الحركات الرجعية التي مهما اظهرت جبروتا اليوم فمصيرها غدا الى زوال.

من الطبيعي ان يثور الماضي وتقوم قائمته وهو يرى المستقبل وقد وجد منفذا للتدفق. من الطبيعي ان تشع الثورة وتتجاوز حدودها مصدرة الامل الى نفوس كل المظلومين في اي مكان من العالم. ومن الطبيعي ان يتكالب عليها الاعداء ويتدفقون ضدها من كل حدب وصوب.
 
لقد كانت ثورة فبراير حدث تأسيسي بحق، لكن ايضا مصدر جذب لكل النزعات البدائية والمشاريع ما قبل الوطنية التي اندفعت في محاولة لمحو اثارها وتثبيط مسارها.
 
كانت الحركة الاحتجاجية في الجنوب محقة وكانت مظالم الناس في صعدة ايضا عادلة غير أن العبرة في النهاية تحددها طبيعة المشروع الذي سيحمل الاهداف وسيمثلها على ارض الواقع.
 
الجميع أهدر فرصته ولم يتبقى لأحد ان يقول كلمته سوى الثورة التي عكست وجه اليمن المشرق وعبرت عن تطلعاته المشروعة والمستوعبة للجميع.
 
اهدرت البيروقراطية الحزبية والدولتية فرصتها في تمثيل اليمنيين، ثم اهدرت جماعة الحوثي فرصتها في ان تكون جزء من المستقبل، وكذلك فعل صالح عندما أهدر تسامح الثورة معه، واليوم المجلس الانتقالي الجنوبي يهدر فرصته هو الأخر. وعما قريب سيغدو عدوا للجنوبين أنفسهم.
 
الجامع المشترك بين كل هذه الحركات هو انها حاولت عبثا تقمص روح الثورة لكن بمنطق معادي لها. ولعل هذا ما يجعلها تنتمي للثورة المضادة التي تأتي ضدا على تطلعات الجموع المقهورة. لا ثورة الحوثي ثورة ولا انتفاضة صالح انتفاضة ولا ما قام به المجلس الانتقالي ينتمي لمشروع حضاري وانساني. فقط عبث واهدار للفرص.
 
اما هادي ودولته فقد استنفدوا كل الرصيد الذي تكرمت الثورة في منحهم اياه.
 
ايضا المقاومة اليوم تعد قبس من جذوة الثورة التي لا تزال مشتعلة في الصدور. لكنه قبس مشوه وبحاجة لكثير من الجهد والصدق ليكون معبرا عن تلك اللحظة الفارقة التي عاشها اليمنيون قبل سبعة اعوام.
 
وحتى مع عدم التعويل على هذا القبس كثيرا الا ان الثورة لا تزال تكتنز الكثير وتعد بالكثير.
 
سلام على فبراير في الاولين وفي الاخرين ويوم النجاة والظفر بالخلاص.

*من صفحة الكاتب على فيسبوك

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر