لماذا الخوف


إفتخار عبده


الخوف صفةٌ ممقوتةٌ وسيئة إذا بدرت من أي شخص تجاه الآخر خصوصاً إذا كان عدواً له.
 
 يحب كل الآباء  أن يعلموا أبناءهم على الشجاعة منذ صغرهم ،  يحب الأب ألا يخاف صغيره  من الآخرين ، إلا عند البعض القليل.
 
من يخيف طفله لمصلحته وهذا ممقوتٌ أيضاً في تربية الأطفال التربية السليمة ، فما بالكم إذا كان الخوف بادراً من الكبار ، والتراجع من  الكبار والصمت منهم أيضاً.
 
هو سؤال .. لماذا الخوف ،... لماذا نخاف  شريحة معينة من المجتمع ؟ ، ما الذي تمتلكه هذه الفئة حتى تسيطر علينا بهذه الدرجة وتبث في ذواتنا الخوف ، ما الذي تميزت به عنا؟
 
نخاف من أن نتكلم مكالمة هاتفية وننقل لأهلنا حالنا وحال واقعنا  ، نخاف من أن ننشر منشوراً معيناً ، نخاف من أن نبني علاقة صداقة  ونذهب مع الأصدقاء ، نخاف من أن نبيح مافي خواطرنا ، وإنّ مافي خواطرنا من الحماس لكافٍ تماماً أن يحبطهم ، كافٍ أن يسكتهم ، كافٍ أن يخيفهم  بقدر ما أخافونا وأكثر.
 
إذن لماذا الخوف ونحن نعلم جيداً أن الله قدأعطانا   إمكانياتٍ  بقدر ما أعطاهم
ووهبنا قدراتٍ ربما أكبر بكثير من قدراتهم فنحن نمتلك الضمير الذي غاب عنهم تماماً، إلى متى سنظل هكذا ، وما هو المبرر الأساسي والمقنع الذي يمكن أن نبرر به خوفنا وسكوتنا عنهم ، في أي  زمان سأرى  المجتمع اليمني يتحدث عما يجول بخاطره  بكل جرأة وقدرة  ، وفي أي لحظة سأراه  يخاطب الظالمين  بلسان المعارض المناهض المتوعد بالانتقام  منهم.
متى سيستفيق المجتمع من غيبوبته التي أهلكته  وهي مستمرة  بهلاكه وهلاك الأجيال من حوله؟
 
جميعنا نردد ( الساكت عن الحق شيطان أخرس)ترى لماذا لانعمل بهذا ؟  ، هل نحن نجهل الحق تماماً ، أم أن عقولنا مقلوبةٌ تطبق العكس ، أم أننا ننقل هذا للغير دون أن  نعيه نحن نقول : الحق يجب اتباعه، إذن لماذا لانتبع الحق وندحض الباطل ، ونقول له : اذهب دون رجعة.
 
قد  لا يفهم قارئ السطور هذه من أقصد وأي شريحة من المجتمع تشير إليها هذه السطور  بأننا   ينبغي ألا نسكت عما تصنعه ، وينبغي ألا نخاف منها ، أنا بمقدوري أن أتحدث عنها. ، وأنا أعرفها جيداً كما تعرفونها  أنتم ، وإنما لجأت إلى الكناية ليس حباً بعلم البلاغة حتى أطبقه بكتاباتي وإنما هو وكما قلت لكم ( الخوف ).
 
الخوف الذي سيطر علينا بهذا الشكل الكبير ، أنا لا أستطيع أكتب رأي  كما هو وبجرأة كبيرة ؛ خوفاً من أشياء تعلمونها ، واحترازاً من أشياء تعرفونها ، وما أنا إلا واحدة من المجتمع الخائف.
 
إذن لا غرابة عليهم إذا ما تمادوا وأهلكوا الحرث والنسل ، ولاعجب إذا ما وصلنا إلى أسوأ مما نحن فيه الآن ؛ نحن من فرش لهم طريقهم  حريراً حتى يمروا فوقنا عابثين بنا ، نحن من أعطاهم المساحة العظيمة حتى ينفذوا فينا ما يريدون ، نحن من قال لهم : نعم بصمتنا ، بسكوتنا منحناهم البساط  الكبير وإلا لما وصلوا  إلى ما وصلوا إليه ، ولما وصلنا لما نحن عليه اليوم، والمثل يقول : ( من رضي بالشنق شُنق )  ترانا قد ارتضينا الواقع هذا المليء بالقمع؟
 
كلا.. ولكنه الخوف المسطر على ذواتنا ، هو من يجبرنا على أن نقول: لابأس، على أن نسكت، وتضع على أعيننا نظارة اللا مبالاة.
 
إلى متى أيها المجتمع  ستظل هكذا، متى ستتخلص من هذا المرض النفسي الذي يحبطك ويثبطك ؟ ، متى ستعبر عن ذاتك  كإنسان يمتلك عقلاً وقلباً ؟
 
إلى متى سيظل نصفك  يتبع الباطل خوفاً منه وتصفك الآخر صامتاً عنه إلا من رحم الله  .
 
قوا أنفسكم وأهلكم شرهم بعدم السكوت عنهم  ، ومناهضاتهم ، والذود  عن المجتمع من تماديهم  ، انفضوا عنكم غبار الخنوع المخيم عليكم لفترات متواصلة ، ما الذي سيحدث إذا ما تحدثتم عنهم  ، وما الذي  سيحدث إذا طاردتموهم بكلامكم على الأقل !؟
 
من لم يستطع أن يخرج إلى ميدان القتال  فليتحدث بلسانه عنهم ، يعرف المجتمع بخطرهم  بما أن المجتمع يجهل أشياء كثيرة ، بل إنه يجهل ذاته ومكانته إن جاز التعبير.
 
نحن نسكت ولسنا عاجزين ، وهم يصدقون أننا  نرهبهم، وأنهم القوة العظمى التي لايمكن الوقوف أمامها، ويصدقون أنهم على حق إذن لاعجب  سنتوقع الأسوأ، مادمنا بهذا الخوف منهم.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر